أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت














المزيد.....

سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 19:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف تنتشر الأفكار الوهابية "الفيروسية" حول العالم؟
لماذا يفضل القارئ التعامل مع "الشيخ الإلكتروني"؟




اتبعت الأنظمة المتأسلمة وخصوصا "الوهابية" منها الكثير من الاستراتيجيات الإقناعية لتسيطر على أكبر مساحة جغرافية خارج الحدود السعودية على اعتبار أنها أحكمت قبضتها على الشعب السعودي بوسائل عديدة أهمها "هيئة الأمر بالمعروف"التأكد من اسم الهيئة التي تتدخل في شؤون الفرد وتلجأ للعنف إن لزم الأمر، لذلك أنشأت حزمة من المواقع الإلكترونية لبث الفكر الوهابي تعمل بكل طاقتها حول العالم وكأنها شبكة أطلقت في الفضاء لتلتقط العقول السابحة، يقع بها من يقع وتثير من تثير لتجعله ضمن قوائم العقول المرتقبة والمحتملة الوقوع في شباكها المتطرفة، وتكمن خطورة تلك المواقع في أنها تعمل وفق المنظومة الفكرية الوهابية بحزافيرها وتعصبها مستخدمة الامكانات المتاحة لتصنع بما أسميه"الشيخ الإلكتروني" الذي يقوم بكل أدوار الشيوخ الحاملين لفيروس "الوهابية"، ولكن الفارق الجوهري هو أن المتلقي يتعامل مع مادة كلامية دون أن يرى خلف شاشة "الكمبيوتر" وجه الكاتب، ما أراه أكثر خطورة لسرعة قذف "الفيروس الوهابي" في عقل القارئ ذلك لأن الكلمة المكتوبة تحمل مصداقية "في حد ذاتها" بخلاف أن ترى بعينك داعية يتحدث إليك مباشرة عبر التلفاز فمن الجائز أن أسلوبه الأدائي يجبرك على أن تلقف "الرموت كنترول" وتنقل القناة من اللحظة الأولى، بينما الكلمة المكتوبة تدخل على العقل فورا إما أن يقبلها أو يرفضها دون زخرفة أو تزين.



ضمن أدوار تلك المواقع هو الرد على الأسئلة التي يرسلها القراء الذين يقعوا فريسة لتلك الردود المضللة، والتي تبتعد عن الموضوعية أو على الأقل ذكر الآراء المتفرقة حول موضوع بعينه والأسانيد، لكنها "أي الردود" تأتي من المنهج المحمل بـ"فيروس الوهابية" الخادم للأفكار العنصرية وبث الكراهية وإقصاء الآخر، فعلى سبيل المثال وليس الحصر أرسل أحد القراء لتلك المواقع الوهابية المضللة سؤال هو.. مامعنى الحديث (إذا مررتم باليهود والنصارى في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) أليس في هذا إضرار عليهم في الوقت الذي يجب على المسلم حسن الخلق، وأيضا هل يجوز القياس على هذا بإيذائهم في أمور أخرى؟.



وقد جاء الجواب نصا على هذا النحو:ــ
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: قوله صلى الله عليه وسلم:( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه)،أخرجه مسلم في صحيحه من حديث "أبي هريرة" رضي الله عنه. فالمراد بهذا الحديث، اليهود والنصارى المقيمون في بلاد المسلمين، من أهل الذمة أو غيرهم من المعاهدين والمستأمنين، فهؤلاء لا يجوز ظلمهم ولا الاعتداء عليهم، لكن مع ذلك لا يجوز الاحتفاء بهم ومعاملتهم كالمسلمين، فلا يجوز ابتداؤهم بالسلام لكن إذا سلموا رُدَّ عليهم، كما قال "صلى الله عليه وسلم":( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم )، أخرجه "البخاري ومسلم" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، ولا مانع من سؤالهم عن حالهم وبعض أمورهم، كذلك لا يتفسح لهم في المجالس احتفاء بهم، وإذا لقي المسلم الواحد منهم في الطريق فلا يؤثره بوسط الطريق، بل على المسلم أن يسير في طريقه ويترك جانبه لهذا الكافر اليهودي أو النصراني أو غيرهما، وهذا معنى قوله "صلى الله عليه وسلم":( وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه)، وليس المقصود من هذا أنك تلجئه أن يلصق بالجدار؛ فليس الأمر في هذا الحديث من قبيل الأمر بإيذائهم، بل من قبيل الأمر بعدم إكرامهم، وبهذه المناسبة نُذكِّر أنه لا يجوز للمسلم أن يحتج بهذا الحديث على مضايقة الكافر في حال السير على الخط بالسيارة، بحيث يحده حتى يلجئه إلى الخروج عن الطريق، مما قد يفضي إلى الإضرار به أو بسيارته، فإن هذا حرام وظلم، ولكن هذا لا يعني أن تكرمه بفتح الطريق له، أما إذا كان فتح الطريق يقصد به درء خطر فإن هذا مطلوب للمسلم والكافر، وهذا حق من حقوق السير للمسلم والكافر، وحاصل الجواب أن الظلم حرام كما أن إكرام الكافر حرام، إلا من جعل الله له حق الإحسان إليه، كما في قوله تعالى: { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} (الممتحنة: من الآية 8)، وكَذلك في حق الوالدين، قال الله تعالى{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَي َّالْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَي َّ} (لقمان: من الآيتين 14، 15)، وكما شرع من صلة الرحم سواء كان مسلماً أو كافراً، هذا والله أعلم.

كان الرد محكم ومغلق على ما يؤكد المنهج الوهابي، ولكن اختلفت التفاسير حول هذا الحديث، فقيل: لا يُبدؤون بالسلام، وذهب آخرون إلى جواز ابتدائهم كما يُردُّ عليهم، رُوى ذلك عن "ابن عباس"، و"أبى أُمامة"، و"ابْنِ مُحَيْرِيز"، وهو وجه فى مذهب "الشافعي"، لكن صاحبُ هذا الوجه قال: يُقال له: السَّلامُ عَلَيْكَ، فقط بدونِ ذكر الرحمة، وبلفظ الإفراد، وقالت طائفة: يجوزُ الابتداءُ لِمصلحة راجحة مِن حاجة تكون له إليه، أو خوف مِن أذاه، أو لِقرابةٍ بينهما، أو لِسببٍ يقتضِى ذلك، يُروى ذلك عن "إبراهيم النَّخعى"، و"علقمَة" وقال "الأوزاعىُّ": إن سلَّمْتَ، فقد سلَّمَ الصالحونَ، وإن تركتَ، فقد ترك الصَّالِحون، وقيل أيضا: إن هذا كان فى قضيةٍ خاصةٍ لمَّا سارُوا إلى بنى "قُريظة" قال: "لاَ تَبْدَؤوهُمْ بالسَّلام".



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-
- من يجلس على عرش مصر
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...
- الحرب التي تُدار في الخفاء -2-
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط
- 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي


المزيد.....




- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق سعيد أحمد - سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت