أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - في البدء كانت الدولة ج1














المزيد.....

في البدء كانت الدولة ج1


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذن.. ما هي الدولة؟ الإجابة على هذا السؤال ضرورة حتمية ونقاش دائم لا ينقطع بين أفراد الوطن الواحد ولا يمكن السماح لأي شخص أو كيان أو مؤسسة تعطيل هذا الحوار، ولا بد من ترسيخ مبدأ دستوري ضامن لقيام هذا النشاط الإنساني الأصيل، وذلك من كونه الدلالة المنطقية التي سوف تشير إلى الجسر المُعلق والوحيد الذي يبدأ وينتهي بين كتلة الشعب _ مع اختلاف شرائحه _ والنظام القائم _ مع اختلاف توجهاته وفلسفته في الحكم _ ، ومن ثم تُصنف الدولة على حسب عمق تفاعل هذه العناصر الثلاث "كتلة الشعب، الجسر، النظام الحاكم" سياسيا واجتماعيا وثقافيا وحتى عسكريا.

وكلما اتضحت معالم هذا الجسر التمعت الأفكار المارة والمتدفقة عليه ذهابا وإيابا من وإلى الشعب والنظام. من هنا يمكن قياس كثافة الهيمنة المتاحة أوالمسيطرة على مساحة جغرافية بعينها محققة ( أي الدولة في صورتها النهائية أو قبل النهائية "الدولة المتخيلة أو المتوقعة") في الواقعي الممتد جذوره في التاريخي الخاص بها، وايضا توقع مدى كثافة الهيمنة على نفس الرقعة الجغرافية والتي تتحرك في الزمن بطبيعة الحال في اتجاه مستقبل يتم تفصيله بشكل أو بآخر على مقاس شخصيتها ومضمونها المتطور.


وبالتالي سوف يكون تحديد مصدرها "أي الهيمنة" بسهولة وبالعين المجردة دون استعمال آليات تحليل الواقع السياسي أو حتى خطابه إلى حد ما، وذلك حينما يستخدم المعيار الأولي لتحديد شكل الدولة والولوج لجوهرها ألا وهو.. كيفية تحديد "ثقل / خفتة" كثافة الهيمنة وعلى من تقع على عاتقه.. الشعب أم النظام؟. وتأسيسا على هذا المعيار تتكشف لنا حقيقة البناء الدائم لقواعد جسر التواصل من قبل المجتمع ومده بقوة ناحية النظام القائم، وذلك لاحتياج المجتمع الدائم لفرض هيمنته في مقابل صد هذه الهيمنة بهيمنة مضادة أقوى اكتسبت خصائصها من قوة النظام الذي استمد قوته بدوره من قوة القانون إن كان إيجابيا، وبقوة اللاقانون إن كان سلبيا فضلا عن تحكمه في مؤسسات الدولة بشكل عام.


استخدم هنا معيار "الثقل / الخفة" لقياس كثافة الهيمنة داخل دولة مصر أو "شبه دولة مصر" كما يصفها رأس الحكم الرئيس "السيسي"، وهو المصطلح الأقرب للحقيقة من حيث قياس الواقع والوقوف على نسبة تشبعه بهيمنة النظام القائم، وإن لم يصف "السيسي" دولة مصر في عهده بهذا المصطلح لوصفه غيره بلا أدنى شك، ويرجع هذا إلى عدم طرح السؤال الجوهري الذي طُرح في بداية المقال ألا وهو.. ما هي الدولة؟ من الأساس!، من قبل المؤسسة العسكرية أو المشير السيسي وقتئذ من جانب ومن جانب آخر مجموعة الرجال الذين التفوا حول الخطاب الذي اطلقه السيسي بعد قيام الموجة الثورية المجيدة الثانية في 30 يونيو وطرد وعزل مندوب الجماعة الإرهابية من قصر الاتحادية، ومن ثم ترك الأمور برمتها للظروف. ويقصد ويشار هنا إلى الحياة السياسية الخاوية تمام من أي نشاط سياسي يذكر، وبالتالي فرض هيمنة النظام على كل كبيرة وصغيرة، فضلا عن اقصاء المعارضة وتشويها إعلاميا إن لزم الأمر، وهذا المبدأ راسخ في سياسة مصر الداخلية منذ ما يعرف بثورة يوليو 1952 م، ويعرفه القاصي والداني.

أثناء ثورة 25 يناير وبعدها ارتفعت أحلام المواطن المصري السياسية إلى أبعد نقطة من الممكن تخيلها، وظل الحديث عن الوطن مصر يدور في كل الانحاء ليل نهار في المواصلات العامة وعلى المقاهي وداخل الأسرة الواحدة، وكان يحتد النقاش بين من هو معارض ومؤيد، ولكن كان قائما وله حضور بمذاق الثورة والانتصار وأحيانا أخرى كان بمذاق الفراق والدموع على شهداء الثورة أصحاب المجد الحقيقي، هؤلاء الأبطال اليوم لم يعد أحد يذكرهم بكلمة واحدة!، وهم من هم أصحاب الجين المصري الأصيل والسبب الأول والأخير في وجود هذا النظام الذي قال رئيسه ذات يوم في احدى خطاباته الطويلة المفعمة بالإرتجال "علينا أن ننسى هذه الفترة ونبدأ من جديد"، ولم يحدد إلى أين نحن ذاهبون!، وما هي الدولة التي سوف يؤسسها وعلى أي أسس ومبادئ سوف تقام خصوصا أنها مصر الوطن وبعد ثورة!.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبيئة العارف.. لماذا؟
- كيف تصنع جاهلا؟ ج10
- كيف تصنع جاهلا؟ ج9
- كيف تصنع جاهلا؟ ج8
- كيف تصنع جاهلا؟ ج7
- كيف تصنع جاهلا؟ ج6
- كيف تصنع جاهلا؟ ج5
- النمل مازال يلدغ والسكين لا تقتل
- كيف تصنع جاهلا؟ ج4
- كيف تصنع جاهلا؟ ج3
- كيف تصنع جاهلا؟ ج2
- كيف تصنع جاهلا 1
- يوميات مؤلف.. التمتع ب-الإغتراب الكوني-
- عمار علي حسن: عيدك يا مصر ... متى يأتي؟
- إلى الرئيس .. أسئلة -حرجة- عن تيران وصنافير
- -ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول
- الرجل الأحمق واللص.. مفارقة من واقع الاختلاف
- سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت
- -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-
- من يجلس على عرش مصر


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - في البدء كانت الدولة ج1