أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب السعودية والمغرب 7















المزيد.....

الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب السعودية والمغرب 7


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من هنا وضع المرشد أمام جماعته السيناريوهات الممكنة للتعامل مع الوضع الجديد والتي يأتي في مقدمتها : ( مقاومة الظلم حتى الموت ولو نشرا بالمناشير .. ثم مقاطعة الظالمين : لا نواكلهم ولا نشاربهم ولا نجالسهم . وهذه هي الصيغة المثلى للقومة . فلو قدرنا أن نتجنب استعمال السلاح ضد الأنظمة الفاسدة ، ونقاطعها حتى تشل حركتها ، ويسقط سلطانها ، وترذل كلمتها )(ص 36 رجال القومة والإصلاح). ويبدو جليا أن سيناريو الانتخابات والمشاركة فيها مستبعد ، لأن الشيخ ليس هدفه الديمقراطية وتقويتها حتى يتمكن من ركوبها إما صعودا إلى السلطة أو هبوطا منها . إنما هدفه أعظم يتماشى مع المسئولية "السماوية" المنوطة به ،والتي تجعل منه ، كما يزعم ، صاحب هداية وإنقاذ ( القضية مصير أمة هي الآن خارج التاريخ ، طفيلية على التاريخ . لا مجرد تداول على السلطة بنظام تسمونه ديمقراطية ونسميه شورى . إن كانت الديمقراطية تخفي تحت أثوابها العداوة للدين ، ونفض اليد من الدين .. وكل فكر دخيل على الإسلام لا يمتثل لكلمة الله وسنة رسوله شجرة خبيثة تُجتث من فوق أرض الإسلام ولو بعد حين )(ص 585 العدل). إذن مهما حاول النظام الملكي إصلاح وضعه وتدعيم بنيانه ، ومهما حاول بعض الإسلاميين ترميم "صدع" النظام عبر المشاركة في الانتخابات أو في الحكومة حتى ، فإن الشيخ لا يتوقع غير الانهيار والطوفان ، لأن ، في اعتقاده ( أهم عوامل التخريب الغربة عن الدين ، أهم ثمار التشويه التغريبي هذه الأشكال من الحكم يُستدعى إليها الإسلاميون ليزينوا واجهة الديمقراطيات الملهاة )(ص 6 العدل). وحتى لو افترضنا قبول الشيخ بالمشاركة في الانتخابات ، فإنه لن يكون إلا أمام أمرين :
الأمر الأول : تشكيل حكومة كل أعضائها من حزب الجماعة إن حصل على الأغلبية في البرلمان ، أو حكومة ائتلافية وفي الحالتين معا لن يكون الشيخ وجماعته سوى "مساحيق" ( لتزيين واجهة الديمقراطية الملهاة ) . هكذا يرى الشيخ المسألة .
