أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عكاش - مصر تفشل في التعامل مع التمرد في سيناء














المزيد.....

مصر تفشل في التعامل مع التمرد في سيناء


عمار عكاش

الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النيويورك تايمز- منى الطحاوي
ترجمة: عمار عكاش
أدى الهجوم الذي وقع يوم الجمعة على مسجدٍ يؤمّه الصوفيّون في شمالي شبه جزيرة سيناء في مصر إلى مقتل 235 شخصاً. كانت هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها المقاتلون الإسلاميون- الذين بات لهم يهاجمون قوات الأمن والكنائس المسيحية عدة سنوات- المتعبّدين المسلمين.
جاءت المجزرة والجرأة في تنفيذها مروّعتين. فحسب شهود عيان، قصف عشراتٌ من المسلّحين على متن سيّارات رباعيّة الدفع المسجد الذي كان مكتظاً بالمصلين أثناء صلاة الجمعة. ثم فتح المهاجمون النار على الناس الذين حاولوا الهرب، وأضرموا النار في السيّارات المركونة ليغلقوا الطرق المؤدية إلى المسجد.
ليس من الواضح بعد من هي الجهة التي نفّذت الهجوم، رغم أنه من المعروف أن مجموعاتٍ مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية تنشط في المنطقة.
جاء هذا الهجوم الذي مثّل أسوأ هجومٍ منفرد ينفّذ ضدّ المدنيّين من قبل مقاتلين مسلّحين في مصر ليذكرنا بالفشل المأساوي للحكومات المتعاقبة في إنهاء التمرّد العنيد رغم المحاولات الوحشية القمعية.
وكما كان حال الرؤساء السابقين عليه – محمد مرسي وحسني مبارك – فإن الرئيس السيسي نادراً ما يشير إلى شبه جزيرة سيناء إلا بغرض الاحتفال بتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي عام 1982. كما أنّ قوات الأمن المصرية التي تجهل بدرجة كبيرة تضاريسها وتترّفع على القبائل المحلية، تعامِلُ سكان سيناء بعين الريبة والشك وبعدوانيّة.
ففي أعقاب الهجوم الذي وقع جنوبي سيناء عام 2004، اعتقلت حكومة مبارك ما يقارب 300 شخصاً، وعذّبت العديد منهم، واحتجزت النساء والأطفال من أقارب المشبته بهم كرهائن.
هذا النمط – الاعتقال، التعذيب، السَجْن- تكرّر كثيراً بعد الهجماتِ في سيناء، وتعرّضت منطقة شمال سيناء إلى تعتيم إعلامي طيلة سنين وفُرِضت حالة الطوارئ منذ أكتوبر 2014. ومع ذلك لم تنجح هذه الوسائل.
فقُتِل على الأقلّ 1000 عنصر من قوات الأمن في الهجمات التي وقعت في شبه جزيرة سيناء منذ تموز 2013 ، وتعرض 200 عنصر للذبح عام 2017، وذلك وفقاً لمعهد تحرير المختص بسياسات الشرق الأوسط، والذي يقول أيضاً بإنه تم توثيق وقوع أكثر من 130 هجوماً في شمال سيناء في الربع الأول من عام 2017.
وكان الرئيس السيسي، الجنرال السابق في الجيش والذي قاد المخابرات العسكرية المصرية قد بنى تفويضه الرئاسي على أساس الأمن، ومع ذلك لم يتم إرساؤه.
وقال الرئيس ترامب في تغريدة له حول الهجوم على المسجد في مصر “إن المذبحة جاءت لتذكرنا بأن هؤلاء الذين يقفون وراء الهجوم يجب أن تتمّ هزيمتهم عسكرياً”. وهذا بالضبط الحل الذي رعاه السيد السيسي وأسلافه.
في عام 1993 كنت أعمل كمراسلة مع رويترز في مكتب القاهرة. وكان المقاتلون المسلّحون في العام السابق قد شنّوا حملة دموية للإطاحة بحكومة مبارك عبر هجماتٍ على الوزراء، وقوى الأمن، والمسيحيين والسيّاح. فكنا ندوّن سجلاً مروعاً للهجمات الأسبوعية على لوح المعلومات.
ولم تحتوِ السياسات الحكومية المقاتلين عديمي الرحمة، ولم تخفّف من هجماتهم. بل على العكس، رأينا عدداً كبيراً من الاعتقالات، وأوامراً بإطلاق النار بغرض القتل، وشهدنا تعذيباً واتباعاً لسياسة الأرض المحروقة من خلال حرْق حقول قصب السكر التي كان المقاتلون يختبئون بينها. دمّرت هذه الإجراءات مصدر رزق المزراعين وعائلاتهم، وأصبحوا نتيجةً لذلك فريسةً للتجنيد من قبل ذات الجماعات التي كانت الحكومة تحاول إلحاق الهزيمة بها.
ناشد المحلّلون الحكومة أن تحاول التخفيف من حدّة العصا وأن تزيد من الجَزَر في حربها ضد الإرهاب من خلال تنمية المناطق المهملة في مصر العليا، والتي أصبحت أرضاً خصبة للتجنيد ولتنفيذ الهجمات.
يبدو الوضع مشابهاً اليوم، فهؤلاء الذين يتعاملون بجديّة مع مسألة أمن مصر ناشدوا طويلاً لتنمية شمالي سيناء المهملة والمهمشة. ومع ذلك فإن خطة التنمية الموعودة توقّفت طيلة عقود، مما جعل السكان المقيمين هناك يستشيطون غضباً ويمتلئون ضغينةً طيلة عقود.
يجب على السيد السيسي أن يتذكر ما يبدو أن السيد مبارك والسيد مرسي قد نسياه ألا وهو أن سكان شمالي سيناء يمكن أن يكونوا حلفاء له.
كما تحتاج الحكومة المصرية إلى مساعدة القبائل البدوية في سيناء، هذه القبائل التي تعرف تضاريس المنطقة أكثر من قوات الأمن، والتي لها تأثير حاسم وكبير في مقاومة أيديولوجيا الدولة الإسلامية.

