أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا؟ ج3














المزيد.....

كيف تصنع جاهلا؟ ج3


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 13 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السُلطة "سياسية ودينية". معادلة محققة بقدر لا يخالف الواقع الفعلي المعاش بل يتطابق مع تفاصيله في أحيان كثيرة، وتؤكد تلك الثنائية توليفة أو تركيبة المنصة التي تنطلق منها القرارات والقوانيين والتشريعات التي تُرهق المواطن المصري في الوقت الذي تحافظ فيه السلطتان _بهذا الإرهاق_ على وجودهما، وتتحدد مساحة نفوذ كل منهما عند حدود الآخربما يسمح لاستمرار التوازن المطلوب بينهما.

تختبئ هذه الحقيقة خلف كم هائل من الوجوه التي تتبدل على جسدها المتسكع في شوارع هذا الوطن منذ 65 عاما متصلة، ولا يلحظه أحد!، وهو يعبث _بكل أطرافه_ في عقولنا الخاملة والمحاصرة، ويصُب سوائله الخبيثة في رحم العقل الجمعي المصري!.

يُرهقك شعورك بوطأة المُمارسات السُلطوية العنيفة!، ومن ثم ملاحقة أحلامك المشروعة، وتغليف يومك بمفهوم (لقمة العيش)، ومن أزمة إلى أخرى، ومن استهلاك وتحلل جيل إلى آخر، تخيلت أن ما يدور من أحداث، ويحاك حولك من تعقيدات وغموض شيئ طبيعي جدا، وهكذا هي الأوطان تلُفها الأزمات الإقتصادية، ويعصف بها الإرهاب، وتتآمر عليها الدول. لذلك تُصيب بعشوائية.. واقعك، وتسقطه في المجهول، وتخرجه _رغم مقاومة ذلك بشتى أنواع المقاومة والوسائل الشحيحة المتاحة_ من سباق الوصول إلى المستقبل، أو على أقل تقدير تحقيق وجودك.. خُدعة!.

ولعل رصد المبادئ والقواعد الضمنية التي تتحكم في ربط السُلطة السياسية "الشمولية" بالسلطة الدينية "الماضوية"، ومن ثم تفتيتها وسحقها موضوع حياة أو موت. أي قضية وجودية لا مفر من مواجهتها وحل كل إشكال من إشكالاتها الموزعة على مفاصل عالمنا البسيط على حدى تأسيسا على (الثورية) التي ترسخت في الشخصية المصرية ووحدتها خلال 25 يناير، و30 يونيو المجيدتان.

فبالفعل انحازت النظريات الإنسانية والسياسية الحديثة لفكرة ترتيب الحُكم تصاعديا أي من أسفل إلى أعلى، وتأكيده بفتح مسارات إتصال أفقية بين شرائح المجتمع المتباينة تسمح بضخ المعلومات من وإلى كل الإتجاهات ومناقشتها بحرية كاملة.

كما أنها باعدت بآليات إبداعية مختلفة المسافة بين ثنائية السُلطة "السياسية/الدينية" ليستحيل تقاطعهم مرة أخرى، وفعلت أفكار ومفاهيم حيوية وعمقتها في الذهنية الجمعية مثل: الحرية، المواطنة، ... الخ، لتتم عملية إستبدال سريعة _إلى حد ما_ لأفكار ومفاهيم الجهل والتجهيل التي عملت على ترسيخهما ثنائية السلطة "الدينية /السياسية" منذ سنوات في مختلف مجتمعات العالم وقاومتها ثقافيا قبل أن تقاومها سياسيا، ومن ثم دخلت من أوسع أبواب الحضارة وصنعت عالمها الجديد.


إذن لا مفر من تحطيم آلة الجهل بضربة واحدة فلم يعد يجدي تعطيل خطوط إنتاجها بمقالة هنا ونص شعري هناك، ولمواكبة العصر الذي نحيا على متنه ونحن متجهليين، وجاهلين، ومتجاهلين خصائصه، وعوامل نشأته، وإمكانات تطوره، ومفردات نموه. علينا أن نصنع تجربتنا بأيدينا على قواعد عقول مفكرينا الطازجة، ولكن، لن يتحقق هذا الحُلم الثوري البعيد بمفرده، ولن يتحرك ويقترب خطوة واحدة في اتجاه واقعنا البائس إلا إذا قرر الشعب المصري بكل تنوعاته ذلك، وصهر تحجره الفكري، وعمل على مشروع ثقافي وطني يبدأ بتقديم المفاهيم الكبرى للدين والسياسة بشكل عام للمناقشة الحرة، وإبداء الرأي فيها ومعالجتها وصياغتها بما يتفق مع شكل ومضمون الدولة المصرية المدنية الحديثة المراد بناءها على أسس اجتماعية وعلمية تمد جسورها لحضارتنا المصرية القديمة.. المُهْملة. بعيدا عن أنوف رجال المؤسسة الدينية المُسيسة ورجال المؤسسة السياسية المتدينة.

ولن أكون متشائما حين أقول أننا بحاجة لثورة ثقافية عنيفة تمحو ما قبلها كله، وتعيد تحديث وترتيب العقل الجمعي المصري من جديد.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تصنع جاهلا؟ ج2
- كيف تصنع جاهلا 1
- يوميات مؤلف.. التمتع ب-الإغتراب الكوني-
- عمار علي حسن: عيدك يا مصر ... متى يأتي؟
- إلى الرئيس .. أسئلة -حرجة- عن تيران وصنافير
- -ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول
- الرجل الأحمق واللص.. مفارقة من واقع الاختلاف
- سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت
- -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-
- من يجلس على عرش مصر
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...
- الحرب التي تُدار في الخفاء -2-
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا؟ ج3