أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع














المزيد.....

شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نضع دمنا على طاولة النقاش ، وسائل الاعلام المحلية العربية والعبرية تهدينا أخبار القتل في الوسط العربي ، نرى صور القتلى الذين يحملون الملامح الهادئة وتفاصيل الضحكات الهاربة ، ثم نقوم و نغلق باب الوجع ونعود ونحتفي بالحياة ، بينما تسكن الوجوه التي تم اغتيالها في قبور لا تملك الا رخام الصمت المبلول بدموع الأحباء .
من باب السخرية السوداء أتساءل لماذا لا تقوم الشرطة الإسرائيلية بطباعة أخبار جرائم القتل في الوسط العربي ، فقط تترك مكان وتاريخ الجريمة فارغاً وعلى الشرطة تعبئة الفراغ الاسم والمكان ، لأن المجتمع العربي الذي يعاني من التمييز والعنصرية في كل شيء في الدولة، لا يعاني من تمييز الرصاص ومسافات الاغتيال ، لا يعاني من تمييز الأرقام والصور التي توثق رحيل الضحية ، حتى لو تغير نوع السلاح وتعددت وسائل القنص وطرق الاصطياد ، فالدم المسفوح على الأرض واحد والقرية والمدينة العربية واحدة .
أصبحنا نعد الوجوه الراحلة قتلاً مع سبق الإصرار ، ثم ندير ظهورنا ونمارس طقوس حياتنا اليومية ، مجتمعنا العربي يحيا ويتنفس في دائرة الدم ، ومن يحاول تغطية جثث القتلى بورق اللامبالاة هناك مليون إشارة تنبه ومليون ضوء أحمر يشير الى حالة العنف التي تصل جذورها الى تربة حياتنا ، وتهدد كياننا كأقلية عليها المحافظة والحرص على ثبات وجودها ، واجتثاث صور القسوة وفظاعة الخوف الذي يوقظ فينا مشاعر الاغتراب بدلاً من التشبث بالحياة فوق تراب الوطن.
مؤخراً قتلت امرأة من قرية مجد الكروم " هبه مناع " في وضح النهار تم اقتناص حياتها ، وحين تحمل وسائل الاعلام أخبار قتل امرأة ، تهرع النساء والجمعيات النسوية وبعض الرجال الذين يتفاخرون بوقوفهم الى جانب المرأة في صب الاتهامات على المجتمع الذكوري الذي يتعامل مع المرأة كأنها شاة يجب ذبحها ، أو شجرة يجب قطعها ، فهي الحلقة الأضعف وهي المسكينة التي تقع تحت سكين الأب والأخ والعم والخال وهي ضحية الزوج الذي يريد أن يعلمها معنى الخضوع وعدم الصراخ ، وقتلها هو دفع كمبيالة الشرف الذي تمردت عليه .
مجتمعنا يفرق بين دم ودم ، بين الذكر والأنثى ، والاحصائيات التي تتدفق من حبر الشرطة تؤكد أن ضحايا القتل والعنف في الوسط العربي قد وصل منذ مطلع عام 2017 الى خمسين قتيلاً وأكثر ، نحاول تذكر بعض الأسماء التي توزع دمها على خارطة القرى والمدن العربية " أحمد رايق ياسين " من الطيبة و " محمد طه " من كفر قاسم و " مهدي سعدي" من يافا و " هلال غنايم " من سخنين و" صلاح جربان " من جسر الزرقاء و " سامي جعصوص" من اللد و" مراد خطيب " عرابة و" عماد علاء الدين " من الناصرة الى " عز الدين محاميد " من معاوية الى " لؤي جميل عماش " جسر الزرقاء و" محمود نادر جبارين " أم الفحم و " سفيان الحروب " من النقب وغيرهم
أما النساء منهن " لينا أحمد إسماعيل " من اللد و " سهام زبارقة " من اللد و" حنان البحيري " اللقية و " براءة شربجي " من راهط و " ماريا غانم " من يافا و " هنريت قرا " من الرملة و" تمام أبو شندي " من كفر قرع .
