عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 21:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا صَمَتَ الله ؟
من المعلوم في الديانات السماوية أن الله كان كثير الكلام، و ذلك منذ عهد آدم و نوح و إبراهيم و ذريّته من الأنبياء و كذلك موسى و عيسى و محمد.
لم يكن الله مُقتراً في الكلام بل كان أقرب منه إلى الثرثرة و اللغو في كل صغيرة و كبيرة، و كان يتكلّم عن كل شيء و عن أي شيء.
ثمّ فجأة، صَمَتَ الربُّ و كأنه لم يعد يجد من يتجادل معه من عباده.
كل ما تبقّى لنا من حوارات بين الله و عباده نجده فقط في الكتب السماوية التي لم يشملها أي تحيين منذ عشرات القرون.
المشاكل في وقتنا الحاضر أكثر تعقيداً و خطورة من المشاكل التي كان يعاني منها قوم نوح أو أيوب أو ذي النّون.
فلماذا يخذلنا الرب هكذا و يقطع البث المباشر مع عباده و هم اليوم أكثر عدداً و أشدّ ما يكونوا في حاجة إليه و لتوجيهاته الربّانية.
لقد تكلم الرب مثلاً عن رحلة المعراج التي لم يشهدها أحد، لكنه صمَت عن رحلات أبّولو التي أوصلت 12 من عباده للقمر.
و حتى عندما تلا رائد الفضاء ما تيسّر له من سِفر التكوين من فوق سطح القمر، لم يبعث الله ملاكاً واحداً يبارك مركبة "النسر" برفرفة من جناحيه، و لم نسمع له حِسّاً.
هل خاصم الله عباده و لم يعد يأبه بوجودهم و لا بصلواتهم ؟
لماذا لم يعد الله إجتماعياً كما كان من قبل مع أجدادنا الأقدمين ؟
هذا الصمت الطويل يدعو للريبة و الشك في مصداقية كل التسجيلات الحوارية السابقة.
يا رب، إبعَث لي كلام يطمّنّي
كما طمأنت من قبلي إبراهيم
ألا نَستَحقّ منك هذه الإلتفاتة ؟
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