فالح العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 20:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
خطيه .. نوري المالكي !!!
فالح العتابي
هذا ما توقعته بالضبط , وهذا ما كنت أخشاه , أن يحصل للزعيم نوري المالكي .. إنتقال سريع في حياته , من رجل متعفف , يذكر الله قياما وقعودا , يسترزق من بيع المحابس والسبح , عند مدخل أسواق الشام , وهو يرتدي يوميا , نفس القميص السمائي والبنطلون الازرق والشحاطة الممسوحة , وكثرة شعر أذنه , ورائحة أبطيه العفنة , في غرفة يتقاسمها مع رجل , تجاهله الزعيم عندما تسلط عرش العراق , الى رجل , تعود على الحمام البخاري , والمساج اليومي بأيدي حنونة ودافئة , وبخات من أرقى أنواع العطور الفرنسية , وهو يرتدي اليوم البدلات الحريرية , بألوان تتطابق مع لون بشرته , والاربطة التي لم يلبسها يوما في حياته , والاحذية الايطالية التي لا تترك في قدمه رائحة نتنة , وهو يقول ( وداعا للشحاطة ) , وحاشية من الخدم والحشم ينتظرون إشارة من إصبعه , لان يقدموا للزعيم , ما لذ وطاب من الاكلات العراقية والسورية التي تعلم عليها كثيرا , وأفواج من عناصر مسلحة , بعضها إيرانية , لحماية الزعيم ( أبو دشداشه ) ..
كل هذه التحولات السريعة , أربكت مخ الزعيم نوري المالكي , وحولته من نكرة الى رجل يحسب له ألف حساب , في عراق , صار الفساد في عهده , رمزا من رموز المرحلة السخيفة , التي جاءت بهكذا دعاة شرسين , يدعون أن ما يحصلون عليه من أموال السحت الحرام , هي حق من حقوقهم التي إغتصبها منهم صدام حسين ..
الزعيم اليوم , ينفرد بتغريدات على تويتر , يدعي فيها , أنه لم تسنح له الفرصة , لان يحكم العراق , كما يريد في حكم الاغلبية , وأنه غير معني بسقوط الموصل , وإنهيار المؤسسة العسكرية , وسيطرة الارهاب على أكثر من نصف العراق , وإزهاق ألمئات من الارواح البريئة في سبايكر , ويتجاهل صفقات الفساد والعمولات التي دمرت العراق والعراقيين ..
ومن أجل ذلك , يريد الزعيم , المدعوم من ولاية الفقيه , دخول الانتخابات القادمة , ( مجالس المحافظات والتشريعية ) ويتحفز بكل قواه , التي ما زال مسيطرا عليها , لان يسترجع حق , سلب منه بالباطل , وأن يحكم العراق بالاغلبية من جديد ..
جنون العظمة , التي ركبت الزعيم نوري المالكي , وفي كل تغريداته وحوارته مع الفضائيات العراقية والايرانية , تؤكد بما لا يقبل الشك , أن الفترة المقبلة أخطر مما نحن فيها , وأن المواجهات الدموية التي ستحصل عاجلا أم أجلا , ما بين أنصار الزعيم المالكي وأنصار مقتدى الصدر , ستحول البلد الى ضيعات متناحرة , يستفيد من هذا الوضع المأساوي , أشقائنا وأصدقائنا في دول الجوار العراقي .. مو خطيه .. نوري المالكي … وما خفي كان أعظم ….....
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