أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - قلق الوطنية














المزيد.....

قلق الوطنية


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5681 - 2017 / 10 / 27 - 18:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعرف علماء علم النفس القلق بأنه: الحالة النفسية التي تصيب الإنسان، نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر، وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه. ومن أسبابه تعرض الإنسان للعديد من الضغوطات، كضغوطات العمل ومسؤوليات الحياة والتفكير في المستقبل، ومتطلّبات الحياة الحديثة التي أصبحت متزايدة وتشكل عبئاً على صاحبها.

وفي الآونة الأخيرة شاعت أنواع من القلق مواكبة لما نمر به من مطبات فبجوار قلق الاختبار وقلق مجالسة الغرباء أصبحنا نشاهد قلق الكمبيوتر وقلق التكنولوجيا...
إلا أن الإعلام وما رسبه في وجدان البعض أصبح لازما علي علماء النفس أن يبحثوا عما يسمي (قلق الوطنية) وهو نوع من القلق يسعي صاحبه إلي الهروب من كل ما يؤشر إلى أنه غير وطني، ويفعل أشياء قد تبدو بسيطة، ولكنها ترضي الرابضين على سياج الوطنية .
فإذا هزمت مرشحة مصر في سباق قيادة منظمة دولية، ولم تساير الإعلام لتحتفل معهم بالأداء المشرف، والهزيمة المقدسة، وتركب معهم موجة (كيد النساء) أصبحت غير وطني، ويساورك القلق فورا أن رداء الوطنية سوف ينزع عنك، وتلقي فورا علي مذبح اليونسكو .
وإذا انتصرت مصر علي غانا وذهبنا لكأس العالم ، واحتفلت مع المحتفلين، وقدت بحماس أوركسترا العازفين بالفتح المبين ودخول أبواب روسيا مظفرين، فإن لم تفعل ذلك جهارا ولم تسبح لمدة أسبوع بحمد الفائزين، وإن لم تؤخر كل المشكلات لشهور حرصا علي الفرحة المفقودة فأنت معرض لتمزيق (تيشرت) الوطنية عنك.
وعلي هذا المنوال حدث ولا رادع، وكأن صكوك الوطنية، وأختام محبة مصر أصبحت في أيدي الكثير ممن يسيئون إلي الوطن ليل نهار بأعمالهم الخارجة عن أعراف مجتمعنا المحافظ، أو أولئك الذين يتقاضون الملايين ويمكثون بالساعات على الهواء يدسون الأكاذيب ويضرون الوطن أكثر مما ينفعون، أما أولئك الصغار الذين نهبوا بعض المكاسب بداعي الوطنية فلا ينسون نصيبهم من صكوك الاعتماد يوزعونها كثيفة علي يقدم لهم سحت الحياة، ويتبارون لنزعها من الصادقين خشبة المزاحمة في متاع الدنيا الفاني.
الوطنية ليست بالكلمات، ولا بالشعارات، ولا بالبوستات، ولا باللكيات، ولا بالشير والتاج، وهي ربما كذلك، ولكن الوطنية وحب الوطن هواء نتنفسه حتي وإن علاه بعض الدخان فنجبر أجهزتنا الداخلية علي تنقيته. الوطنية وحب الوطن يا سادة دم نقي يجري في شرايين الحياة.
الوطنية وحب الوطن أمل في مستقبل نسعي ونعمل ونجتهد ونخصم من أرصدتنا من أجل أن يكون بين يدي أبنائنا زاهرا.
حب الوطن فطرة لا يصل إليها إلا من خصلت سريرته وسلمت نيته، ولم يتلوث بمغريات زائلة سرعان ما تنقلب جمرا في حلق المدعين.
الوطنية وحب الوطن أكبر وأعمق وأبقي من أن يوزع أو يقاس، ولا يعرفه إلا من بذل العرق مخلصا وصادقا ومتطوعا في سبيل نهضته، ولا يعرف ذلك حق المعرفة إلا من غادر وطنه وأشتاق إليه كاشتياقه للحياة ذاتها.
وأخيرا نسال الله الكريم أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سن الابتهاج
- مصاري الخليج وانتهازية أمريكا
- عبروا وما عبرنا ؟!
- السودان المْسِيدْ الطاهر
- ريما وتواصل الخيبات؟!!
- الرقص علي جثة حياتو
- محاضن القيم
- وطني الأكبر حبي أيضا
- الواعظ الأكبر
- ذكرى شارل شابلن
- الزواري الإرهابي الشهيد
- من عبقرية المسيح ( 1- في محراب الحب )
- حنانيك أيها المطر
- وتدق الأجراس طلقني شكرًا
- العزف علي أطلال حلب
- ناسك في محراب العيون
- بانا العابد رسالة في جدار الإنسانية
- قهر الاختبارات
- التعليم المجتمعي من رحم التجربة
- أفيخاي أدرعي وميلاد الرسول!!!


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - قلق الوطنية