أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - الحرب التي تُدار في الخفاء -2-














المزيد.....

الحرب التي تُدار في الخفاء -2-


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5461 - 2017 / 3 / 15 - 23:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من هو الخليفة العباسي الناصر لدين الله؟ كيف أدارت الفتوى تنظم الحياة السياسية؟


في البداية لابد أن نعترف أن آفتنا ليست كما قال عنها عمنا نجيب محفوظ أنها النسيان، الوضع اختلف وفصل بين اكتشاف محفوظ العبقري سنوات وسنوات انصهر بداخلها حزمة من التفاصيل يصعب حصرها ،ولا أنكر أن آفة النسيان في جيناتنا المصرية حتى أننا نعيش بلا ذاكرة!، لكن آفتنا ومصيبتنا الحقيقية التي تأكل في مجتمعنا الآن هي الجهل، نعم الجهل!، لك أن تختلف معي كما شئت ولك أن تصفني بالجاهل في الوقت الذي يحلو لك، ولكن هل تنكر أنك سألت نفسك عن سبب هذا الفقر الذي يلاحقنا ولا ينوي تركنا ؟ ، كم مرة سألت فيها نفسك.. هو الحال مش بيتغير ليه؟!، حتى وبعد ثورتين يا جدعان!، أكيد مش معمولنا عمل على "قلب" جمل!، كل ما في الأمر أن ما يدير شؤوننا جاهل بدوره جاهل بكيفية تحديد الرؤية والنظر وتقييم الأمور جاهل بظروفك وبظروفي، كل اللي بيعمله تنفيذ الأوامر وفقط، بدون تفكير بدون حذف أو اضافة بدون حتى حرفة ومهارة في التنفيذ، إذن كم تبعد المسافة بيننا وبين إدارة مبدعة؟. عليك أن تجيب أنت بنفسك ولا أحد غيرك.
وعدت في مقالي الفائت الذي كان يحمل عنوان" الحرب التي تُدار في الخفاء" أن استكمل الحديث عن هذا القانون الخبيث والجاهل بطبيعة احتياجنا لفتح قنوات التواصل و............................................................................................................ وفي هذا التوقيت الخطير، وها أنا أفعل، وبمنتهى الصراحة لم ابذل جهد في كتابة هذا المقال كعادتي كل ما فعلته هو أنني بحثت في التاريخ لدقائق محدودة كما يفعل هؤلاء الناظريين للخلف المنتمين للوراء! وفي العصر العباسي وجدت ضالتي وتلمست خيوط الحدوته، ولا مجال هنا لأسرد أو حتى أحكي هامسا عن حجم صدمتي حينما قرأت عن الخليفة العباسي الناصر لدين الله (575 ـ 622هـ). نعم فكرة القانون "الحمروشي" تكمن وتمتد جذورها في العصر العباسي.. تخيل!.
تبدأ الحدوته التاريخية في كثير من الأبحاث بنشأة الفتوى والتأكيد على أنها ظلت نظاماً شعبياً عاماً، له مبادئ نشأت طبيعياً في المجتمع المسلم القديم، وانطبع عليها الإنسان في هذا المجتمع الذي يغلب عليه العادات القبلية المتأثرة بخشونة الصحراء، ومن ثم حاولت الجماعات التي انضمت إلى هذا النظام أن تسن لها تقاليد تنظيمية ذات طابع موحد، واستمر نظام الفتوى هكذا غير ذي صلة رسمية ولا يتحكم فيه أحد بعينه، ولم يقع تحت تأثير أرباب الحكم ولم يكن لها مؤسسة تحتكرها، حتى جاء الخليفة العباسي الناصر لدين الله الذي تبنى فكرة تنظيم مجتمع تحركه وتسيطر عليه الفتوى على كل الأصعدة التي يقع تحت طائلها الشعب المصري والعراقي فجعلها تحظى بإهتمام رسمي، وتحديدا في عام 604 هـ أعلن في منشور رسمي سمّي بـ"منشور الفتوى"، تبني نظامه الفتوى الإسلامية ونُشر على الناس وقرأه كاتب ديوان الإنشاء.

أما عن أسباب تأسيس الناصر لدين الله للفتوى الرئيسية، هي توجيه طاقة رجل الشارع في بغداد والديار المصرية إلى مرحلة معينة من التماسك حتى جعل منهم جيشاً منظماً حرس مملكته، وفتح به مدناً عدة في خراسان وتكريت وحديثة وغيرها. والخلاصة أن الظروف التي عاشتها الدولة العباسية في عهد الناصر لدين الله وتزايد الأخطار السياسية من كل جهة هي التي فرضت عليه أن يقوم بمثل هذا الإجراء الذي ساعده كثيراً على تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتصدي للأخطار المحدقة بالبلاد، فبإلقاء نظرة تاريخية على الأوضاع التي سبقت السياسي المحنك الخليفة العباسي الناصر لدين الله، وما كانت تعانيه البلاد من فوضى سياسية وعسكرية، وما أعقب ذلك من الفوضى التي أحدثها المغول في العالم الإسلامي، أدركنا أهمية الإجراء الذي اتخذه الناصر لدين الله في تنظيم المجتمع الإسلامي سياسيا، بإعطائه جرعة نشطة جدا من الفتاوى شُكلت بها الدولة ونظمت على أثرها الحياة السياسية. وتوته توته خلصت الحدوته"التاريخية" حلوه ولا ملتوته؟.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط
- 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
- رسائل دموية
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
- بنفسج
- -ميت
- أيها السلفي.. أنت كافر
- -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟


المزيد.....




- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - الحرب التي تُدار في الخفاء -2-