أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاد بن ثمود - مُعَلَّقاتٌ على أَسْتارِ الأُسطورة














المزيد.....

مُعَلَّقاتٌ على أَسْتارِ الأُسطورة


عاد بن ثمود

الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 22:45
المحور: الادب والفن
    


مُعَلَّقاتٌ على أَسْتارِ الأُسطورة


من الخرافات التي شُحنتْ بها أدمغة فصائل المثقفين العرب أو جلهم على الأقل، أن معلّقات شعراء الجاهلية سمّيت كذلك لأنها كانت تعلّق على أستار الكعبة، و لو أن بعضهم نأى بنفسه عن هذا التفسير بإعطاء "التعليق" معنى آخر يكاد يكون متعسّفاً.

فمنهم من قال:

المعلّقات لغةً من العِلْق : وهي المال الذي يكرم عليك، تظنّ به، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة. وما عليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير، والعِلْقُ هو النفيس من كلّ شيء(ويكيبيديا)

و هذا التفسير غير صحيح، بكلّ بساطة، لأن جمع "عِلْق" هو "أَعلاق" و "عُلوق" و ليس "مُعلَّقات" كما جاء في قاموس المعاني:

عِلق: إسم
الجمع : أعلاق ، و عُلُوق
هو عِلْقُ عِلمٍ ، وهو عِلْقُ شرٍّ : يحبه ويميل إليه
وَضَعَ العِلْقَ عَلَى كَتِفِهِ : العَلْقُ ، الْجِرَابَ
شَيْءٌ عِلْقٌ : نَفِيسٌ

و منهم من قال:
وقد قيل لها معلقات لأنها مثل العقود النفيسة تعلق بالأذهان.

و هذا تفسير تُعوِزه الجدّيّة، فليس من السهل أن تعلق بذهنك قصيدة من ثمانين بيتاً على الأقل.

غير أن أكثر الأقوال شيوعاً هو أن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة قبل مجيء الإسلام.
و سوف أحاول تفنيد هذا الرأي كذلك، و هذا هو الغرض المنشود بحول الله و قوّته.

كل المعلقات تنسب لشعراء عاشوا في الجاهلية، منهم من يقول إن عددها سبعة و منهم من يقول عشرة، و هذا الأمر لا يهمنا الآن. و قد عاشوا جلّهم في القرن الذي سبق مجيء الإسلام (تقريباً):

امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي520 م - 565 م
طرفة بن العبد 543 م – 569 م
الحارث بن حلّزة توفي سنة 580 م
عمرو بن كلثوم التغلبي، أبو الأسود توفي سنة 584 م
عنترة بن شداد بن قراد العبسي 525 م – 608 م
زُهير بن أبي سُلْمى المزني 520 - 609 م
لَبيد بن ربيعة بن مالك العامِري توفي سنة 41 هـ/661 م
أدرك الإسلام، وهو من المؤلفة قلوبهم.
*
لابد لنا إذن من معرفة شكل الخط العربي أيام ظهور الإسلام، حتى تكون لدينا فكرة عن شكله قبل كتابة القرآن، أي في الجاهلية.
و لنا في هذا الشأن مخطوطات أصلية (رغم قلة عددها) تظهر لنا ذلك، و هي متوفرة على النت و مكتوبة بما يسمّى "الخط الحجازي" تجاوزاً، لأنه مشْتَق من الخط النَّبَطِي، إذ لم يكن لأهل الحجاز خط خاص ينسب إليهم، كما هو الأمر بالنسبة للخط الكوفي الذي ظهر فيما بعد بالكوفة.

"الخط الحجازي" يكتب بحروف غير منقوطة و غير مشكّلة، إذ لا يمكن للقارئ التمييز بين أحرف الباء و الياء و التاء و الثاء و النون، و لا بين الصاد و الضاد و السين و الشين و العين و الغين... إلخ.

