أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا 1














المزيد.....

كيف تصنع جاهلا 1


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تشعره بتمزق أهليته لإدارة حياته اليومية، وتضع له العلامات المضللة في طريقه ومن ثم تفرض عليه الوصايا "بنعومة" وتحاصره بقوانيين وتشريعات مكثفة وسريعة التفعيل لتتلقفها الأجهزة التنفيذية وتطبقها بحذافيرها لإرضاء السياسة العليا للدولة. ومع تدني الخدمات وتدهور الإقتصاد بتعطيل الموارد الكبرى التي من المفترض أن تعتمد عليها الدولة يفقد المواطن حريته تماما وينطلق في فضاءات بديلة لواقعه البائس، حين يصل المواطن إلى هذه المرحلة تتسارع عليه المجموعات السياسية وأصحاب المصالح وتحاول جذبه بحزمة من الإغراءات المادية والمعنوية لأرض أيدلوجيتها وحشو عقله بأفكارها مهما كانت!.

ولعل النسبة الأكبر من الأفراد تكون فريسة محتملة في شباك أفكار رجال الدين وتتبأر هذه الأفكار وتنصهر تحت وطأة الخطابات المغرضة، تلك الأفكار "بطبيعة الحال" هي نقاط تماس عميقة في البنية الأساسية للدولة الدكتاتورية ذات الطابع الديني أو بمعنى آخر هي الدول الدكتاتورية التي تحدد مساحة ما على رقعة سياستها الداخلية ليتحرك فيها المجتمع بدوافع دينية بحته يقودها رجال دين لهم دور هام في تثبيت الدولة من جانب ومن جانب آخر تستغل وتستخدم الدين لمصالحها الشخصية وتسيسه في مراحل أخرى لخدمة الحاكم. لعلمهم بأن الجهل، هو أكثر الفيروسات انتشارا وتأثيرا في الأمم ذلك لأنه متعدد الأوجه والمفاهيم ويمكن انتاجه بسهولة في المجتمعات الأقل وعيا وإدراكا بالعالم وتطوره السريع الذي يصعب إلى حد ما على المتخصص أو الباحث ملاحقته ومواكبته والإضافة إلى تراكماته. ومخزن في الغرف المغلقة فيروسات الجهل جاهزة الصنع وعلى استعداد كامل للإنطلاق!.


وهناك العديد من الظواهر الحنجورية "الشيوخ" التي تنطلق عبر وسائل الإعلام المختلفة على اعتبار أنها مدعومة من المؤسسة الدينية التي هي جزء هام ومعتبر في كيان الدولة ككل. هؤلاء محترفوا القفز بمرونة فائقة بين الموضوعات الدينية بما يتفق مع الأجواء السياسية العامة، وأحيانا أخرى لتوجيه الرأي العام إلى شيء بعينه مستخدمين الجمل المموهة والأفكار المطاطة التي تتسرب إلى العقول وتنشط وتتفاعل عند موقف وأحداث بعينها، فمثلا، إذا أرادت الدولة جمع أموال من المواطنيين تجد جيش من الشيوخ يردد خطاب واحد يحشد فيه الأفكار والقيم التي تبرز أهمية الصدقة والزكاة.. وهكذا، ويمكن قياس رد فعل المجتمع وتأثره بهذا الخطاب العبثي والمخادع حين تملئ الصناديق بالأموال، ويتكرر هذا النموذج في أمور كثيرة يمكن رصدها بالعين المجردة.


ولعل إستغلال العاطفة الدينية هي أبشع أنواع الاستغلال، حين يكون الهدف منها هو تشويه الرأي الآخر لأغراض خاصة، لذلك نجد المجتمعات التي انهت فيها دور رجل الدين وسلطانه من المجتمعات التي تعيش على مستوى سياسي متقدم وراقي حضاريا، في حين أن المجتمعات التي لايزال يمارس فيها رجال الدين أدوارهم السياسية تعاني الجهل والتدهور الحضاري، كما هو الحال في المجتمعات المتأسلمة التي ترى في الدين غايات سياسية. وللحديث بقية.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات مؤلف.. التمتع ب-الإغتراب الكوني-
- عمار علي حسن: عيدك يا مصر ... متى يأتي؟
- إلى الرئيس .. أسئلة -حرجة- عن تيران وصنافير
- -ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول
- الرجل الأحمق واللص.. مفارقة من واقع الاختلاف
- سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت
- -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-
- من يجلس على عرش مصر
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...
- الحرب التي تُدار في الخفاء -2-
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا 1