الأمر الثاني : الاكتفاء بالمعارضة البرلمانية التي لا يرى فيها الشيخ أية جدوى ، لأنها ، كما يقول هو نفسه ، لن تكون ( إلا معارضة من المعارضات تنتقد الحكم وتطعن في كفاءته إن لم تتعرض لأصول الحكم الجائر باعتباره خرقا في الدين وانتحالا تزويريا لقداسة الدين قبل كل شيء )(ص 104 العدل). وطبعا لا يرضى الشيخ لنفسه أن يمارس معارضة تسكت عن الحكم الجائر ولا تعمل على إسقاط نظامه . من هنا يعلن الشيخ أنه صاحب مشروع عالمي لا يتحقق إلا بإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة ، تبسط نفوذها على كل العالمين ، كما يبين ذلك في قوله ( ليست طموحاتنا محدودة بموعد انتخابي أو تناوب على السلطة ، لأننا نعلم أن تغيير حكومة أو دستور معين لا يكفل إلا حل أزمة عرضية إن كفل وهيهات! .. أفقنا التغيير العميق الذي لا يمكن أن تبنيه وتقوده بعون الله إلا حركة مباشرة متواصلة .. إن نظرتنا غير محدودة بنطاق الدولة القومية التي تخنق أنفاسنا ، لأن غايتنا مهما طال الزمن هي توحيد الشعوب الإسلامية في كيان واحد )(323،324 الإسلام والحداثة). وبالتالي صارت قضية الشيخ نشر الإسلام وتطبيق حكمه ، وليس إرساء الديمقراطية ( قضيتنا نحن مصيرية . نحن نطلب الإسلام لا الديمقراطية . ليكن هذا واضحا)(ص 530 العدل) . لهذا يؤكد الشيخ المخرج الوحيد هو تمكين رجال الدعوة من الدولة ( حقيقة التمكين في الأرض أن تكون الدولة والسلطان بيد رجال الدعوة الساهرين على الدين ، القائمين بالقسط )(ص391 المنهاج) . أما الديمقراطية فلا يرى فيها الشيخ غير نبتة دخيلة يستحيل استنباتها في التربة الإسلامية .فالديمقراطية تبقى ، في حكم الشيخ ، كفرا وعداءا للدين ( فمهما كان الشكل الديمقراطي ذكيا فالمضمون الكفري اللاييكي هو عين الغباء )(ص60 الشورى والديمقراطية ) ، ويقول أيضا ( لا ديمقراطية إلا لاييكية بمعنى من المعاني اللاييكية . أصفاها جوهرا لاييكية لادينية مناضلة مقاتلة للدين )(ص296 الشورى والديمقراطية) . ولعل تأكيدات الشيخ هذه كافية لدحض ادعاءات الأستاذ ضريف الذي افترى على الحقيقة بقوله ( أنه لا توجد داخل الحركة الإسلامية في المغرب أدبيات تعتبر الديمقراطية كفرا ) . والأمر لا يتعلق بجماعة "العدل والإحسان " فقط ، بل نجده كذلك لدى التيار الإسلامي الجهادي ، إذ جاء في تصريح أبي حفص لبرنامج " نقطة ساخنة" الذي تبثه قناة " الجزيرة الفضائية" ، قوله : ( الإسلام السيادة فيه لله عز وجل . والنظام الإسلامي يقوم على الاستسلام لأمره سبحانه وتعالى ، وبالتالي فالإسلام أو الشرع أو الله سبحانه وتعالى هو الذي له السيادة المطلقة ، والسيادة العليا . فهو الذي له حق الحل وحق التحريم وحق التشريع . وأما سيادة غيره ، هذا هو مفهوم الديمقراطية ، أن تكون السيادة للشعب ، فهذا مما لا يرضاه الله عز وجل ، ومما لا نرضاه ، يعني من منظورنا الشرعي . هذا باطل شرعا أن تكون السيادة لغير الله سبحانه وتعالى . الذين يؤمنون بالنظام الديمقراطي يعترفون بأن هذا النظام فيه مجموعة من المعايب . لكن يقولون هذا أفضل مما هو موجود . نحن نقول عندنا نظام لا عيب فيه لأنه من الله عز وجل وهو نظام الإسلام ) . إذن