أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رمضان عيسى - ثانيا : الأيديولوجيا الماركسية














المزيد.....

ثانيا : الأيديولوجيا الماركسية


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 12:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تطرح الماركسية أفكارا مترابطة عن الكون والمجتمع ، وحلولا عصرية لكل ما يواجه الإنسان من معاضل أو تساؤلات في هذا العصر .
كما وتؤمن الفلسفة الماركسية بالتطور التاريخي للمجتمعات الذي يرتكز على تطور وسائل الإنتاج الغذائي والصناعي ، والذي سوف يقابله مستوى معين من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية .
كما وتؤمن الفلسفة الماركسية بأن كثير من العوامل تساعد على دفع عجلة التاريخ إلى الأمام ، إلا أن المحرك الرئيسي للتطور التاريخي هو الصراع الطبقي الذي تقوم به الطبقات المظلومة ضد الطبقات الظالمة من أجل إعادة توزيع خيرات الوطن .
والماركسية تفترض الوعي في الحراك الشعبي الهادف للتحرر الاجتماعي ، وليس العفوية . فالعفوية في أي حراك شعبي لا يمكن أن تأتي بالنتائج المطلوبة ، ومن الممكن الالتفاف على المطالب الجماهيرية بسهولة ، وإفراغها من محتواها .
لهذا تؤمن الماركسية بأن المهمة الأولى التي تقع على كاهل الأحزاب العمالية ، هي نشر الوعي والترشيد الطبقي بين صفوف العمال والفلاحين ، لأنهم أولى الطبقات التي لها المصلحة القوية في التغيير لأنهم لا يملكون شيئا ، وفي التغيير لن تخسر غير قيودها الاقتصادية والاجتماعية .
وفي التحليل النهائي ، تهدف الماركسية إلى إقامة مجتمع خال من جميع سلبيات الملكية الخاصة ، وإقامة مجتمع خال من الفوارق الاقتصادية الحادة التي تكون نتيجتها خلق طبقات اجتماعية تسيطر على وسائل الإنتاج وتستأثر بالدخل الوطني ، وبالتالي يتم حرمان جموع غفيرة من السكان من وسائل العيش الكريمة .
إنها تهدف إلى إقامة مجتمع الكفاية والعدل ، مجتمع " من لا يعمل ، لا يأكل " ، مجتمع لا مجال فيه للكسالى والطفيليين ، مجتمع " لكل حسب حاجته " .
من هنا لما كانت الرأسمالية مجتمعا متعدد الطبقات ، متعدد الأزمات الاقتصادية ، من كساد إنتاج إلى إضرابات إلى تضخم نقدي ، إلى انهيار مؤسسات إنتاجية ، إلى فقدان العمال لمصادر رزقهم . فلا مفر من صراع الطبقات ، لا مفر من الصدامات الطبقية ، وبالتالي تكوين الأحزاب العمالية التي تدعو إلى اللجوء إلى الحلول التي تطرحها الماركسية .
ورغم التنازلات العينية أو المالية التي تقوم البرجوازية بدفعها على هيئة ضرائب لتسكين الصراع الطبقي ، ألا أنها لا يمكن أن تخفي علائم الظلم الاجتماعي الذي يعشش في ثنايا النظام الرأسمالي .
إن الماركسية لا تطرح حلولا خارج المجتمع ، بل حلولا لما ينشأ في المجتمع من تناقضات أهمها التناقض الذي ينشأ بين مستوى تطور وسائل إنتاج الخيرات المادية ، وبين العلاقات الاجتماعية المحصورة بالملكية الخاصة التي تتيح للطبقة المالكة السيطرة على خيرات المجتمع ، تاركة جموع غفيرة من الناس في حالة من العوز الاقتصادي ، والخوف من المستقبل 0
كما أن الماركسية تؤمن بالترابط بين جانبين هما الجانب النظري الأيديولوجي والجانب العملي الاجتماعي . فالجانب النظري الفلسفي يجري استيعابه من قبل المثقفين الثوريين والبؤرة الثورية ، والكادر التنظيمي ، وفيه يحتاج العنصر لأن يكون لديه إلمام بمعلومات علمية وفلسفية وتاريخية واقتصادية واجتماعية ليصل إلى مرحلة الوعي والاعتقاد بالمُثل الثورية للأيديولوجيا الماركسية ، والالتزام بالأخلاق النضالية للوصول إلى مرحلة الانتماء والتفاعل الثوري والتضحية من أجل هذه المثل .
أما الجانب العملي الاجتماعي ، فهو النضال والتفاعل النشط مع الجماهير من خلال النقابات المهنية المتعددة ، والجمعيات الزراعية والنسائية والمؤسسات التعليمية والصحية ، والنوادي الشبابية والتجمعات الثقافية .
وهذا هو المدخل إلى الجماهير الغفيرة من المظلومين والفئات التي تعاني من الإهمال والتهميش أو الاضطهاد بسبب اللون أو الدين أو الجنس .
فبقدر ما ينشط الحزب الماركسي اجتماعيا ، وبقدر ما يطرح من حلول واقعية للمشاكل التي تعاني منها الجماهير ، بقدر ما يكسب مزيدا من الأنصار والمؤمنين بالمثل الإنسانية الجماعية التي تدعو لها الماركسية .
ولما كانت الرأسمالية بحكم تركيبها المتناقض دائمة الأزمات ، وتتهرب من الحلول الاقتصادية ذات المصلحة الفعلية للجماهير من عمال وفلاحين ، لهذا كانت الحلول الاجتماعية والاقتصادية التي تطرحها الماركسية هي التي تستجيب لطموحات هذه الجماهير في التحرر الاقتصادي والاجتماعي.
إن الماركسية هي الفلسفة الوحيدة التي تُجد في أدبياتها المبررات النظرية لكل حراك ثوري اجتماعي ، فهي تنطلق من قوانين الجدل الماركسي وخاصة " قانون التراكم الكمي يؤدي إلى تغير كيفي " ، والذي يوضح حتمية التغيير الثوري ، " الطفرة "، الانفجار الثوري في حال احتدام الصراع بين أضداد المجتمع .
إن هذا هو الأساس النظري الملهم لكل حراك ثوري هادف إلى التغيير الجذري . فالماركسية هي فلسفة التغيير ، وهذا ما قصده ماركس حينما قال :
"إن الفلاسفة لم يقوموا في الماضي إلا في تفسير العالم بهذا الشكل أو ذاك ، ولكن المهم هو تغييره" لهذا أصبحت الماركسية دوما هي الملهمة لكل حراك ثوري اجتماعي أو تحرر وطني هادف إلى تغيير الواقع السيئ الذي تعيشه الجماهير .
ولما كانت المادية الجدلية فلسفة الماركسية هي نظرة شمولية تطورية للطبيعة والمجتمع والتفكير الإنساني ، وتؤمن بالترابط التسلسلي السببي بين الظواهر ، لهذا فهي ذات منهجية يمكن الاعتماد عليها في التحليل والمحاورة والاستنتاج والتنبؤ العلمي .
لهذا فهي فلسفة باقية يجد فيها الفرد أو الجماعة المبررات النظرية والفكرية لكل طموح نحو تغيير المجتمع إلى الأفضل .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيديولوجيات باقية -- 1 - الأيديولوجيا البرجوازية
- المسلم بين التوحش والأنسنة !!
- ماذا تعني الانتخابات ؟
- لانتخابات على الأبواب !!! احذروا : الشعب صاحي وجوعان !!!
- من يصنع التاريخ ؟
- حماس ولعبة التحالفات
- القيَّمْ بين الدين والعولمة
- أوراق فسبوكية
- ما هي الحقيقة ؟
- لماذا لا ثورة ضد حماس ؟
- هل أصبحت حماس برجماتية ؟
- أهم صفات الانسان
- فكرة السلف الواحد للبشرية
- علمية الماركسية تنبع من منهجيتها
- الوحي في الأديان الكتابية
- ما هي الفلسفة ؟
- الوعي نتاج اجتماعي
- الخروف رقم - 6 - - قصة قصيرة
- الأُصول المعتقدية لداعش !!!
- من الاخوان الى القاعدة الى داعش


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رمضان عيسى - ثانيا : الأيديولوجيا الماركسية