|
الحركات الانفصالية : الريف ، كتالونيا ، كردستان
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5660 - 2017 / 10 / 5 - 21:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عند اندلاع حراك كتالونيا المطالب بالانفصال عن الدولة الاسبانية ، وحراك الأكراد المطالب بالانفصال عن الدولة العراقية ، شرعت العديد من الأقلام تضرب أخماسا في أسداس ، في موضوع معالجة حراك الريف ، بمعزل عمّا يجري في مناطق من العالم ، وبعضها حاولت رسم صورة تقريبية بين حراك الريف ، وحراك كتالونيا ، وحراك كردستان . لكن من خلال تحليل ظروف إشعال حراك الريف ، وكتالونيا ، وكردستان ، نستطيع ان نستخلص ، ان السبب في كل هذه الحراكات ، هو اثني صرف ، مع وجود بعض الاختلاف في التضرع بأسباب ، كالاقتصادي ، والاجتماعي بالنسبة للريف ، وكتالونيا ، وكردستان . ومن خلال الرجوع إلى القواسم المشتركة ، سنجد ان أهم ما يشترك فيه الريف مع كاتالونيا وكردستان : 1 ) إجماع كل الحراكات في هبّاتها ، برفع رايات غير الراية الوطنية الرسمية . فالكتالونيين كانوا يرفعون الراية الكاتالونية ، ولم يرفعوا الراية الاسبانية ، وفي كردستان كانوا ولا يزالوا يرفعون الراية الكردية ، وليس راية الجمهورية العراقية ، وفي الريف وبعد المطالب الاقتصادية والاجتماعية ، ودخول حركة 18 سبتمبر على الخط ، تم رفع الراية الريفية ، ولم يرفعوا الراية المغربية الوطنية ، بل وبخلاف ما حصل بكتالونيا وبكردستان ، تم إحراق الراية المغربية ، وتم الدّوْسُ بالأحذية عليها نكاية في الوحدة ، ونكاية في العنصر العربي الذي وصفوه بالاستعمار . 2 ) إضافة الى رفع راية جمهورية الريف ، فان الحراكيين رفعوا راية تمزغا ، كإعلان عن التمييز بين العنصر البربري والعنصر العروبي ، وهكذا يكون حراك الريف قد عزل نفسه ، ورسم تخندقه المباشر ، باختلاف الهوية والتاريخ ، منذ القرن الحادي عشر الميلادي ، تاريخ هجرة العروبيين الى شمال إفريقيا . 3 ) إقليم كتالونيا يقع ضمن الاتحاد الاسباني ، وإقليم كردستان يقع ضمن دولة العراق التي تعترف بحكومة أرْبيل ، لكن إقليم الريف يقع ضمن الدولة الواحدية ، لا الدولة الاتحادية او العراقية . لذا ، إذا كان يمكن تفهُّم مطالب الأكراد والكتالونيين بالاستقلال ، فان الأمر يضحى محرجا بالنسبة للريف . لان الريف كان ولا يزال ضمن الدولة الواحدية ، ولم يكن قد ضمن دولة اتحادية ، او كان إقليما منفصلا ومستقلا ، وتم احتلاله من بعد من قبل ما ساموه بالاستعمار العروبي . ان جمهورية الريف التي أنشأها عبدالكريم الخطابي ، لم تكن كذلك قبل الاستعمار الاسباني للمنطقة ، ومن فان حدود الجمهورية كانت تشمل الريف وليس كل المغرب . وهنا فان رفع راية الجمهورية الريفية ، ليس له من معنى غير العودة الى حدود جمهورية الريف ، اي الانفصال عن المغرب وتأسيس جمهورية ريفية بشماله . 4 ) ومثل كاتالونيا وكردستان اللذان خاضا حروب انفصال عن الدولة الاتحادية الاسبانية ، والجمهورية العراقية ، فان حرب الريف في عشرينات القرن الماضي ، كانت ضد اسبانيا وفرنسا التي كانت تلك الجمهورية تهديدا لهما كخيار إيديولوجي ، ولقيت تلك الحرب مساندة من قبل النظام المغربي لِما كانت تلك الجمهورية تشكله من خطر على وحدة المغرب ، ولِما كانت تشكله من خطر على النظام المركزي . لذا لا غرابة ان يصف الحراك الريفي العرب بالاستعمار ، ويصف الكتالونيون الأسبان بالفرنكونيين . أمّا الأكراد فقد خاضوا حروبا مع نظام صدام حسين بدعم ان أمريكا وشاه إيران للمطالبة بالحكم الذاتي ، لكن لم يسبق ان وصفوا العراق بالمحتل ، وركزوا في مطالبهم على فك الارتباط بين أرْبيل وبين بغداد ، بسبب هيمنة العاصمة السنية على المحيطات من شيعة وأكراد . 5 ) وبخلاف الكتالونيين الذين ركزوا على الاقتصاد والقومية للدعوة الى الانفصال ، وبخلاف الأكراد الذين طفحوا كيلا بإفراغ الحكم الذاتي الذي تمتعوا به منذ 1991 من مضامينه ، فان حراك الريف أشاد بالاستعمار الاسباني الذي ضربهم بالغازات ، عندما اعتبروه أرحما لهم ممّا سموه بالاستعمار العربي . وبينما تغيب كل مظاهر العنف في خطابات الكتالونيين والأكراد إزاء مدريد وبغداد ، فان رفع راية الجمهورية الريفية وراية تمزغا ، وإحراق الراية الوطنية ، والدّوْس عليها بالأحذية ، وإحراقها ، وترديد عبارات عنصرية من قبيل ( عرْبوش ) ( عْريبّوش ) ( الاستعمار العربي ) ، هي دعوة الى تحرير بلاد تمزغا من العروبيين ، وبخلاف الأكراد والكتالونيين ، الذين رددوا شعارات السلمية ، فان دعوة حركة 18 سبتمبر ومتطرفي الحراك ، تبقى دعوة الى التخريب والدمار . إقليم كتالونيا لن ينفصل ، وإقليم كردستان قد يتحول الى كنفدرالية ، لكن الريف سيبقى مغربيا مثل ان الصحراء ستبقى مغربية .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كردستان العراق ، كتالونية ، الصحراء : من الحكم الذاتي الى ال
...
-
لا تلُم ْالكافر عن كفره ، فالفقر والجوع أب الكفار
-
رسالة الى الاستاذ عبدالرحيم المرنيسي -- مملكة السويد الديمقر
...
-
هل يمكن تغيير النظام في المغرب .... وان كان الامر ممكنا .. ك
...
-
هل فشل حراك الريف ؟
-
شهر نوفمبر سيكون عصيبا على المغرب ، ومصداقية ما يسمى بأصداقه
...
-
بخصوص ما جرى بعاصمة الموزنبيق موبوتو
-
من يعارض مغربية الصحراء ؟
-
جبهة البوليساريو ترحب وتطبل لتعيين رئيس ألمانيا السابق ممثلا
...
-
رحلت فابتعدت ..... أنت .. أنت ..... وحدك . من أغبالة آيت شخم
...
-
تباً لهذا الزمن المُتعفن . تباً لهذا الزمن الموبوء
-
هل تستطيع العصابة المجرمة التي أجرمت في حقي ، منعي من مغادرة
...
-
عنوان الخطاب الملكي - الملك ينتصر لصديقه فؤاد الهمة -
-
الملك يعفي مجموعة من الوزراء
-
بخصوص الدعوة الى مسيرة 30 يوليو
-
إستمراء كل الشقاوات والعذابات في انتظار اليوم الموعود
-
واخيرا تأكد ما توقعناه باعتقال وسجن المدون حسام تيمور -- بين
...
-
بين تصريحات سعيد شعو للقضاء الهولندي وجريمة سحل وتشويه الزفز
...
-
إسْحلْ اتشويه ابناء الشعب -- في المغرب الجميل
-
ملك المغرب محمد السادس جد قلق وجد منزعج
المزيد.....
-
الحوثيون يعلنون شن 3 هجمات استهدفت سفينتين ومدمرة أمريكية في
...
-
هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم
...
-
مبابي قبل الانتخابات: أنا ضد التطرف والأفكار المسببة للانقسا
...
-
هدنة تكتيكية لأهداف إنسانية بغزة: نتنياهو ينتقد قرار الجيش
-
عشرات الآلاف يؤدون صلاة العيد في موسكو
-
موسكو تطالب الهيئات الدولية بإدانة مقتل مصور صحفي روسي جراء
...
-
خسائر إسرائيل بغزة تتصاعد.. كيف ستخرج من كمائن حماس
-
خارجية سويسرا: العدد النهائي للموقعين على بيان مؤتمر أوكراني
...
-
بايدن فعلها مجددا وسقط في زلة جديدة وأوباما ينقذه في اللحظة
...
-
الجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات مقتل العسكريين الثمانية في رفح
...
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|