إذا افترضنا أن هذا هو الخط الذي كانت تكتب به المعلّقات خلال قرن قبل ظهور الإسلام، فَوَربِّكَ إنّ هؤلاء المؤرخين لَيَضحكون على ذقوننا ملءَ أشداقهم.

وكم عدد الذين كانوا يعرفون قراءة الخط الحجازي في جزيرة العرب كلّها؟
عشرة؟ عشرون؟ مائة؟
لنبحث قليلاً:

جاء في كتاب "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"( 14 جزء من تأليف أبو العباس القلقشندي)، المطبعة الأميرية ودار الكتب المصرية، 13 - 1922، ج 3، ص 15:

"وذكر أهل الأخبار أن قوماً من أهل يثرب من الأوس والخزرج، كانوا يكتبون ويقرؤون عند ظهور الإسلام، ذكروا فيهم: سعد بن زرارة، والمنذر بن عمرو، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وكان يكتب بالكتابات العربية والعبرية والسريانية، ورافع بن مالك، وأسيد بن حُضير، ومعن بن عدي البلوي، وأبو عبس بن كثير، وأوس بن خولى، وبشير بن سعيد، وسعد بن عبادة، والربيع بن زياد العبسي، وعبد الرحمن بن جبر، وعبدالله بن أُبي، وسعد بن الربيع؛ وقد أرجعوا أصل علم هؤلاء إلى قوم من يهود يثرب، مارسوا تعليم الصبيان القراءة والكتابة، دعوهم (بني ماسكة)"

هؤلاء معروفون بالإسم و على رؤوس الأصابع، و كأنهم حاصلون على جائزة نوبل.
إذا كان في يثرب كلها 15 نفراً فقط ممّن يعرفون الكتابة و القراءة، و هي تعتبر من الحواضر في ذلك الزمان، فكم عدد الكتاب و القرّاء في جزيرة العرب بأسرها؟

و حتى لا نبخس شعراءنا حقهم،
حاول أن تكتب هذه الأبيات المتفرّقة من قصيدة "قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ"لـ امرؤ القيس، بدون تنقيط و لا تشكيل.
ثمّ حاول إعادة قراءتها من جديد.

فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها * لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
-
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا * على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
-
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش * إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
-
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ * أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا * تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
-
فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ * بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ
-

أعد قراءتها، فلن ينفعك في ذلك حتى أعتى عُتاة الجن الأزرق، فما بالك بمن يقرأها لأول مرّة على أستار الكعبة مكتوبة بماء الذهب؟
ذهب إيه اللي جاي تكتب بيه...

هنا تنهار أسطورة المعلقات على أستار الكعبة
فلا هي كانت مكتوبة بخط عربي منقوط و مقروء
و لا البدو في فيافي جزيرة العرب كانوا قراءً مُلهَمين
و لا هي عُلّقت في يوم من الأيّام.



#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستحالة الإستدلال تَهدي للإيمان
- هل قلتَ إزدراء؟
- أَجِبني بصراحة: لِمَ خَلَقتَني؟
- تاريخ الهجرة الخاطئ
- لماذا يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ؟
- الذينَ يُؤمنون بالغَيب
- لماذا يُقسِم الله بمخلوقاته؟
- لماذا صَمَتَ الله؟
- الديانات لا تصلح لتخليق الإنسان
- الرد اللبيب على الشيخ ياسر الحبيب
- تساؤلات عن الجمَرات
- تساؤلات عن عرفات
- وجود خالق أو عدمه: معضلة المعضلات
- غربة العقل
- هل كانت الكَعبَة مُكَعَّبَة قبل مجيء الإسلام؟
- محراب خديجة و محراب محمد
- مهزلة سورة الإسراء
- ريحٌ صَرصَرٌ عاتية
- خالصة لك من دون المؤمنين
- الإله الكذّاب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاد بن ثمود - مُعَلَّقاتٌ على أَسْتارِ الأُسطورة