رسالة الى نبوخذ نصر

وهاد النايف

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 23:08
المحور: الادب والفن
    

رسالة لـِ نبوخذ نصر
طبت عيشا بمنفاك الاخير
لم ترَ الهزيمة ولاهياج الجموع
ولا الفرار ولا الخنوع
ولا الجياع يقتاتون من حجر الارصفه
ياكلون خيبة ويشربون القهقره
موتى في الطرقات
موتى يلتحفون السماء
وموتى يسكنون الوطن
يتنازعون الغباء
الغار واكاليله عادة قديمه
قدم الوجود
لم نعد نعرفها منذ ادمان الهزيمه
منذ ادمان تقبيل الجزمات
الرجال يدورون على مشنقه
والمشانق بعضها تقتل النخوه
منذ الاف السنين
والعناكب تحوك مكائدا وبيوت
ونحن نشاهد على التلفاز
برامج الحمق كي نكون اكثر حمقا
قام الغرباء بقلع الجذور
وقطعوا كل اشجار النخيل
كي يقتلنا القحط الاخير
ولكي يمزجوا الجثث بالحطب
منذ زمن غادر الفرات ارضي
وغادرته منتهبا
بابل العظيمه تحترق
وتاريخها لايعود
بيد من عبر الحدود
لقد انتظرتك طويلا
لكن جيشك العظيم لم ينهض
ذهبت القدس ولم تنهض
الحاخام وبني عيلام هم سادة الارض اليوم
لكنك لن تنهض من تحت التراب
وانا انتظرتك منذ مئات السنين
لكنك لم تأتِ
احني هامتي امام جزمات القدر
وانا اتحصن في السراب
عله يعصمني ضباب خيبتي
من فتك الغرباء
وها انا اناديهم توسلا
ياغاصب ارضي العظيم
دعني اقبل يدك
امتنانا على قتلي
لكنني على المشنقه
متدليا
واسمو في السماء فوقك
فليس لك الا ان تقبل قدمي المتهرئتين
وسامحني على بقايا الكبرياء
ياسيد الارض ملك الضباع
كنتَ يوما في ارضي سبيه
فاذكر انني اعتقتك وحرمتك من الموت
لكن احزاني بلا جدوى
والناس لايفهمون النداء ولاالكرامه
اموت غير حاقد عليك ياقاتل التاريخ
ولي طلب اخير
ابعد عن جثتي رجال المعبد
فكلهم خائنون
كلهم كذبة ومنافقون
فلتاكل جثتي الكلاب السائبه
او اتبخر في المدى
ساموت ككل الالهه القديمه
نقيا ساميا كالسماء
لانهم سيلوثونني بالخيانه
وانا ارفض ان ازور ابواب المعبد مسجى
فلن اقبل الخيانه
ساموت طاهرا بحب بابل والكرامة
التي ابت سماءها الخضوع
لم تأتني نبوخذ نصر
طبتَ عيشا بمنفاك الاخير
ـــــــــــــ
#الباحث #وهاد_النايف

#وهاد_النايف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل