أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - = مأساة العقل العربي !!













المزيد.....

= مأساة العقل العربي !!


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5560 - 2017 / 6 / 23 - 03:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أعظم مظاهر مأساة العقل العربي هي كون أهم عناهر مكوناته ، هي أهم عناصر تجذر المأساة ، وهي الحاجز الأكبر أمام المعاصرة والتطور !! كيف ؟
تكمن جذور المأساة في العجز المزمن لدى العقل العربي عن تغيير ثقافته الموروثة من العصر الإسلامي والتي تصور له أن الفضيلة هي من نصيبه وحده وان الخطيئة هي من نصيب الآخرين، الجنة له وحده وجهنم من نصيب الآخرين، التقدم له وحده والتخلف من نصيب الآخرين، الحق معه وحده والباطل مع الآخرين، وأن العربي المسلم هو أَخيرْ البشر الذين يمشون على الأرض ، وقس على هذا فى كل جزئيات الثقافة الإنسانية التى لا يمكن حصرها؟
إن عجزه المزمن عن التسليم بالتنوع الثقافي ، وعدم قدرته على إدراك أن العلم قد أنهى عصور الفصل بين الثقافات المختلفة للإنسان والتي نشأت بحكم الجغرافية المختلفة للأرض ، وعجزه عن ادراك كم من الصراعات والحروب والكراهية نشأت بين البشر بسبب تلك الاختلافات الثقافية ، لهذا لم يستطع أن يصل الى إدراك المثل العليا والقيم الإنسانية التى يقوم على أساسها العالم الحديث المتقدم.
ان عولمة التواصل والاتصالات قد تجاوز الحواجز الجغرافية والقومية والدينية ، فبرزت ثقافة إنسانية واحدة قوامها الحرية السياسية وحرية العقيدة وحرية الحب والإخوة والتفاعل الإنساني.
ثقافة إنسانية واحدة يكمن فيها الحل لمشاكل الصراع بين البشر والبشر . ثقافة انسانية واحدة تقضي على المذهبية الدينية وافرازاتها الفكرية والاجتماعية والسلوكية !!
فما دامت أفكار مثل " ما فرطنا في الكتاب من شيء " ، وأن عندنا كل شيء ، وقد سبقنا العالم في كل شيء ، تطفو على سطح قشرة العقل العربي بكثافة ، فهذا يعني الاصرار على الجهل والتخلف وتفشي الاحساس العميق بالدونية تجاه التقدم العلمى العالمي الذى يجرى بسرعة الضوء ونحن وراءه كالسلحفاة أو مصابون بالكساح .
فلا زال الاعتقاد أن " القرآن موسوعة علمية " يعشش في تلافيف أدمغة الكثير ممن يعتبروا متعلمين ، مع ادراكهم بالعجز الحضاري الصارخ للأمة التي تلتحف أدمغتها بالنصوص القرآنية ، وتعترف حق المعرفة أنه لم يوجد مكتَشف علمي ، أو نظرية علمية قال صاحبها أنه اعتمد على نص قرآني قبل اكتشافها !! وأن ما يسمى بالاعجاز العلمي للقرآن ما هو إلا تعبير صارخ عن العجز الحضاري في الواقع للأُمة العربية التي لا يمكن فصلها عن موروثها المقدس .
ففي الطب لا زلنا نعتقد بفوائد " حبة البركة" و" بول البعير " ومقدرتهما السحرية على الاشفاء من أعتى الأمراض ، ودور وأثر " الرقيَة الشرعية والدعاء والاستخارة والنذور " في تغيير مسيرة الشخص الداعي الى الأفضل وفي اتقاء المصايب النازلة على رؤوسنا في المنطقة العربية رغم كثرة المآذن والزوايا !!
فلو اقتنينا أحدث السيارات وأحدث الطائرات وأحدث الحواسيب ، ستبقى علاقاتنا مع الآخرين مختلطة مع التوحش والصحراوية وسلطة القبيلة ، ولن نتقدم خطوة واحدة بهذا ما دمنا لم نتحلى بالجرأة للتخلص من ثقافة الصراعات والتميز الكاذب بأننا " خير أمة أُخرجت للناس " التي تزرعها فينا الثقافة الموروثة من العصور السابقة ، عصر التصارع على السلطة وخلافة آل البيت الى يومنا هذا .
== قال ماركس ((الإنسان يُصبح ثريًا بقدر ما يكون، لا بقدر ما يملك)). أي ثورياً وقت الثورة ، وعلميا في موقفه من العلم ، ومعاصراً للزمن لا متأخراً عنه ، وانسانا في التعامل مع الآخر !!
وستبقى كل مظاهر التخلف والظلم الاجتماعي والفقر سائدة في أحيائنا ، وستيقى فوضى المفاهيم المعكوسة تعشش في عقول أجيالنا ، ما لم نُغير ثقافتنا القديمة ، ونتبنى ثقافة انسانية جديدة تكون الأساس لمجتمع انساني ، علماني ، حضاري ، متطور ..



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى سيعتذر المسلمون لداروين ؟
- مشاهير وعلماء وفلاسفة - لا دينيين - !! لماذا؟؟؟
- هل يمكن التفكير بدون اللغة ، الكلمات ؟
- الأسرى مشاعل على الطريق !!
- الأخلاق والدين
- طوفان نوح بين الحقيقة والمقدس !!
- سفينة نوح بين الحقيقة والمقدس
- الدعاء والاستخارة والنذور لا تحل المشاكل
- = خمسون سؤالاً يجب أن يجيب عليها الاسلام :
- جمعيات التعريف بالإسلام ودورها الارهابي !!
- لماذا تتحمل البشرية خطأ آدم ؟
- ثالثاً : الأيديولوجيا الدينية
- ثانيا : الأيديولوجيا الماركسية
- أيديولوجيات باقية -- 1 - الأيديولوجيا البرجوازية
- المسلم بين التوحش والأنسنة !!
- ماذا تعني الانتخابات ؟
- لانتخابات على الأبواب !!! احذروا : الشعب صاحي وجوعان !!!
- من يصنع التاريخ ؟
- حماس ولعبة التحالفات
- القيَّمْ بين الدين والعولمة


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - = مأساة العقل العربي !!