صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 19:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رأي في الإستفتاء
ما طرحه الرفيق عضو ( م.س للحزب الشيوعي العراقي ) هو موقف مسؤول وينم عن ادراك واعي لما يحيط بقضية الاستفتاء ، والمعارضات الشديدة داخليا واقليميا ودوليا لإجرائه .
الذهاب الى الاستفتاء معناه خسارة كبيرة لكل الأصوات الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الكردي !..
وهي خسارة لترسيخ التوجه ، لبناء أُسس دولة ديمقراطية عادلة ، بدل تكريس نهج الطائفية والتعصب الديني وأدلجته ، والبقاء في مستنقع المحاصصة والفساد.
وقوف التحالف الكردستاني مع جماهير شعبنا بمكوناته المختلفة ، والعمل المشترك ، لقيام الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية ، التي تعتبر المخلص لكل النوائب التي يعيشها شعبنا بمكوناته المختلفة ، يمثل انطلاقة في الاتجاه الصحيح للبدء في بناء دولة المواطنة .
والاصرار على الاستفتاء سوف لن يحقق للشعب الكردي أي مكسب !.. بل سيخسر الكثير !!.. ويعود الى نقطة الصفر ، فيما اذا بقي يسير عكس التيار .
لا خيارغير ذهاب القوى الكردية للعمل المشترك مع القوى الديمقراطية والوطنية ، والنضال لبناء الدولة الديمقراطية العلمانية ، وهذا نصر كبير ستحققه قوى شعبنا الساعية للغد السعيد .
وبعكسه ستقع القوى الكردستانية في خطأ تأريخي ، ويخسروا فرصة تأريخية !... لن تتكرر لهم بشكل خاص ولعموم شعبنا العرقي بشكل عام في سعيه لبناء دولة المواطنة .
قيام دولة في الاقليم أول ما تحتاج إليه وقبل أي شئ أخر؟.. هو قيام نظام ديمقراطي علماني اتحادي في العراق ، ومن دون قيام هذه الدولة فسيخسر الجميع هذه الفرصة ، وستنتصر القوى المعادية للديمقراطية والتقدم والسلام ، كونها ضرورة موضوعية ملحة ووحيدة !.. وهذا بدوره يمهد الطريق أمام الشعب الكردي لينال حقوقه كاملة ومن دون صراع او تناحر واقتتال ، فالديمقراطية ودولة المواطنة هي الطريق الوحيد لتنال مكونات شعبنا حقوقها كاملة ، ويعيش الجميع بأمن وسلام ورخاء ، متعايشين ومتعاونين ومتحابين .
ومن خلال ذلك سنفوت الفرصة أمام القوى المتطرفة ، المعادية لحركة الحياة ، والمعادية للديمقراطية من تحقيق مشاريعها التدميرية للعراق وشعبه ولشعوب المنطقة ، فهناك قوى داخلية وخارجية تسعى لتأجيج هذا الصراع ودفعه لهوة الاقتتال والتناحر على أساس عرقي وطائفي ومناطقي ، لتحقيق أهدافها الشريرة .
وللوقوف بوجه هذه المشاريع ، هو توحيد صفوف القوى الديمقراطية والوطنية والتحررية ، وتحديد الأهداف للوصول لهذا الهدف النبيل .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
23/9/2017 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