لا تلُم ْالكافر عن كفره ، فالفقر والجوع أب الكفار

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 5658 - 2017 / 10 / 3 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء.
وأنا أستحيي ولا أتصبب عرقا حين ألمح عين الوزير بن هذاكْ
تأكل ساق جارية ، ويرفع عقيرته بالغناء
حين يقطع عنق خمّاسٍ
وأنا لا أتشدّق باللغة والمصطلحات
حين يسقط خطاب عثمان قذيفة على رأس من يتضور جوعا
ويجوب مكة غريبا لعله يتصيد أصبع طفل مقتول في رزمة القمامة
فيقضمه بالقسطاس .
وحين المح جلطات جرائد بن النُّعْمان تتفتق
حيّات تسعى بين أحذية الفقراء ، وتلسعني بالمصطلحات
عُجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء
وأنا حين بلغت سن الرشد قال أبي : ألق محفظتك في البحر
تشق البحر نصفين
فألقيتها
فشقت مكة نصفين
فخرج الناس على طبقتين
طبقة تلْحس نعْل عثمان فيشرق
وطبقة حين دخلت المسجد
دخلته من اليسار
وأنا لا استحيي ولا أتصبب عرقا
وأنا حين قالوا لي اقرأ
قرأت في صلعت عمر بن اللّفّاقْ .
عجبت لمن دوّخه الجوع فلا يخرج على الناس
شاهرا سيفا
عجبت للكفر يحكم في الفقراء
وأنا عجبت حين ولدتني أمي
علقت بجبهتي صرة بارود
وأوقفتني على عود مُكحْلة
ورسمت لي خطاً بالقطران القاطع
وقالت لي اقفز
فقفزت على صهوة حصان
أنا عجبت حين رأيت عثمان يناصر خيبر
ويزودها بخمسمائة نهد جارية
وعقيق أصفهان
فقفزت على صهوة حصان
وأنا لا استحيي
ولا أتصبب عرقا
حين أرى قريش تدفع الجزية مرغمة
وتبيت طاوية البطن من الجوع
وأنا لا استحيي
وأنا فقط أقول لعثمان
من سرق مال الفقراء
من سرق الغلة والخيرات
أنا فقط أقول لعثمان
فدّاني جعلوه مرحاضا في الخضراء
أنا أقول فقط لعثمان
لماذا لا يدخل السجن مكة إلاّ الفقراء ؟
وأنا حين أقول
الحق للفقراء
الماء للفقراء
الضوء للفقراء
الأرض للفقراء
الغلة والخيرات للفقراء
الذهب للفقراء
السيف للفقراء
تحدثني خيْل الجند
والبوليس والجدرمة
والجيش والحرس
والرديف
وجماعة ابن آوى
وتأخذني شرطة مكة وتشد وثاقي
وتعصب عيني
وأوصم بالكفر
وأنا عجبت للكفر يحكم في الفقراء
........................................
فيقول لي الخليفة النُّعمان
من يقول القرآن مخلوق
من يقول الخليفة مخلوق
وأنا أقول ، وتحت السوط
اردد وأقول :
الجوع مخلوق
الفقر مخلوق
السجن مخلوق
الظلم مخلوق
الحگرة مخلوق
القتل مخلوق
ويساومني بالسياط
وأوصم بالكفر
وأنا عجبت للكفر يحكم في الفقراء
.....................................
وأنا فقط كفرت بالجوع والظلم والجزية
ورحلة الشتاء والصيف .
وآنا حين أقول
واردد وأقول :
الحق للفقراء
العدل للفقراء
المساواة للفقراء
الماء للفقراء
الضوء للفقراء
الأرض للفقراء
السيف للفقراء
ارى عثمان مدججاً بالحرير والدّمسق
وأوصم بالكفر
أرى عثمان يلعق بسمة الجواري
وأوصم بالكفر
أرى عثمان يقتل في المساجد
وأوصم بالكفر
وأنا أتعجب للكفر كيف يحكم في الفقراء
........................................
ولعثمان ومن حوله جنان من تحتها الأنهار
وقصر الخضراء ودمشق والعذراء وشعر مائة
وخمسمائة ألف جارية وقراط جنوب الشام
ويجلدني ويقول لي :
من يقول القرآن مخلوق
من يقول الخليفة مخلوق
وأنا عجبت لمن دوّخه الجوع فلا يخرج على الناس
شاهرا سيفه
فانا لا استحيي او اخفي وجهي بالعمامة
فأنا فقط عجبت للدراويش تخرج على الخليفة في حلة الصعاليك
فتأخذه من جنته فتحيله على النار
وتقتل الكفر
والجوع كفر
والسجن كفر
والظلم كفر
والسرقة كفر
والقتل كفر
وعثمان أبو اللحية الصفراء أبو الكفار
.....................................................
وأنا فقط
أوصم بالكفر
حين أرى
مال الفقراء
يصرف في شراء جلد السياط
وبناء بركة المتوكل
وإطعام الحراس والجلاد والسجان
عجبت للكفر كيف يحكم في الناس
ويدفن بنات العرب أحياء
عجبت للكفر كيف يحكم في الناس
والناس الناس لا تخرج على الناس
شاهرة سيفا
.............................................
عجبت للكفر
كيف يتربع
حوله أشداء غلاظ يذيقون الزقوم
والناس الناس لا تخرج على الناس
والكفر يوهم الناس
عجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء
...........................................
بلغني آنّ سليمان بن صهيون
ذبح أربعمائة ألف ناقة ، عفوا رؤوسا عربية
عفوا سليمان العبقري
كيف يتذوق مال العرب الفقراء
والفقراء الفقراء لا تخرج على الكفار
شاهرة سيفا
عجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء
عجبت للكفر
كيف يحمل السُّبحة والسجاد
ويحفر جبهته بالضخم
ويصلي خمس ركعات في البيت الأبيض
وحوله الجواري والخمرة ورؤوس الفقراء
والفقراء الفقراء
لا تخرج على الكفر
شاهرة السيف
عجبت للكفر
كيف
يحكم
بين
الناس
والناس الناس
لا تخرج
شاهرة السيف

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل