فالح العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 18:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كلها منك !!!
فالح العتابي
كل شئ ألا كركوك , مرة قالها صدام حسين في تجمع للصحفيين والاعلاميين العراقيين في أحدى قاعات مجلس النواب اليوم .. وكان يبدو عصبي المزاج , يتطاير الشر من عينيه .. ثم قال ( لا يستطيع أي حاكم عراقي أن يمنح كركوك الى الاكراد , وسندافع عن جميع مكوناتها ) .. ما أشبه اليوم بالبارحة .. ستة وعشرين عاما مضت , وكأن التأريخ يعيد صفحاته الواحدة تلو الاخرى .. كركوك بالنسبة للعراق كأنها فيروز الصباح , وبالنسبة للاكراد , حلم الدولة .. ولا يستطيع المسؤول العراقي أن يهبها للاكراد , ولا الاكراد يقبلون بخسارتها .. إذن , لتكون كركوك مدينة عراقية يسكنها الجميع ..
صدام حسين , أرتكب معصية وأثما كبيرا , حينما أسكن العرب وهجر الكرد من كركوك .. في حين أنتهج نوري المالكي أقبح المعاصي وأقذرها , حينما غلس وتجاهل تطبيق المادة 140 , ووضع الحلول الناجعة لقضية المناطق الكبيرة المتنازع عليها , التي كانت السلم الذي تسلق عليه في الولاية الثانية , حتى أنه تنازل عن كركوك للاكراد , وإستفتاء اليوم , كان على المالكي تطبيقه بعد عام 2007 ..
المشكلة , أن الادارة الكردية في شمال العراق , قد سنحت لها الفرصة المثالية , لان تؤسس دولتها الكردية , بعد سقوط النظام السابق , وكانت كل الاجواء سانحة أمام الاكراد , على إعتبار أنهم كانوا غير خاضعين للدولة العراقية , ولهم دستور ومؤسسات رصينة , ألا أن طمع وجشع جلال ومسعود بالمناصب والمغانم , وإستغلال ثروات العراق لصالحهم , هي من حالت دون تحقيق حلم الدولة الكردية المستقلة .. والغريب , أن صدام حسين كان ينفذ كل رغبات مسعود البرزاني للاطاحة بجلال الطلباني , وكان اليد الضاربة حينما أجتاح الطلباني أربيل , وخسر مسعود ثلاثة من أخوانه وأكثر من ثمانية ألاف رجل من عشيرته في حرب ضروس مع جلال , ألا أن كاكا مسعود أنقلب وغدر بصدام حسين حينما غزت جيوش الاحتلال الامريكي العراق ..
ومن أجل ذلك , أن الخنجر الذي أدخل في خاصرة صدام , هو نفس الخنجر الذي غدر به المالكي , كاكا مسعود .. لان في السياسة مصالح وأموال , ولا مكان للضمير أو الصداقة .. فلذلك أساء نوري المالكي تقدير معالجة المادة 140 والمختلف عليها , معتقدا أن التأريخ سينسي الاكراد بعض حقوقهم .. وهاي كلها منك حجي أبو إسراء !!!!!!!!!
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