أسماء حملت رسائل سرية بينها وبين الرصاصات ورعشة الخوف ، لا وقت عند تلك الأسماء لتأمل لحظة الذعر ، قد نتخيل ونتنهد مشهد القتل ، لكن جميعنا ندير ظهورنا ونقول لا صلة لنا بهم ، وأفضل الحالات نكتب الاستنكارات أو تقف بضع وجوه على الطرقات والمفارق ،تمد السنتها للمجتمع الذي يسير بسرعة الى الراحة ويتناول أقراص ضد وجع الرأس ، ولا يريد التفتيش عن أسباب النزيف الدموي وأزيز الرصاص الذي يملأ السماء وانهيار الأمن والأمان.
مقتل امرأة يرفع وتيرة الضجيج ويوقظ فينا صورة الشرف الذي يرعى في مزارع العائلة طارداً الذئاب ، أو صورة الشرشف الأبيض الذي يرفرف على صخرة القبيلة التي تترصد من يأتي ويلوثه لكي تكون المرأة ضحيته ، لا نريد من قتل الأنثى درساً للعقوبة أو نهجاً لمواجهة القرارات الأنثوية التي لا تتحملها العائلة .
ولكن نريد نحن مهاجمة ورفض الذين يقتلون في تلك اللحظات العابرة حين يكون الجو مناسباً للقنص والاغتيال ، نريد الضغط على الشرطة لكي لا تغلق الملفات ومطاردة من يجهز وجبات الرصاص ، نريد الوقوف ورفض سفك دماء الرجال والنساء معاً ، ولا يمر قتل الرجال بمنتهى التوجع ثم يتلاشى – كلخة الكوع -.
نريد المجتمع الذي ينهض ويرفض ولا يبقى حاملاً فقط شلالات التساؤل " لماذا قتلت تلك المرأة ؟؟ " أما مقتل الرجل فهو يمر عبر الصراع بين قوى الذكورة .
شرشف الشرف الحقيقي حين يكون التصدي والحزم لمعرفة لماذا غرق مجتمعنا في الدم ودراسة الأسباب المباشرة وغير المباشرة لهذا النزيف الذي يتفجر كينبوع عقاب للترهل الذي أصاب مجتمعنا واختفاء القيم السلوكية والأخلاقية والاجتماعية .
كانوا يقولون لنا أن الانسان ورقة بيضاء والحياة تخط خطوطها السوداء على الورقة ، لكن مجتمعنا العربي أصبح هرماً من الأوراق السوداء التي كتب عليها أسماء النساء والرجال الذين التقطت صورهم في لحظات القتل .
نحن جميعاً الآن مثل أوراق اليانصيب أمام الذين يفكرون بالقتل ، ممكن رسم رصاص القتل على خلاف أمام إشارة ضوئية أو على شق طريق او انهيار علاقات كانت أخوية ، جميعنا رهائن نحيا بين الرصاصة والرصاصة .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميدالية المزيفة وانتحار مهند
- الحديقة في روما والفزع من ياسر عرفات
- أطفال الكواكب وأطفال المفارق
- نقسم بشرف الأمة أنك مظلومة ولكن
- عند البطون تضيع الذهون
- مغارة 5 حزيران
- قالت ايفانكا ترامب : نحن لا نزرع الشوك
- كل يوم هناك نكبة
- فطوم وعصر الحيص بيص
- ليلة مع الأسرى في زنازينهم
- مسمار صدىء في يوم الاستقلال
- بلفور يغتصب الفتاة اللبنانية
- الحب والمرأة الكاتبة في الزمن اليمني
- الأرض في جيب شلومو
- الفندق المعزول المحاط بالأسوار
- المرأة الفلسطينية لا تعرف الثامن من آذار
- المرأة التي تتكلم بالاشارة والمرأة التي تكتب بحبر بولها
- من مجنون فلسطين الى ترامب اللعين
- الطبخة ما زالت في الدست الاسرائيلي
- القرد في ليبيا وشقيقه هنا .. شكراً لإسرائيل


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع