أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - وطنك فقط من يروي عطشك














المزيد.....

وطنك فقط من يروي عطشك


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 00:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حب الأوطان عبادة، هكذا علمنا خير البشر عندما ذرفت عيناه عند فراق مكة، وهكذا ذكر القرآن، وحكايات الأوطان زاخرة بها كل الكتابات، من فجر المحبة الخالدة، لتلك الذرات من التراب، وهذا الهواء الضارب في جذور الأبدان، وتلك الوجوه المفعمة بنظرات الحنين، وهذه الصخور الصامدة والراسخة في وجوه الملمات، فحب الأوطان والشوق إليه فريضة وطنية، والذود عن سمعته فرض عين، والاجتهاد لنصرته دين ، فمن عاش خارج وطنه يعرف وقع تلك الكلمات، ويعرف كم تهفو النفس إلى كل ما يمس الوطن من قريب أو بعيد.
والأمم الراقية هي التي تبذل الغالي والنفيس في سبيل ربط الأبناء بوطنهم الأم، حتي تعود تلك الطيور المهاجرة إلي أعشاشها الأمنة، وهى محملة بجرعات الشوق، وساعية بكل ما تملك؛ لرد الجميل إلي أوطانها.
ومن أجمل ما قرأت في هذا السياق أن الحكومة الكندية عندما لاحظت أنه يوجد شباب كندييون كثر قد سافروا إلى أوروبا للسياحة، ولكي تشعرهم بالفخر أنهم كنديون، ومتميزون عن غيرهم من الشباب، أرادت الحكومة الكندية مشاركتهم أجازتهم فعملت ماكينات مشروبات منعشة بجانب كل معالم أوروبا المهمة، برج إيفيل، ساعة بج بن، برج بيزا و غيرهم .. هذه الماكينة لا تعمل بالنقود .. و إنما بجواز السفر الكندي فقط .. بأن تمسح بجواز السفر، فتفتح الثلاجة، و تأخذ ما تحتاجه منها على حساب الحكومة الكندية !! كما كتبت الحكومة الكندية داخل الثلاجة جملة جميلة :
" قد تعبر المحيط، ولكن وطنك فقط هو من يروي عطشك، بلادك تحبك "
نعم الوطن قصة حب مفعمة بالمشاعر الفياضة، ممزوجة بالعطاء المتبادل، وما أجمل أن تشعر أن وطنك يبادلك الحب والعطاء، ومع كل الألم يظل حب الوطن غريزة الشرفاء.
نعم هكذا ينبغي أن تلاحق الحكومات مواطنيها محبة، وتعلقا، وشعورا بأن وطنك يفتقدك، فالنعيم هو العودة إلي الوطن، والعذاب كل العذاب هو البعد عن رحم الأوطان.
شجعوا مواطنيكم علي المحبة شجعوهم بسفارات تستقبل مواطنيها كما ينبغي أن يكون، شجعوهم بتيسير الخدمات في القنصليات، شجعوهم بإعفاءات، شجعوهم بامتيازات، شجعوهم بسند عندما تسلب منهم الحقوق، شجعوهم بالدفاع عندما يقهر بعيدا عن الأوطان، شجعوهم بفتح الآفاق، شجعوهم كما ينبغي أن يكون التشجيع.
فلا أكاد أعلم شعبا صبر علي محبته لوطنه كما صبرنا، ولا نعلم شعبا يذوب عشقا عندما تلامس مشاعره بعض الكلمات مثلنا، ولا أكاد أري شعبا يسكب الدمع حرقة علي بعده عن وطنه، وهو لم يكد يغادره كما فعلنا، فسجدات الشكر، والارتماء في أحضان الأوطان تكاد تكون فريدة، هكذا سجل لنا التاريخ في صفحاته، وهكذا تتابعت فينا الجنيات، وهكذا عزف الشعب أنشودة عشق لا تنتهي، خالدة خلود الأوطان، ضاربة في جذور الزمن الممتدة إلى الأبدية، والمحلقة في سماء المستقبل الذي نتمنى أن يكون زاخرا بكل ما يجعل محبة الأوطان منهج حياة.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات الكلبة أناستازيا؟!
- كلاسيكو الأرض أزمة هوية
- قلم شريف
- حلب الشهباء التي أحببت
- إسرائيل تحترق وماذا بعد ؟!!
- ما وراء مباراة مصر وغانا
- المرضى لا يعرفون
- شد السيفون ولا تخجل
- مفتون أصابته دعوة سعد
- اسم الآلة
- للاحتكار وجوه أخرى
- للشعب إعلام يلهيه
- لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة
- وزارة واحدة تكفي
- المسئول الفقاعة
- أُريد: منصة عربية في زمن التغريب
- لا تقف على ظل المعلم
- لأننا فقراء ننفق على التعليم
- ودقت أجراس الضغط النفسي
- أمة بلا أهداف سفينة بلا رُبّان


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - وطنك فقط من يروي عطشك