أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رمضان عيسى - هل اللغة العربية لغة محصنة من الانقراض ؟















المزيد.....

هل اللغة العربية لغة محصنة من الانقراض ؟


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 23:56
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لا أستطيع أن أصف كم الدهشة التي تصيبني حينما أسمع أن أحدهم يعلن أن اللغة العربية تمتلك من المميزات التي تجعلها محصنة من الانقراض ، فأتسائل : ماذا تملك اللغة العربية من المقومات ما يجعلها أن تكون لغة البداية والنهاية للوجود البشري على سطح هذا الكوكب بعد انطفاء شمسه وتجمد مياهه ؟
هل سبب ذلك يعود لتميز مفرداتها وجمالها الكتابي ، أم لأن أهلها متميزون حضارياً وثقافيا وعلميا ، لذا ستكون لهم الأفضلية في البقاء ، والتميز لدرجة تجعل شعوب العالم تتسارع لتعلم اللغة العربية لكي تلحق بأهلها المتطورون ؟
أم لأن أهلها ذوو مناظر جميلة ومتميزون في أخلاقهم وكياستهم الاجتماعية وهدوئهم ونعومة تعاملاتهم الانسانية ، ومفردات لغتهم خالية من العنف والقتل والمنفرات التي تثير الغثيان ، لهذا تميل النفس البشرية المتحضرة الى تعلم لغتهم والتماهي مع مسلكياتهم ؟
أم لأن للغة العربية بُعداً دينياً ، وتُجللها القداسة بأنها اللغة التي كُتب بها القرآن ، وأن سكان الجنة الموعودة سيتكلمون باللغة العربية ؟
ولكننا نرى أن الناطقين باللغة العربية في هذا الزمان ليس لهم تميز في شيء ، لا حضاري ولا علمي ، فشعوب " الضاد " لديهم إصرار على البقاء في المناطق الصحراوية ، والعيش تحت وهم التميز ، وأنهم خير أمة أُخرجت للناس ، بينما هم أكثر الشعوب إستيراداً لمنتجات الشعوب الأُخرى الصناعية والتعليمية.
وأيضا لا يمكن الحديث عن أن المتكلمين باللغة العربية يتميزون بأن مناظرهم جميلة ، وتعاملاتهم تتميز بالانسانية والنعومة ، ف " داعش " و" جبهة النُصرة " وطالبان وبوكو حرام وأكناف بيت المقدس لم يتركوا لأي من هذه الصفات مكان ، فأفعالهم قد أساءت لكل الناطقين باللغة العربية .
لماذا الاصرار على قدسية اللغة العربية ؟ هل صحيح أن آدم كان يتكلم العربية ؟ أو أن نوحاً الذي أُبيد - حسب الرواية - كل البشر إلا ذريته ، كان يتكلم العربية !!
أم لأن القرآن مكتوب باللغة العربية ؟ والتي لم يعرف أحداً كيف كان شكلها في الكتابة ، أو كيف كان ينطق حروفها القراء وهي غير منقوطة ؟
لست أدري على ماذا يرتكز رئيس جامعة الأزهر السابق في تصريحه الهذياني حينما يقول إن جميع اللغات ستنقرض ، لأنها تحمل بذرة موتها إلا اللغة العربية !! فهل لديه معرفة بكيفية موت اللغات ؟ وما رأيه في قول «اليونيسكو» أن عدة لغات ستنقرض من بينها اللغة العربية!! .
اذا كان يعتمد على أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة ، أو ربما يتمادى بأن يعتبر أن تكلم اللغة العربية من الشروط اللازمة لدخول الجنة ، فهذا لا علاقة له بانقراض اللغات على الأرض ، فانقراض اللغات لها أسبابها التطورية والعلمية ، فهناك العديد من اللغات كانت متداولة في أفريقيا ، ولكنها انقرضت بحكم اندماج الشعوب الناطقة بها مع شعوب أكثر منها حضارة ، لأنهم وجدوا أن لغتهم لم تعد قادرة على تطوير مدلولات ومسميات للأشياء الجديدة .
وفي التاريخ لم تنجُ التجمعات البشرية البدائية من أن يصيبها الانقراض والذوبان ضمن الشعوب الأكثر تحضراً منها ، مثل سكان الأمريكتين الذين ذابوا اجتماعيا ولغوياً ضمن الحضارة الأوروبية الغازية.
إن التطور والتكيف هو قانون الحياة في المجتمع والفكر الانساني ، وأيضا نراه يسري مفعوله في عالم الأحياء ، حيث نجد أن الديناصورات انقرضت رغم ضخامتها بسبب عدم قدرتها على التطور والتكيف مع تغيرات الظروف الحياتية المحيطة .
ولو سأل أحدهم لماذا هناك تعدد لهجات عربية ، ولماذا لا يتكلم العرب الآن بنفس الجزالة اللغوية المكتوب بها القرآن ؟ نقول ، لأن الحياة تجاوزت اللهجات الجافة والصحراوية وهناك ميل الى الاختزال ، وافتراض فهم المعنى بأقل الكلمات .
لهذا نجد ميلاً للتحدث باللهجات المحلية ، والابتعاد عن النطق الثقيل للحروف ، فالمغرب العربي له لهجته المحلية ، ودول الخليج لها لهجتها المحلية ، وشعوب النيل لهم لهجاتهم المحلية ، ولا يستطيع أي منهم أن يفهم الآخر إلا في العموميات . ان الميل للتحدث باللهجات المحلية ، واعتماد الكثير من مسميات المستوردات الصناعية والمصطلحات العلمية ، وفشل المجمع اللغوي في صياغة البديل هو من أكبر المظاهر الدالة على بداية انقراض اللغة العربية محلياً وعالمياً .
= لا قداسة للغة العربية ومصيرها الانقراض بسبب تأخر الناطقين حضاريا وعلميا وتنظيميا ، ولا تسعى أي من الشعوب الأخرى تعلم العربية ، في حين تسعى الشعوب العربية لتعلم لغات الشعوب الأكثر تحضراً ولديهم الجامعات الراقية في دراساتها وبحوثها .
لماذا دأبت كل الشعوب التي إستُعمرت الى تعلم لغة الدول التي استعمرتها ؟ لأنها رأت أنها متقدمة وتملك مميزات القوة والتقدم .
والحقيقة أن اللغة العربية لغة قاصرة علميا ، وبالتالي غير مؤهلة للتطور بحكم قصور العرب العلمي والسياسي والفكري . ولو أن العرب لهم باع في العلم والمخترعات والاكتشافات ، لوجدت نظريات تحمل أسمائهم مثل أن نقول هذا " عبد الرحمن صاحب نظرية " كذا " ، أو انظروا " عبيد الله " صاحب اختراع كذا ، ولكننا قرأنا أن هناك : قانون " مندل " للوراثة ، ونظرية " فائض القيمة " لكارل ماركس ، والنظرية النسبية لأنشتاين ، ونظرية " النشوء والارتقاء " لتشارلز داروين .
ان اللغة العربية لا تزيد الآن عن كونها لغة عواطف ووجدانيات ، ولا يمكن التعامل بها في الطب وتفرعاته ، ولا في الأحياء ولا في الكيمياء ولا الفيزياء !!
اننا نرى أن العرب يتجاهلون هذه الحقيقة ، بل ويتمادون في جهلهم بأن نسمع أحد الأُصوليون في مصر (من أعضاء حزب الظلام الشهير بحزب النور) يطالب بإلغاء تعليم اللغات الأوروبية وعلى رأسها اللغة الإنجليزية، وإلغاء تدريس العلوم الطبيعية وعلى رأسها الفيزياء والإحياء !!
ان قانون التطور يسري مفعوله في الطبيعة والمجتمعات البدائية بطريقة عفوية ، فتدريجياً نرى غياب الكثير من العادات والمسميات اللغوية القديمة ، وترسو مكانها عادات ومفاهيم ومسميات وأخلاق وطرق تنظيم جديدة . تم استنباطها حسب متطلبات الحياة ، أو استيرادها من أُمم أكثر حضارة .
أما في المجتمعات المتحضرة فنرى أن قانون التطور يسري مفعوله بطريقة واعية ، فتجري الخطط التعليمية والتطويرية ، وهذا يؤدي الى تسريع العملية التطويرية .
ان التطور العلمي والحضاري العالمي قد تجاوز مفردات ومقولات اللغة العربية ، فلم تستطع اللغة العربية أن تتجرع المسميات العلمية لفروع العلوم التي تفرعت في تخصصاتها حتى دخلت في دهاليز المادة وأصغر جزيئاتها ، والى الجسم البشري وأدق تركيباته !!
فأين اللغة العربية من مختلف المسميات المتفرعة للعلوم في المادة والجسم البشري والمجتمعات الانسانية ؟



