أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - اسم الآلة














المزيد.....

اسم الآلة


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5326 - 2016 / 10 / 28 - 22:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في اللغة العربية اسـم الآلـة هو: اسم مشتق من الفعل للدلالة على الأداة التي يكون بها الفعل، ويصاغ من الفعل الثلاثي المتعدي على الأوزان الثلاثية التالية: مِفعال بكسر الميم مثل: منشار، مسمار، محراث، ووزن مِفعل بكسر الميم مثل: مغزل، مصعد، مشرط، وكذلك وزن مِفعلة بكسر الميم أيضاً مثل: مغسلة، مسطرة .
كما أجاز مجمع اللغة العربية وزنين آخرين هما: فعّالة، مثل: غسالة، ثلاجة، ووزن فعّال، مثل: خلاط، سخّان، وهناك أسماء آلة جامدة، أي ليس لها أفعال، مثل: سيف، فأس، قلم.....
واسم الآلة هو الحاضر الغائب: فهو الحاضر في كلماتنا اليومية، والغائب بمفهومه، ودلالته، وقاعدته، ليس بين العامة فقط، بل بين كثير من المتخصصين، وَهَذَا يؤشر بدوره إلي شيئين يمكن التأمل فيهما ونحن نعاود قراءة مدلولات اسم الألة:
الأول وهو حال اللغة العربية؛ فالعربية وهي درة التاج بين اللغات قوة ورصانة، ويسرا، وشموخا، ونموا، ورسوخا، فهي الحاضنة للقرآن، والقرآن خاضنتها، وهي الضاربة في جذور التاريخ، والمحلقة في سماء الأبدية، وهي كما يقول الدكتور عبدالصبور ضيف - رحمه الله- لغة العلم والتقنية.
نعم وللأسف الشديد أصبح حالها كحالنا، متداعية بين اللغات، منزوية في كل المحافل، والملتقيات، غائبة في المؤتمرات، والمحاضرات، تتلقي يوميا الطعنات من المنتسبين لها قبل الكارهين.
فها هي أجيال كاملة من المثقفين، ومن المتعلمين، والمعلمين، بل والأكاديميين، قد هجروها، واستبدلوها بمزيج، وخليط مقيت من غثاء اللغات، والإشارات، والرموز الالكترونية، التي تؤشر أول ما تؤشر إلي ضحالة هذا الجيل، وسطحيته، وابتعاده عن الجذور.
وإذا انطلقنا إلي ميادين التعليم، فحدث ولا حرج، فلولا بقية من حياء لاختفت اللغة العربية، من قاعات دروسنا، وهي تكاد، بعد أن أصبح الهوس باللغات الأجنبية في منتهاه، وأصبح الطفل وهو في أيام كلماته الأولي قاموسه الأجنبي أقوي، وأشمل، وأكثر ثراء من قاموسه في العربية بكثير، وهو خلل بين وواضح، يسير عكس مراد العلم، وهو ما انتبهت إليه دول كثيرة، عادت سريعا إلي لغتها القومية، تعلمها، وتطورها، وتقويها، وتشق لها في طريق عالمية اللغات طريقا، وحذرت تلك الدول، وأكدت أن تعليم اللغات الأجنبية، ينبغي أن يتأخر قليلا، حتي يتخرج الطفل من مرحلته الابتدائية، كما كنا نفعل قبل ربع قرن، وكنا متفوقين في العربية والأجنبية، فكان العقاد، وطه حسين، كما كان مصطفي مشرفة ونبوية موسي، كان نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، كما كان مجدي يعقوب، وأحمد زويل. بل إن هذه الدول التي وضعت لنفسها مكانا مرموقا بين الدول المتقدمة قد رسخت مفهوم دراسة أساسيات العلوم، والرياضيات، باللغة القومية، وأكدت نتائج دراساتها أن تعليمهما يكون أفضل، ودرجة الإبداع أكبر، في حال التعليم والتعلم باللغة الأم.
أما المؤشر الثاني لاسم الآلة فهو الآلة عينها، وحالها لا يختلف كثيرا عن حال اللغة العربية، فنحن لا نأخذ من الآلة إلا اسمها، وإن تمسكنا بها جنحنا إلي ذلك النمط الاستهلاكي، وإذا زاد اهتمامنا أخذنا منها الضار أكثر من النافع، فبدلا من أن تقوم صناعات للتكنولوجيا، ونحتضن مصانع الطائرات، والسيارات، وغيرها، برعنا في مصانع الإسمنت، والأسمدة والبتروكيمياويات، فهلكنا، وازدهرت تلك الصناعات. نعم فبدلا من معاودة افتتاح، وتطوير مئات المصانع المغلقة؛ التي تميزنا فيها وبها: كالنسيج، والسيارات، وبعض أنواع الألومنيوم، وغيرها، وتلك صناعات ضاربة في جذور إمكانياتنا، ولدينا من الأرصدة التاريخية والخبرات، ما يؤهلنا لمواصلة التطوير، إلا أن حالها كحال اللغة العربية، سارت في ركب الاغتراب، والتساهل، وأصبحنا نستورد ونستخدم، من الآلات كما نستورد ونستخدم من الكلمات؛ فأصبحنا مذبذبين بين ذلك لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء. فلا بجذورنا وإمكاناتها تمسكنا، ولا تعلقنا بالغرب حق التعلق.
نعم هذا اسم الآلة، وهذا حاله بين قواعد اللغة العربية، وهذا حالنا بين الأمم هجرنا لغتنا فانزوت بين اللغات، وتركنا ألاتنا فأصابها الصدأ، وأصبحنا نستورد الكلمات والآلات.
وأمه هذا حالها مع لغتها، وصناعتها هي أمة تحتاج إلي الكثير من الجهد؛ حتي تنطلق بلغتها إلى العالمية، وحتي تصبح صناعتها رمزا؛ لتميزها.
وأخيرا فان عودة اللغة العربية إلي مدارسنا لغة تعليم، وتعلم، وتميز، وتفرد وتقدم، ربما يكون المدخل والسبيل إلي عوده الآلة إلي مصانعنا حتي ننتج، ونبدع، ونصدر، ونتصدر.
نعم فلتعد لغتنا القومية إلى حيث الرسوخ، والتمكين؛ تعد مداخن المصانع محلقة في سماء العالمية.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للاحتكار وجوه أخرى
- للشعب إعلام يلهيه
- لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة
- وزارة واحدة تكفي
- المسئول الفقاعة
- أُريد: منصة عربية في زمن التغريب
- لا تقف على ظل المعلم
- لأننا فقراء ننفق على التعليم
- ودقت أجراس الضغط النفسي
- أمة بلا أهداف سفينة بلا رُبّان
- خدعوك فقالوا ثروة
- معوقات تطوير التعليم في وطننا العربي
- تسريع القراءة في عصر التكنولوجيا
- أطفالنا أكبادنا في أحضان الشاشات


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - اسم الآلة