اعتقل السيد السيسي مؤخراً مدوّناً ساخراً وكانت تهتمته الانتماء إلى مجموعة إرهابيّة. لا يمكن للسيد السيسي أن يسمي كل من يعارضه إرهابياً وأن يلغي من الوجود كل من يتهمه بأنه إرهابي. عوضاً عن ذلك يجب عليه أن يلتزم جديّاً بإيجاد العلاج الشافي للإرهاب: فرص العمل، الكرامة وحياة جديرة بأن تعاش وهو ما فشل تماماً في تقديمه للناس في كافة أرجاء مصر وخاصة في شمالي سيناء.
نص المقال الأصلي على الرابط التالي
https://www.nytimes.com/2017/11/24/opinion/egypt-mosque-attack-sinai.html



#عمار_عكاش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الحشد
- تفاحة قصيدة مترجمة
- ( مجرّد سأم... غير فلسفي )
- رأس السنة السورية
- ( ولنا في المثنى حياةٌ )
- شكراً أيتها الحياة - رسالة منتحر يحتفي بجماليات الحياة
- ( مقبرة جماعية)
- أبصر جثّتي أسفل السفح
- في الحرب - تكريم الجندي
- قمح ( نثرية)
- ما لم يًرْوِه السيد داكو ( نثريّة)
- ما تعلمته من حرب العراق عن سوريا
- (أمة عاجزة عن إنهاء الحرب)
- ( الشباب ينتفضون على الرجل المريض ونخبه السياسية والثقافية)
- نهاية الأيدلوجية : أيدلوجية الرأسمالية المعولمة
- قراءة في كتاب الإنسان ذو البعد الواحد لهربرت ماركيوز :من الق ...
- بيروت ست الدنيا لم يبق منها سوى الطرقات و الضجيج
- سيكولوجية الإرهاب في المجتمعات العربية
- (سورية نموذجاً)البرجوازية الصغيرة و مشروع التنمية العربية)
- ((حسين مروّة و منهجية النقد الأدبي ))


المزيد.....




- كاتبة سورية درزية لـCNN عن إسرائيل: إذا أردتم حماية الدروز أ ...
- -فساد ينخر في جسد بلدي-.. رغد صدام حسين تعلق على احتراق المر ...
- سلطنة عُمان: القبض على إيرانيين والشرطة تكشف ما فعلاه
- بحضور ماكرون.. السلوفيني تادي بوغتشار ينتزع الصدارة في -تور ...
- ترامب يصدر أوامر بنشر وثائق قضية إبستين بعد ضغط شعبي متزايد ...
- غزة: عائلات تشيّع قتلاها وأخرى تواصل البحث عن مفقوديها تحت ا ...
- هجمات إسرائيل على سوريا: مآرب معلنة وأخرى خفية!
- محللون: رسائل أبو عبيدة بعد 4 أشهر من استئناف الحرب موجهة لك ...
- ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صاروخ من اليمن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عكاش - مصر تفشل في التعامل مع التمرد في سيناء