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- == الحرية والارادة الالهية !!
- مظاهر ال- فوبيا - عند المسلمين
- = مأساة العقل العربي !!
- متى سيعتذر المسلمون لداروين ؟
- مشاهير وعلماء وفلاسفة - لا دينيين - !! لماذا؟؟؟
- هل يمكن التفكير بدون اللغة ، الكلمات ؟
- الأسرى مشاعل على الطريق !!
- الأخلاق والدين
- طوفان نوح بين الحقيقة والمقدس !!
- سفينة نوح بين الحقيقة والمقدس
- الدعاء والاستخارة والنذور لا تحل المشاكل
- = خمسون سؤالاً يجب أن يجيب عليها الاسلام :
- جمعيات التعريف بالإسلام ودورها الارهابي !!
- لماذا تتحمل البشرية خطأ آدم ؟
- ثالثاً : الأيديولوجيا الدينية
- ثانيا : الأيديولوجيا الماركسية
- أيديولوجيات باقية -- 1 - الأيديولوجيا البرجوازية
- المسلم بين التوحش والأنسنة !!
- ماذا تعني الانتخابات ؟
- لانتخابات على الأبواب !!! احذروا : الشعب صاحي وجوعان !!!


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رمضان عيسى - هل اللغة العربية لغة محصنة من الانقراض ؟