ما يقوله تيار السلفية الجهادية وما يعتقده لا يختلف من حيث الجوهر مع ما يعلنه الشيخ ياسين ويدعو إليه . فكلاهما يكفران الديمقراطية ويخوضان الجهاد / القومة لاجتثات نظام الحكم الجبري الذي يعتبرانه خارجا عن الدين . يقول الشيخ (وكل فكر دخيل على الإسلام لا يمتثل لكلمة الله وسنة رسوله شجرة خبيثة تجتث من فوق أرض الإسلام ولو بعد حين )(ص 585 العدل). وهذا الذي أقر به واحد من الذين تشبع بفكر الفيزازي والزمزمي وأمثالهما ، إنه " علي العلام" الذي لم يتجاوز مستواه الدراسي السادسة ثانوي ، غير أنه بتعبيره ( درست علم الشرع في الحرم على يد أبو قتادة وأبو الوليد الفلسطينيين ، أخذت بعض القواعد عن محمد الفيزازي في طنجة .. في تلك الفترة ( لما كان عمره 20 سنة ) كان الفكر الجهادي بيننا عقب تأكد قناعات في عدم جدوى الحلول الترقيعية ، وعن طريق بعض الدعاة ترسخت لدينا ضرورة القيام بمبادرات بمنهجنا السلفي الجهادي .. حيث اقتنعنا أنه إما أن يطبق شرع الله أو القتال وكنا ننبذ الحلول الترقيعية ، شخصيا كان لدي طموح للمشاركة في الجهاد الأفغاني وتكوين نواة جهادية هنا في المغرب بعد العودة ، وبالفعل عملت في ذلك عن طريق نسخ الأشرطة والأنتيرنيت إلى غير ذلك ، وانتشرت الدعوة الجهادية في مدن الدار البيضاء وفاس والرباط وغيرها من المدن .. كان أساس الدعوة الجهادية هو أنه على الأقل إذا لم يصبح المدعوون معي فعلى الأقل تتزعزع قناعاتهم بخصوص شعارات الديمقراطية وأنصاف الحلول ) . ونفس الموقف عبر عنه عبد الله زياد أحد مدبري الهجوم على فندق " أطلس أسني" بقوله ( أحداث مراكش لم تكن لتغير النظام المغربي ، إنها تطبع الذاكرة ، إنها تترك أثرا في الأرواح )( الأيام عدد: 31 بتاريخ 05 أبريل 2002 ) لذلك لم يتردد زياد في الإفصاح عن رغبته في نشر مسلسل العنف بالمغرب شبيه لما يحدث في الجزائر . فعن سؤال لرئيس المحكمة بفرنسا : ( تتمنون مسلسلا شبيها لما يحدث في الجزائر ؟) أجاب زياد : "لم لا" . إذن هناك اقتناع وإصرار على ممارسة العنف والإرهاب ، فإن لم ينته بإسقاط النظام ، فعلى الأقل إسقاط الطمأنينة وترويع الآمنين . صحيح يختلف الشيخ مع التيار الجهادي حول ممارسة العنف من أجل الترويع فقط . فهو يريد رأس النظام وكرسي الحكم ، دونهما لا يستعجل الشيخ أمره . واضح إذن أن ما زعمه الأستاذ ضريف بكون جماعة "العدل والإحسان" تريد المشاركة السياسية وتقبل بالديمقراطية ، لا ينسجم مع مواقف الجماعة وأدبياتها . ذلك أن المشاركة السياسية تقتضي تعايشا سياسيا وسلميا بين كل الفرقاء ، كما تقتضي بناء تحالفات بين الأحزاب من أجل تشكيل أغلبية برلمانية لتقود الحكومة . بالإضافة إلى الإقرار المبدئي بحق الاختلاف والتنظيم متى صعد حزب أو تحالف إلى السلطة . إلا أن ما تعلنه جماعة "العدل والإحسان" يتنافى مع مبادئ الديمقراطية وقواعدها . وهذا ما نقرأه في البرنامج الاستراتيجي الذي سطره مرشد الجماعة ، ومن ضمن ما جاء فيه ( في طريق الحركة الإسلامية الصاعدة ، الغادية الرائحة من نصر إلى نصر بإذن الله ، تتمثل هذه الذهنية المغربة العلمانية عقبة في سبيل بناء النموذج الإسلامي في الحكم على أساس