أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة جرو - ندوب السفن او Nyimbo














المزيد.....

ندوب السفن او Nyimbo


عائشة جرو

الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 03:40
المحور: الادب والفن
    


ندوب السفن ...او Nyimbo

لا شيء يكسر صقيع الهواء
خارج موقف الحافلة رقم2 المهترىء
سوى نحيب رفيقتي الإفريقية Nyimbo » «نيمبو "
رغم الجلبة الدائبة من أجل لاشيء
على الساعة السادسة صباحا بموقف مسنانة بطنجة
جراحها طازجة كخبز ساخن في يد طالبة في عمق الباص
Nyimbo » «نيمبو " ودعت حبها في عرض البحر كما ودعتها بلادها
ركبت الموج انطلقت تقص روحها العباب، كما قص الفقر و الدبابات حقول الخيزران في قريتها ،
هجرها الحب و أفراد العائلة ، واستقبلتها الجراح بحفاوة ، كأن كل ذلك يختبىء بين لحمها و العظم،
فيزيد وزنها، ولا تخسر سوى الدمع والدم، الذي سال أسودا وعلمت خطاه الطريق ،
الى الكوخ القديم عبر حقول أشجار البامبو الحانية المنكسرة ألان فيها ولا قرنفل تحفر مساميره أصابعها ليسري في روحها الحب، ندوب السفن تسربه إلى فم الموت الهائل ...
كأنها حامل في السادس ...متى و الحب لم يتحقق ؟
والحبيب قفز وتبدد كبلادها في بحر البرابرة الجدد
ذاب كما أغنيات المهاجرين في سوق كاسا بارطا
" ندوب جديدة ستغوص عميقا، السفن المثقوبة بالغرقى تمر، ومع ذلك الساعة تدور ، ستطفو كما جثة حبيبي وبلادي على شاطئ ما"
قالت والحافلة تبتعد عن موقف الحافلة رقم 2 المهترىء وهي تصدح بأغان سوداء
ألوح لها بلا يد وأردد، الندوب كل الندوب قد تلتئم مع الوقت ولا تنسى
سيعلوها الصدأ كموقف الحافلات العمومية
ستشحب كجدران مدارس خربة
وتصفر كفستان عروس ضاع عريسها في حرب
ندوب الحب وحدها لا تنسى
كما أفعى لا تنسى ضحيتها
و كأغنيات بوب مارلي على محطة باردة لا تسند ظهرا من ملح
ندوب الحب ستقتحمك في منتصف أهزوجة إفريقية وأنت تلقن "الدارجة المغربية"
لامرأة معنفة من جنوب الصحراء !
ستشم جبينك تذكرك بوشم ريفي آخر
ندوب الحب لا تنطفئ وأنت تضرم النار في غابات الذكريات
لا تسيل ساخنة كما الدموع والدماء الحارة
لا تنقطع كماء أحياء المهاجرين المرمية على هامش هوامش المدينة المنسية
و مع أننا لم نقابل الحب قط في أي محطة باردة، لم يصافحنا يدا بيد، لم يسر في أعيننا ودمنا كما في الأغنيات الزنجية،
ولا حتى لوح لنا بمناديله مبللة من كوى سفن عميقة
ولم يأت إلينا بسلال شكولاطة التى تذكرنا بمخاط أطفال أفارقة
عمال في حقول الكاكاو ولم تذب في أفواههم الخشنة قطعة منها
لم نسمعه يشهق ،حين مسحنا غبار الصمت الكثيف، و لملمنا زجاج الكلمات المهشم ، وجدناه في تابوته القارب
مجمدا لاجئا مهاجرا الى بلاد أكثر موتا
يترك لنا ندوبه نجمعها في عكاز العميان ونمضي بها إلى نشيج أسرتنا نشيخ ولا تشيخ معنا، تظل خضراء طرية كجراح Nyimbo
في ذلك الصباح الطازج في موقف الباص المهترئء
حيث كتب الطالب رسالة للطالبة في آخر الحافلة:
" هو الحب كذبتنا الصادقة " ولم تظهر الندوب على السيلفي
سيهاجر أحدهما يوما من آجل الأخر دون أن تحملهما معا السفينة
سيرتطم قلب أحدهما بصخرة بلد آخر ما ، وسيطلق عليه رقم ما، وسيصدح بأشعار درويش في حافلة برقم اخر
وتدور عقارب الساعة رغم أن الباص يمر ويقف وسط كائنات لا مرئية ،كأنها وجوه الحب الواجمة، في محطات الصقيع المتآكلة ورغم أن السفن تثقبها ندوب الحب.



#عائشة_جرو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكمل - انتفاضة الريف مابدأته ثورات الربيع الديموقراطي ؟
- نعم نحن - انفصالييون-
- لن نرفع الراية البيضاء
- بين نافذتين
- يوميات حافلة : عنوان اليوم / الدعاء المستجاب
- قبلات مغتالة
- احتمالات الارجل المبتورة
- على قيد الكتابة
- مأساة أمينة بين مطرقة التقاليد الذكورية وسندان القوانين الرج ...
- الوعد الأخير الى روح الشهيدة سعيدة المنبهي
- محل للاعراب
- طعم الصباح
- المرأة في الربيع الديمقراطي
- فدويى العروي شهيدة العنف الطبقي
- صباحات معتادة
- عابر كلام
- البرتقالي
- رقصة الجسد المذبوح
- المرحوم
- نوارة


المزيد.....




- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة جرو - ندوب السفن او Nyimbo