أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عائشة جرو - مخجل هذا الصمت














المزيد.....

مخجل هذا الصمت


عائشة جرو

الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 10:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    




مغموسا في العار حتى أذنيك، تعصرك لكي تغسلك ولا تنزل منك قطرة دم، لا تطرق أوتطأطئ...حين أسألك عما يعنيه لك هذا الإحساس بالذات، هذه فضائحي المخزية مجللة بالخذلان،القضية غير متعلقة بتاتا باغتصاب طفلة أو امرأة، سطحي هكذا تفكير سام وقاتل،اغتصاب عقلك،اغتصابك الوجودي، اغتصاب وجودك كإنسان... لا الاستحواذ على منصب، ولا على الثروة، ولا على الوطن بكامله، كل ذلك قابل للتدارك ورد الاعتبار، لكن، ألم يكن في مكونات الطين حجر تصنع منه الروح؟ أي شيء يمكنه منحي أي انتماء؟ لا تَصِمْني بفضيحة الإنسان، قاتلا أو مقتولا، برئني منها،اغسلني من دنسي،خذ إن تبقى منى شريان مقابلا...
عندما يرفع جلادي سوطه في وجهي، أشخص بعيني، ليس كبرياء،بل خجلا من أجله، لعلي أرفعه قليلا، وأنا أتصبب عارا منا نحن الاثنين...
تبا لهذه القذارة والمستنقع المستفحل فينا!
أي قصيدة/ لوحة/ موسيقى بوسعها تطهير هذه الحقارة، مرثية تثير الشفقة والتعاسة؟؟؟ مع أنك تعي جيدا ألا جدوى ولا ثمار للضغائن والأحقاد لمن هم مثلك، إلا أنك تحاول أن تنقذك من تلوثه التام، و هو يحاول أن يغوص بك في وحل تلوثه، وإن بينت له أنك لست نقيا، لست ملاكا، لست على ما يرام... لكنك تغسل قلبك،كل مرة ترتطم فيها بالاستيقاظ على حافة السجن صغيرا كان أو كبيرا، وإن اللآلئ تصدأ كلما طفت على سطح آسن موبوء، ولامستها العيون الملطخة، وأنت الذي-تي في مرمى عينيه أبدا... لم يعد يكفيه تلوث مخالبه ولا أنيابه أو يديه...
أتعتقد أن الكارثة كلها في السجان وجلاده؟
الحقيقة غير ذلك، كأي حقيقة نسبية بالمطلق...
بصريح العبارة، جبهتي موصومة بالعار من هذه القدرة المرعبة، والقابلية المخجلة على بيعك وشرائك لما ومن هو أحقر: الذل،الحربائية، الخرافة، الدجل...
يخجلني تواطؤك، تطبيعك مع جلادك...
جموع وجموع، حشود تتوالد كالصراصير، ضخمة هائلة هي من السماسرة في كل شيء، لا شهود عيان على الزور يصرخون بالحق، مهرجون كثر، أبطال لا بطولة لهم-ن سوى الافتراء والتصفيق على الزور، على شيوخ يتحلق حولهم جوعى وعراة وحفاة...
وعظ غير متكافئ، جواكير، جثث في كل مكان لا تحدث سوى جلبة الموت، وأنت صامت، بل صامت أمامك أصحاب سوابق ومريدين، وأنت تصفق...
ما يخجلني هو كل هذه البشاعة التي كلما استفحلت، ابتكرت مزيدا من عمليات التجميل، وحشوت بها فراغك المخيف، واخترعت لمداراة الخجل من غاباتك الملوثة "سيليكون"و"بوطوكس"يغمرك بالخواء المنفوخ...وأنت صامت،صامت بل صامت... كم يربكني ويخجلني هذا العار: صمتك!




#عائشة_جرو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوب السفن او Nyimbo
- هل تكمل - انتفاضة الريف مابدأته ثورات الربيع الديموقراطي ؟
- نعم نحن - انفصالييون-
- لن نرفع الراية البيضاء
- بين نافذتين
- يوميات حافلة : عنوان اليوم / الدعاء المستجاب
- قبلات مغتالة
- احتمالات الارجل المبتورة
- على قيد الكتابة
- مأساة أمينة بين مطرقة التقاليد الذكورية وسندان القوانين الرج ...
- الوعد الأخير الى روح الشهيدة سعيدة المنبهي
- محل للاعراب
- طعم الصباح
- المرأة في الربيع الديمقراطي
- فدويى العروي شهيدة العنف الطبقي
- صباحات معتادة
- عابر كلام
- البرتقالي
- رقصة الجسد المذبوح
- المرحوم


المزيد.....




- حبّ على المنحدرات.. ثنائي مُغامر في لبنان يتزلّجان بثياب الز ...
- الهند وباكستان.. معنى اسقاط طائرات صينية الصنع لمقاتلات غربي ...
- بعد تصريحات أحمد الشرع عن إسرائيل.. هل يلتقي ترامب بزيارته ا ...
- بوتين في الذكرى الـ80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى: روسيا ...
- شاهد.. وحدات من الشرطة العسكرية المصرية في الساحة الحمراء بم ...
- أين يقف ليو الرابع عشر من سياسات ترامب؟
- بعد قرار الهدنة.. اتهامات من أوكرانيا لروسيا بقصف 220 قرية
- موسكو.. انطلاق العرض العسكري في الذكرى الـ80 للنصر على الناز ...
- بوتين في الذكرى الـ80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى: روسيا ...
- البابا الراحل فرنسيس تبرع بأمواله لدعم نزلاء سجن في روما


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عائشة جرو - مخجل هذا الصمت