أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرازق مختار محمود - ناسك في محراب العيون














المزيد.....

ناسك في محراب العيون


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


إن للعيون في سجل الجمال منازل أخذتها بسطوتها ما فرطت فيها يوما، وما تنازلت عنها، بل هي في كل يوم تزاحم الأخريات؛ لتوسع سطوتها في سجل الجمال، وللعيون في تاريخ المحبين معارك ما تنازلت يوما عن الفوز فيها، والظفر بحبائل سويداء ناظريها.
العيون جلست علي عرش الجمال محلقة، آمرة، جاذبة، معذبة، راحمة، قاهرة، رائعة، ضاربة في قدس الوجدان طريق، فلم اعرف يوما للعشاق رفيق كعيون أرسلت الرحمة، ولم اسمع يوما لشهداء الحب من سلوي سوي وعد من عين تسعد بالصحبة .
في القرآن الكريم وسيرة أفضل من نطق بالعربية عليه أفضل الصلاة والسلام كانت العيون حاضره في كل مواطن التأمل، والمحبة، والدفء، والعاطفة، وفي لحظات الخوف والانكسار، فهذا ينطر بطرفي خفي، وهذا لم يكد يراها، وثالث يشيح بنظره معرضا، ورابع تفيض من الدمع عيناه، وخامس تبيض عيناه من الحزن......
ولعلماء النفس في حديث العيون كلام، فالتواصل بالعين يلعب دورا مهما في العلاقات الإنسانية، فنظرة العين هي الأساس في تعزيز الثقة بالنفس، فصاحب النظرة الواثقة يحظى عادة بإعجاب المحيطين به على عكس الشخص صاحب النظرة الخجولة الذي لا يستطيع النظر طويلا في عين من يتكلم معه، كما تكشف حدقة العين عن السعادة إذ تتسع بشكل ملحوظ، وتضييق في مواقف الغضب والحزن، وفي حالات الحب، تتسع أيضا حدقة العين وتلمع بشكل واضح.
أما أولئك الذين امتطوا صهوة البيان فعن معارك النظرات فحدث ولا خجل فهذا يقول:
دموعك يا حسناء تغري بي الهوى
فعيناك مينائـي وقلبي قد رسا

وابن الرومي يقول:
نظرت فأقصدتْ الفؤاد بطرفـهـا ثم انثنت عني فكدتُ أهيمُ
ويلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضت وقع السهام ونزعهن أليمُ
وآخر يطلب السقيا من عيون حبيبته:
سقتني بعينيها الهوى وسقيتها فدَّب دبيب الرَّاح في كل مفصلِ
وقد أبدع الشاعر إيليا أبو ماضي حين قال:
رأيت في عينيك سحر الهوى مندفعاً كالنور من نجمتين
فبت لا أقـوى على دفـعـه من رد عنه عارضاً باليدين
يـا جنـة الحب ودنيا المني ما خلتني ألقاك في مقلتين
وآخر يطلب الفكاك من أسر العيون:
كفي القتال.. وفكي قيـد أسـراكِ يكفيك ما فعلتْ بالناس عيناكِ
وعن إشارات العين قال الشاعر ابن كلدة:
أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة محــزونِ ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
أما نزار قباني أمير النساك في محراب الجمال فيقول:
ذات العينين السوداوين المقمرتين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبداً من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزد بأيامي يومين
كي اكتب شعراً
في هاتين اللؤلؤتين
وآخر لطاغية الجمال يقول:
طاغية الجمال خضراء العيون...... تعلم أنّي بها مفتون
عيونكم بريد محبتكم، ورسائل تواصلكم، ومستودع أسرار قلوبكم، هي المِحْراب للعباد الناسكين، وهي القلم في أيدي المبدعين، وهي النضارة في جبين العارفين، وهي الرحمة في سويداء المخلصين، هي المخلص والخلاص .



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانا العابد رسالة في جدار الإنسانية
- قهر الاختبارات
- التعليم المجتمعي من رحم التجربة
- أفيخاي أدرعي وميلاد الرسول!!!
- وطنك فقط من يروي عطشك
- حكايات الكلبة أناستازيا؟!
- كلاسيكو الأرض أزمة هوية
- قلم شريف
- حلب الشهباء التي أحببت
- إسرائيل تحترق وماذا بعد ؟!!
- ما وراء مباراة مصر وغانا
- المرضى لا يعرفون
- شد السيفون ولا تخجل
- مفتون أصابته دعوة سعد
- اسم الآلة
- للاحتكار وجوه أخرى
- للشعب إعلام يلهيه
- لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة
- وزارة واحدة تكفي
- المسئول الفقاعة


المزيد.....




- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرازق مختار محمود - ناسك في محراب العيون