أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - قصة حب من سبعينات بغداد














المزيد.....

قصة حب من سبعينات بغداد


نزار ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


عسلٌ رضابُكِ يابنةَ البغدادي ..أحلى من الإيمانِ والإلحادِ
غازلتُها لم تلتفت فلحقتها..ووقعتُ بين شقاوةٍ وعنادِ
ورميتُ سطرًا في حديقة بيتهم ..وذهبتُ ثمّ وقفتُ بالمرصاد
قرَأتهُ ثمّ تلفتت وتنهدت..هل يفعلُ الشيطانُ بعضَ مرادي
ويرنُّ هاتفُهم قبيل الفجرِ إذ ..ركضتْ إليهِ بخفّةٍ وتمادِ
قلقُ الترقّبِ في خيال مراهقِ..والرغبةُ الكبرى بغير رشادِ
كالقطر فوق الورد يهمس صوتُها..وتحارُ بين تمرّدٍ وسدادِ
حسناءُ تخشى اللهَ جلّ جلالهُ..في ضبطِ وقتِ صلاتها المعتادِ
لمن الصلاةُ وأنتِ أحلى ربّةٍ ..يا خيرَ من نطقت لغات الضادِ
وتصوم في السنتين سبعةَ أشهرٍ..وتزورصادقةً مع العبّادِ
هاتفتها والصوتُ يرجفُ نبضهُ..ذاب الجليدُ بزحمة الأضدادِ
وسمعت إيقاعا حريريّ المدى..شهقت له الدنيا بلا أبعادِ
حدثتُها بالحبّ اوّلَ مرّةٍ ..عن حبّ جبرانٍ لميِّ زيادِ
ثمّ انتقلنا والحديثُ يشدّنا..في فكرِ طه حسين والعقّادِ
لنوالِ سعداوي قرأنا قصةً ..فيها من التنوير والإرشادِ
في الأعظميةِ ألتقيها خِلسةً ..قرب الحريري خِيفةَ المرتادِ
في المولدِ النبويِّ يسمحُ أهلها ..يأتي الغزالُ لحضرة الصيّادِ
في الأعظميّةِ نلتقي في مولدٍ ....والكاظميّةِ في وفاةِ الهادي
من سومرَ الحسناءُ هذي مُنيتي..ومَنيّتي إن طالَ فيكِ جهادي
ولأنتِ آخِرُ ما أريدُ وأشتهي..لا تقطعيني يا ابنة الأجوادِ
جلّت ودقّت ثمّ جلّ بها الهوى..ثمّ استوى العرجونُ بعدَ سهادِ
حبٌّ إلهيٌّ وكان إلهُنا .. جذِلاً برغمِ تعدّد الآمادِ
ألِفتْ معابدَهم ولكن روحُها..ضاقت بدين الأهل والأجدادِ
ملّت من التكرار من قفص التُقى..زهقت من العبّاد والزهّادِ
لا دينَ إلّا الحبّ صار شعارنا..والحبُّ منطلقٌ بلا أصفادِ
هذي التي من كنتُ أحلم دائما.. فيها وأعبدها مع الأندادِ
ها نحن نخترق العقائدَ كلّها..لنعيش عالمنا بلا أحقادِ
الأرض قد خُلِقت لنرقصَ فوقها..والوقتُ بين تناغمِ وتضادِ
حرفًا لحرفٍ إذ كتبنا قصّةً ..للحبّ قد رُفعت بغير عمادِ
كلماتنا تحت الخطى مجنونةٌ..والرغبةُ التحمت بحرف الصادِ
حرفا بحرفٍ ثمّ غبنا ساعةً ..في الهمس والتحريف والإنشادِ
جئنا ورحنا ساعةً في ضحكةٍ ..فكأنّها سخرت من الأسيادِ
ولثمتُ ضحكتها فكانت آيةً..في النفسِ والآفاق والأجسادِ
نأبى على التصنيفِ لسنا حالةً ..إنّا نعيد صياغة الأمجادِ
ما بالُ هذا الوغدِ عكّرّ صفوَنا..يترصّد العشّاقَ باستبدادِ
لا خيرَ في طلفاحَ شرَّ محافظٍ..خالِ الرئيسِ وشيخهِ القوّادِ
وتروح فلسفة الشبابِ وتغتدي..حولَ الإلهِ وقسوة الجلّادِ
هذي البلادُ بلادُنا ليست لنا..قد صودرت من ثلةٍ أوغادِ
وأضعتُ بوصلتي وخارت ثورتي..أصبحتُ في نزقٍ بغير رشادِ
عارٍ كأنّي والنمورُ تكاثرت..لا ناصرٌ في الجمعِ والافرادِ
فخذلتُها لمّا هربتُ وعفتُها ... بين النوى وشماتة الحسّادِ
لا حول لي والعذرُ ليس بنافعٍ ..بين المنايا والرئيس السادي
ضاعت حواسّي وافتقدتُ مشاعري..وشنقتُ أفكاري على الأعوادِ
أنعى على الشعراءِ أخطو خطوَهم..وأهيمُ خلفَ هيامهم في الوادي
تتثاءبُ الأشعارُ وسْطَ قطيعِهم..وقطيعُهم يبدو قطيعَ جرادِ
الصمتُ صمتي والضجيجُ ضجيجُهم..وأنا لنفسي أشرسُ النقّادِ



#نزار_ماضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيثارة السومرية
- دارميات 2
- دارميات 1
- تهويمات عراقية 3
- تهويمات عراقية 2
- تهويمات عراقية 1
- تنهدات عراقية 2
- تنهدات عراقية 1
- ومضات عراقية 1
- ومضات عراقية 2
- ليلة في كوبنهاكن
- حنين إليها إلى الحقيقة
- نفثات دمشقية 3
- نفثات دمشقية (2)
- نفثات دمشقية (1)
- هؤلاء
- لمن سأكتبها
- المعادلُ الموضوعي
- بوح
- وجودٌ ووجد


المزيد.....




- اختتام مؤتمر الاتّجاه النفسي في النقد باتحاد الأدباء
- قبل 24 ساعة على انطلاقه.. مهرجان كان السينمائي يحظر العُري ع ...
- مغني الراب شون -ديدي- كومز أمام القضاء بتهم الاتجار بالبشر و ...
- الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغر ...
- -عليهم البدء بتعلم اللغة الروسية-.. برلمانية أوروبية توجه ند ...
- فرنسا: كان تفرش السجاد الأحمر لكبار المخرجين والممثلين وتجدد ...
- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...
- الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو ...
- أمير الكويت يعلن رفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - قصة حب من سبعينات بغداد