أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-




-ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف ساهمت مؤسسات "الجهل المتأسلمة" في محو ثقافتنا وإنسانيتنا؟
لماذا ترعى الدولة المصرية الفكر الإرهابي؟
كيف تصدت الأقلام الحرة ومن اللحظة الأولى هجمات "التأسلم" العنيفة واستشعرت بمدى الخراب القادم من كل هذه الفتاوى الدموية والخطابات الهمجية؟


قطعوا كفه بالسيف وأقاموا حدود الله!، أربع أشقاء في حي الشرابية اشتركوا في هذه "المصيبة" لمجرد أنهم تخيلوا أنه سرق "موبيل" أحدهم، تلك الواقعة التي تشترك أبعادها وتمتد جذورها إلى واقعة ذبح رجل أمام "دكانه" بالإسكندرية منذ أسابيع قليلة بدعوى إقامة حدود الله أيضا، هاتان الواقعتان يمثلوا كارثة إنسانية بكل المقاييس، وإضمحلال ثقافي بكل المعايير، ويضع الجميع "القوى المدنية" أمام اشكالية "الأمن القومي الثقافي" ولا مفر من وضع الاستراتيجيات لهدم مؤسسات الجهل التي انشأها "المتأسلمون"، وبالفعل اسهمت مناهجهم الدموية في محو ثقافتنا المصرية، وأطاحت بكل مفاهيم الإنسانية، وهدمت معنى "الدولة" من أساسها، واستبدلتها بالهمجية والدموية التي يطلقوا عليها كذبا إقامة "حدود الله".

هناك تاريخ من الوقائع المشابه في تاريخ مصر الحديث، قوائم من الإغتيالات نفذت ومازالت تستحدث وتمتلئ بالأسماء التي تحارب بقلمها الوهابية والسلفية والجهادية والجماعة الإرهابية وغيرها من الجماعات التي تتكاثر وينتشر أفرادها حولنا في كل مكان، إنها "الحرب" بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني ودلالات، بدأتها الجماعات المتأسلمة وضربت بمنتهى القوة البنية التحتية لثقافة مجتمعنا، ومن اللحظة الأولى تتصدى لهجماتهم العنيفة الأقلام الحرة الواعية بمدى الخراب القادم من كل هذه الفتاوى الدموية والخطابات الهمجية، ومع ذلك تُتهم بإزدراء الأديان، وتقصف الأقلام وتسجن الأفكار المتمدينة الحرة في عقول أصحابها مع المجرمين والقتلة!. القضية إذن "رغم كل هذا الإقصاء" في يد مفكري ومثقفي هذا المجتمع الذي يتآكل بسرعة تفوق توقعاتنا، ولا مجال هنا للحديث عن دور النظام الحالي ومؤسساته في هذه المسألة، فمنهجيته واضحة كإمتداد للأنظمة السابقة، فبلا استثناء أحد الكل تورط بسياسات وبأشكال مختلفة في تعميق التأسلم وانتشار الجماعات المتأسلمة بل تقاسموا المناصب والسُلطات.



ولن يتوقف القذف العشوائي من جبهة المتأسلمين مادامت زخيرتهم تعبأ آليا من كتب الفقهاء المتشديدن إلى حد الدموية الذين يتعاملوا مع الدين ككتلة واحدة لا تخضع للتفكير الدقيق في التفاصيل وتدبر المعاني الإنسانية، بل تسبق أفكارهم الدموية التعقل والتدبر وتجعل من الدين المادة الخام والدستور الإلهي للقتل وعلى رأس هؤلاء "ابن تيمية" ففي كتابه "كتاب الحدود" ص: 175 قَالَ تعالى: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا" وَقَوْلِهِ : "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا" وَقَوْلِهِ: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ" وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: "وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا"، فجاء تفسيره "لَكِنْ قَدْ عُلِمَ أَنَّ الْمُخَاطَبَ بِالْفِعْلِ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَيْهِ وَالْعَاجِزُونَ لَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ هَذَا فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ وَهُوَ مِثْلُ الْجِهَادِ بَلْ هُوَ نَوْعٌ مِنْ الْجِهَادِ. فَقَوْلُهُ تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ"، وَقَوْلُهُ: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ" وَقَوْلُهُ : "إلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ" وَنَحْوَ ذَلِكَ هُوَ فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ مِنْ الْقَادِرِينَ و " الْقُدْرَةُ " هِيَ السُّلْطَانُ فَلِهَذَا: وَجَبَ إقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَى ذِي السُّلْطَانِ وَنُوَّابِهِ. وَالسُّنَّةُ أَنْ يَكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ إمَامٌ وَاحِدٌ وَالْبَاقُونَ نُوَّابُهُ فَإِذَا فُرِضَ أَنَّ الْأُمَّةَ خَرَجَتْ عَنْ ذَلِكَ لِمَعْصِيَةِ مِنْ بَعْضِهَا وَعَجْزٍ مِنْ الْبَاقِينَ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ (ص: 176 ) فَكَانَ لَهَا عِدَّةُ أَئِمَّةٍ : لَكَانَ يَجِبُ عَلَى كُلِّ إمَامٍ أَنْ يُقِيمَ الْحُدُودَ وَيَسْتَوْفِيَ الْحُقُوقَ وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاءُ إنَّ أَهْلَ الْبَغْيِ يُنَفَّذُ مِنْ أَحْكَامِهِمْ مَا يُنَفَّذُ مِنْ أَحْكَامِ أَهْلِ الْعَدْلِ، وَكَذَلِكَ لَوْ شَارَكُوا الْإِمَارَةَ وَصَارُوا أَحْزَابًا لَوَجَبَ عَلَى كُلِّ حِزْبٍ فِعْلَ ذَلِكَ فِي أَهْلِ طَاعَتِهِمْ فَهَذَا عِنْدَ تَفَرُّقِ الْأُمَرَاءِ وَتَعَدُّدِهِمْ وَكَذَلِكَ لَوْ لَمْ يَتَفَرَّقُوا، لَكِنْ طَاعَتُهُمْ لِلْأَمِيرِ الْكَبِيرِ لَيْسَتْ طَاعَةً تَامَّةً، فَإِنَّ ذَلِكَ أَيْضًا إذَا أُسْقِطَ عَنْهُ إلْزَامُهُمْ بِذَلِكَ لَمْ يَسْقُطْ عَنْهُمْ الْقِيَامُ بِذَلِكَ، بَلْ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقِيمُوا ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ لَوْ فُرِضَ عَجْزُ بَعْضِ الْأُمَرَاءِ عَنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ وَالْحُقُوقِ أَوْ إضَاعَتِهِ لِذَلِكَ لَكَانَ ذَلِكَ الْفَرْضُ عَلَى الْقَادِرِ عَلَيْهِ وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: لَا يُقِيمُ الْحُدُودَ إلَّا السُّلْطَانُ وَنُوَّابُهُ، إذَا كَانُوا قَادِرِينَ فَاعِلِينَ بِالْعَدْلِ، كَمَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ: الْأَمْرُ إلَى الْحَاكِمِ إنَّمَا هُوَ الْعَادِلُ الْقَادِرُ فَإِذَا كَانَ مُضَيِّعًا لِأَمْوَالِ الْيَتَامَى، أَوْعَاجِزًا عَنْهَا: لَمْ يَجِبْ تَسْلِيمُهَا إلَيْهِ مَعَ إمْكَانِ حِفْظِهَا بِدُونِهِ وَكَذَلِكَ الْأَمِيرُ إذَا كَانَ مُضَيِّعًا لِلْحُدُودِ أَوْ عَاجِزًا عَنْهَا لَمْ يَجِبْ تَفْوِيضُهَا إلَيْهِ مَعَ إمْكَانِ إقَامَتِهَا بِدُونِهِ، وَالْأَصْلُ أَنَّ هَذِهِ الْوَاجِبَاتِ تُقَامُ عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ، فَمَتَى أَمْكَنَ إقَامَتُهَا مِنْ أَمِيرٍ لَمْ يُحْتَجْ إلَى اثْنَيْنِ وَمَتَى لَمْ يَقُمْ إلَّا بِعَدَدِ وَمِنْ غَيْرِ سُلْطَانٍ أُقِيمَتْ إذَا لَمْ يَكُنْ فِي إقَامَتِهَا فَسَادٌ يَزِيدُ عَلَى إضَاعَتِهَا فَإِنَّهَا مِنْ "بَابِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ" فَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ فَسَادِ وُلَاةِ الْأَمْرِ أَوْ الرَّعِيَّةِ مَا يَزِيدُ عَلَى إضَاعَتِهَا لَمْ يُدْفَعْ فَسَادٌ بِأَفْسَدَ مِنْهُ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

لا مانع من أن تقرأ الفقرة السابقة مرة أخرى بل أنصحك بأن تقرأها مرات عديدة لتتشمم رائحة الدماء التي تسيل من كل حرف وكلمة ذكرت في تفسير هذا الرجل لفكرة إقامة الحدود، وحرصة الغريب على القتل بزريعة أنه يقيم حدود الله والحقيقة هي أنه يبيد خلق الله.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يجلس على عرش مصر
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...
- الحرب التي تُدار في الخفاء -2-
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط
- 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
- رسائل دموية


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-