الفطرة وإسلام الوجه لله عز وجل )(ص16 العدل) ، ومقتضى هذا القول يؤسِّس لنهج سياسة الاستئصال والقضاء على هذه الذهنية وكل تنظيماتها ، خاصة اليسارية منها ، والتي يعتبرها المرشد ( رائدة الفسوق والعصيان والكذب على الله وعلى الناس)(ص571 العدل) . وبناء عليه ، لا يرى الشيخ أية إمكانية للحوار والتفهم إلا تحت شرط واحد ووحيد حدده كالتالي( مشروعنا أيها الأعزاء أن تدخلوا الميدان على شرطنا .. ندعوكم أن تدخلوا معنا الميدان على شرطنا وهو شرط الإسلام . هذه هي الوسيلة الوحيدة للتفاهم)(ص531 العدل). وطبعا للشيخ ياسين مفهومه الخاص للإسلام لا يتقاسمه مع بقية الشعب وأحزابه . وبناء عليه فإن الشيخ يرفض أي تحالف لا تكون فيه جماعته صاحبة الريادة والقرار . يقول الشيخ مخاطبا خصومه ( فإذا دعوتمونا ـ معشر الفضلاء المثقفين ـ لجبهة ديمقراطية نكون فيها النواة الشعبية المسُوقَة فنحن ندعوكم إلى مراجعة أصولكم الثقافية ذات النزعة التوفيقية المرتبكة في معضلة الجمع بين الأصالة والمعاصرة )(ص530 العدل). بل نجده يجهر باستهزائه من تلك الدعوة التي توجهها إليه بعض التنظيمات السياسية بهدف التحالف ( ومتى كنا بجنبكم ، نواة شعبية موجَّهة ، فقد اكتملت لكم بالقوة العضلية الإسلامية مقومات الحركة السياسية التي تخرجكم من عزلتكم وتعيدكم من منفاكم )(ص531 العدل). ومن ثم يجزم الشيخ بشكل قطعي ( ونرفض أن نكون لهم قاعدة لجبهة تسير بالمسلمين في درب التيه )(ص 533 العدل). كما أن من أسس الممارسة الديمقراطية تكريس القيادة الجماعية بديلا عن الحكم الفردي لما فيه من استبداد . غير أن الشيخ يرفض بشكل قاطع هذا المبدأ ، ويصر على تكريس الانفراد بالسلطة والحكم ( ما يسمى بلسان العصر قيادة جماعية لا مكان له في الإسلام ، ولا معنى له في علم السياسة وممارسة السلطان . فالأمير هو صاحب الأمر والنهي في كل صغيرة وكبيرة )(ص66 المنهاج النبوي). إذن كيف تستقيم الممارسة الديمقراطية مع عقيدة الحكم الفردي التي تجعل من طاعة الحاكم والامتثال لأوامره جزءا لا يتجزأ من الدين ؟ فالشيخ يعلن ، منذ البداية ، عن عزمه على الانقلاب على الديمقراطية متى صار حاكما .
وتجدر الإشارة إلى الاستثناء الذي تمثله جمعية البديل الحضاري داخل الحركة الإسلامية في المغرب . إذ أعلنت هذه الجمعية ، منذ تأسيسها في أكتوبر 1995 ، عن طبيعة أهدافها وموقفها من الدولة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، حيث جاء في بيانها التأسيسي ما يلي ( ونعتبر أن الوصول إلى دولة الإسلام لا بد وأن يمر عبر دولة تحترم حقوق الإنسان واختياراته من هنا فإن تركيزنا سينصب أساسا على النضال من أجل دولة حقوق الإنسان ، دولة الحرية والديمقراطية والعدالة ) . ومن ثم أعلنت ( أن الحكم الذي نريده ونقبل به هو الحكم القائم على الشورى كمضمون والديمقراطية كآلية ووسيلة ، الحكم القائم على احترام اختيار الأمة ) . وبناء عليه جعلت الجمعية تبنيها للديمقراطية خيارا مبدئيا واستراتيجيا ، نابذة ، بالتالي ، كل أشكال العنف الفكري والسياسي ( وإن طريقنا الوحيد الذي سنتشبث به لأداء رسالتنا هو اختيار الديمقراطية كآلية تسمح بالاختلاف والتعددية والتداول السلمي للسلطة من خلال الاحتكام إلى صناديق الاقتراع ، التي وحدها تملك أن تفرز بكل شفافية ووضوح من اختارتهم الأمة لتسيير شؤونها بعيدا عن التزوير والمصادرة والإكراه . وهنا تجدر الإشارة إلى أن تبني الديمقراطية كخيار في أدائنا السياسي يستند إلى قناعة مبدئية استراتيجية ، وليس إلى رؤية تكتيكية ضيقة يمليها اختلال موازين القوى ) . وانسجاما مع هذا الموقف المبدئي ، لم تتردد جمعية البديل الحضاري في التأكيد على قناعتها التالية ( وهكذا فنضالنا هو من أجل دولة تسودها هيبة واحترام القانون ، بدل هيبة المخزن والإكراه ، من أجل دولة يُعَزُّ فيها المواطن المغربي ويُحترم وليس العكس . وهذا النضال نعتبره من صميم عقيدتنا ولن نتقاعس عن خوضه جنبا لجنب مع كل الفضلاء الوطنيين من أبناء المغرب الحبيب . إن النضال من أجل دولة الحق والقانون التي تحترم حقوق الإنسان واختياراته .. دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واجب كل مغربي يتوق إلى غد أفضل .. وهو نضال عادل لن نتردد في خوضه بإذن الله مع كل القوى التي تسعى لتحقيق هذا المطلب) . خلافا لما تعلنه جماعة "العدل والإحسان" من مواقف إزاء الديمقراطية وحقوق الإنسان ، تتفرد جمعية البديل الحضاري باستعدادها خوض النضال إلى جانب القوى الديمقراطية بهدف إرساء دعائم الدولة الديمقراطية وإقرار حقوق الإنسان . فضلا عن تبنيها قيم الحوار والتعاون مع باقي الأطراف السياسية مهما كانت القناعات الفكرية مختلفة . وهذا ما أكد عليه البيان التأسيسي ( وبناء عليه أيضا نحن نؤمن بالحوار مع كل الأطراف والأطروحات مهما كانت مخالفة لقناعاتنا ) . ومن ثم فالجمعية تدعو إلى التعاون على قاعدة ( أن نتعاون فيما اتفقنا عليه وأن يَعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه ) . وفي هذا الإطار سارعت الجمعية إلى الانخراط في تأسيس القطب الديمقراطي إلى جانب القوى السياسية ذات التوجهات الفكرية والأيديولوجية المختلفة مثل : الفعاليات اليسارية المستقلة ، منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ، حركة الاشتراكيين الديمقراطيين المغاربة ، نشطاء في الحركة الأمازيغية . ونجدها اليوم تصطف إلى جانب القوى اليسارية بعد إعادة هيكلة هذه الأخيرة ، لدرجة أن الجماعات الإسلامية الأخرى تعمدت إقصاء البديل الحضاري ، ليس فقط من التنسيق فيما بينها ، بل حتى من التوقيع المشترك على برقيات التعازي التي بعثت بها تلك الجماعات إلى حركة حماس إثر اغتيال الشهيدين أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي . كما دعت الجمعية على لسان رئيسها الأستاذ المصطفى المعتصم إلى تأسيس تعاقد وطني يوفر شروط الانتقال الديمقراطي ، ويقوم على :
ـ احترام الهوية الحضارية للمغرب .
ـ احترام الثوابت التي أجمع عليها الشعب المغربي .
ـ اعتبار الديمقراطية حدا أدنى مشتركا في كل المشاريع والبرامج .
ـ اعتبار السياسة شأنا عاما لا يخضع لمنطق الاحتكار أو الامتياز .
ـ رفض أي احتكار للدين أو احتكار التكلم باسمه .
ـ نسبية البرامج والمشاريع . فليس هناك مشروع ولا برنامج مقدس حتى ولو استمد مرجعيته من الإسلام .
لهذا نجد الأستاذ المعتصم ، في استجواب أجرته معه جريدة الأحداث المغربية ونشرته بتاريخ 9 ماي 2003 ، يعلن صراحة موقف البديل الحضاري من الدولة الدينية والحكم بالحق الإلهي كما في قوله ( الإسلام لم يعرف نظام الإكليروس .. وليس به هكذا نظام .. ولب عقيدة الإسلام ضرب كل وساطة بين الله والإنسان .. بل يلتقي الإسلام مع العلمانية حينما يرفض أن يحتكر أحد التكلم باسمه أو يدعي امتلاك الحق الإلهي أو النيابة عن الله في أي شأن من شؤون الدنيا . من هنا أنطلق لأقول إنه لا أساس عند المسلمين لما يسمى بالدولة الدينية .. إن الدولة الإسلامية دولة مدنية لأنها قائمة على التعاقد .. وحتى الخلفاء الراشدون استمدوا شرعيتهم من الأمة وليس من الدين .. ولم يقل حاكم من حكام المسلمين أنه يمتلك الحق الإلهي ) . وانسجاما مع مواقفها المعلنة من الدولة الديمقراطية وتبنيها لقيم الحوار والتسامح والتعاون واحترام حقوق الإنسان ، بادرت البديل الحضاري إلى توجيه رسالة مفتوحة إلى اليسار المغربي بتاريخ 31 يناير 2000 تدعوه فيها إلى التعاون وفق برنامج سياسي يضع مسألة الديمقراطية في مقدمة أولوياته . تقول الرسالة ( إننا نعتبر ، في البديل الحضاري أن السياسة هي جوهر الصراع الذي نخوضه ، ونحن بذلك مطالبون بإعطاء الأولوية لمعركة توفير شروط التحول الديمقراطي . . إن معركتنا اليوم جميعا هي معركة الديمقراطية ، بما هي ، أي الديمقراطية ، حرية التعبير والتنظيم ومساواة الجميع أمام القانون والتداول السلمي للسلطة .. لهذا ندعو اليسار المغربي إلى نقاش هادئ وعميق يستهدف تحديد أولويات المرحلة ، والبحث عن سبل التعاون من أجل تحقيق التحول الديمقراطي ببلادنا ) . إن موقف البديل الحضاري من أهداف العمل السياسي ومن الأطراف السياسية على اختلاف مشاربها ، موقف جد متقدم قياسا إلى مواقف باقي تيارات الإسلام السياسي . ذلك أن البديل الحضاري لم تنهج أسلوب التكفير ضد خصومها ، كما لم تفتعل صراعات هامشية ، وإنما أعلنت منذ البداية أن المعركة من أجل الديمقراطية هي معركة ( ضد الفقر والجوع والبطالة والأمية والعنف وضياع الهوية وتشتت الأسرة والرشوة والمحسوبية والإفلات من العقاب ) . من هنا حددت البديل الحضاري تموقعها داخل المطالبين بالديمقراطية ، وليس داخل "جبهة المتدينين" التي دعا إلى تشكيلها حزب العدالة والتنمية . يقول الأستاذ المعتصم ( إن حزب البديل الحضاري قد اختار أن يتموقع في الساحة السياسية المغربية وأن يختار تحالفاته في إطار من مع الديمقراطية ومن ضدها ؟ وهذا هو الأساس الذي يجب أن يتم عليه الاستقطاب في بلادنا . وليس بدعا إذن أن تجد حزب البديل الحضاري يعارض أن تتشكل الساحة السياسية المغربية على أساس قطب المتدينين مقابل قطب اللادينيين )( السفير العربي ، العدد الأول ) .
www.saide.c.la



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوخ التطرف هم ملهمو الرسام الدنمركي وشياطينه
- أمة لا تجتهد إلا في قهر النساء وتبخيسهن 2
- التحالف مع العدل والإحسان لا يكون إلا على أساس معاداة النظام ...
- أمة لا تجتهد إلا في قهر النساء وتبخيسهن -1
- مغالط من يماثل بين غاندي الهند وياسين المغرب
- الثورات لا تكون دائما بلون الدم ورائحة البارود
- تحريم تهاني أعياد ميلاد المسيح تحريض على الكراهية وتكريس لها
- إذا ضعفت حجج المرء زاد صياحه
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- هل القادة المسلمون حقا يد واحدة ضد الإرهاب ؟
- العنف ضد المرأة تكريس لثقافة الاستبداد
- يوم تواطأ الحداثيون والإسلاميون على الصمت
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- منذ متى كان الظواهري رحيما أو حكيما ؟
- رسائل التهديد بالقتل
- التسامح مفهوم دخيل على الثقافة العربية


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب السعودية والمغرب 7