أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البياتي - قصة غير مقصودة














المزيد.....

قصة غير مقصودة


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5685 - 2017 / 11 / 1 - 14:35
المحور: كتابات ساخرة
    


قصة غير مقصودة
جواد البياتي
في طريقي الى النجف الاشرف لأداء جزء من الوفاء لمن فرقتنا عنهم حقيقة التاريخ المطلقة . كنت مع شخص اخر سبقني للصعود الى السيارة الوحيدان وسط مايقارب 12 امرأة جلهن من العجائز ، ولم يشكل ذلك عندي مشكلة رغم ميلي الشديد لوجود من فيها ( برقة ) شباب من اجل اختصار الطريق سيما وان هناك الكثير من نقاط السيطرة التي سيضيع عندها الكثير من الوقت . قلت في سري لابأس ايها المراهق انت متعب ولم تنم الليل الاّ قليلا . سيكون ذلك مناسبة لنوم عميق لاأستفيق منه الاّ في وادي السلام حيث يخيم الصمت على الموتي وبعض الشموع المحترقة وخيوط الدخان التي تتصاعد من اعواد البخور المشتعلة . حاولت ان اغفو عندما تحركت السيارة لكن منظر بغداد عند الفجر استفزني للصراع مع النوم ومن خلال زجاج النافذة راقبت قرص الشمس كيف ينهض كسولاً لينشر خيوطه الذهبية الخجولة على ارض اذن الله لها ان يرفع فيها اسمه ويودعها اثمن خيراته وثمراته ويسكنها احلى خلقه رفعة وكرما واخلاقا . وقبل ان اترك نفسي في ذمة احلامي فاجأتني العجوز التي تجلس في المقعد الذي امامي بكيس ملييء بالكليجة وكلفتني بتوزيعه على الركاب فتصاعدت دعوات من حضي بكليجاية بالدعاء الى روح من وزعت لأجله الكليجة ، بإستثناء سيدة كانت تجلس بجانبي ، فقد اصرت على معرفة اسم من ستقرأ على روحه سورة الفاتحة . ولم تستجب صاحبة الكليجة لها رغم الحاحها الشديد .
ولما قلت لها : يا حاجة انت ياهو مالتج باسم المرحوم . اقرأي الفاتحة وخلص ..
استنكرت السيدة هذا التدخل اصارخ في العرف والشريعة وقالت : لا عيني ميجوز غير نعرف منو الميت ؟.
قلت لها : شنو تريدين تناسبيه ياحجية . ؟ لو ماكو داعي تقرين فاتحة . قالت : لا عيني لعد ليش اخذنه الكليجة ؟
قلت لها : جيبيهه دنرجعهه .
قالت : بيمه مو عيب ؟
ولما وجدت ان لاجدوى في اقناع هذه السيدة بقراءة سورة الفاتحة دون معرفة اسم المرحوم ، زحلقت نفسي بعض الشئ على الكرسي وتظاهرت بالنوم . اختلست من الكيس قطعتان من الكليجة فضلا عن علبة من السفن اب ناولتني اياها احدى السيدات فكانت تلك هي كل طعامي وشرابي برحلتي طبعا مع بعض علب الماء البارد التي كان الزوار يوزعونها على الناس بلا تعيين .
في الساعة 45 / 7 صباحا وصلنا الى النجف وبدأت رحلة البحث عن مقامات الموتى التي لم اتمكن من الوصول اليها دون الاتصال بالدكتور الدفان الذي يهرع لي بحكم علاقتي الحميمة معه ليرشدني الى قبور احبتي . الاّ ان العجيب في هذا الرجل الذي نال شهادة الماجستير والدكتوراه في اختصاص علمي نادر يحمل في عقله خارطة المقبرة كلها فلم يسأله احداً عن قبر قريب له الاّ واوصله اليه عن طريق المرافقة او الارشاد الموقعي بالدلائل .
وما يلفت الانتباه كثرة المتسولين في الطرق الرئيسية داخل المقبرة ولكن وفق طرق تكنولوجية حديثة . فلم يعد المتسول يتعب نفسه بالعويل والنواح واللطم على هذا وذاك بل يكتفي بوضع لاود سبيكر على صندوق او كرسي تالف على طريق السابلة وهو يجلس تحت شجرة او شمسية يحمي نفسه من حرارة الشمس ويتمتع بالتدخين وشرب الماء البارد فضلاً عما تجود به ايدي الزوار .
ومن الطريف ان طفلاً يهرول خلف امه التي تسير بخفة وهو يسألها : ماما .. احنه وين رايحين ؟ ترد عليه : رايحين نعايد ابوك . وناولتني اثناء مشيها برتقالة كنت بحاجة لها في تلك اللحظات .
وجدت انني قد اديت واجبا كان يثقلني منذ اكثر من عام ، وادركت بأني يجب ان اغادر المكان للصعود في اول سيارة تقلني الى مدينتي الحبيبة والغاء بقية فقرات البرنامج الذي اعددته لنفسي حفاظا على صحتي وعدم احراج الاخرين بضيافتي .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل مو عالبال
- داعش .. لحظات الاحتضار الاخيرة
- السياسيون والملاذات غير الامنة
- التشظي والرذاذ
- الثورة وصنبور الدم
- المؤتمرلت السياسية
- الانظمة الوراثية الرثة
- العراقيون ، وامنيات العيد
- العلاج من جنس المرض
- العاصفة الترامبية ومشايخ المناديل الورقية
- قطر .. اللهم لا شماتة
- التوازن يبدأ من بغداد
- لا شيء يخلق من العدم
- الرئيس المثير للجدل وزيارته المثيرة للجدل
- المختطفون السبعة
- الاحزاب والانتخابات واشياء اخرى
- الجايجي ، ذاكرة الشارع البغدادي
- السابع من نيسان
- عندما يكون الزيف اخر الاسلحة
- واقع الصراع بين البرلمان والعبادي


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البياتي - قصة غير مقصودة