أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - عنتريات














المزيد.....

عنتريات


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5633 - 2017 / 9 / 7 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أودّ أن أدّعي أنّني وجدت مكان الألم في تاريخ "أمّة العرب"، وهي أمّة لأقوام كثيرة لغاتهم متقاربة، وهيئاتهم، وتفكيرهم، وهنا أعني الجميع داخل هذا الاسم الكبير.
من يكتب التّاريخ ؟
يقولون أنّ المنتصر هو الذي يكتب التّاريخ. ربما في غير حالتنا، فنحن الأمّة التي لا يجيد فيها المنتصر الكتابة والقراءة. يعرف كيف يكون رب المال، والعباد فقط، ولا يسمح حتى بتعلم الكتابة.
نحن عناترة في البطولة، والحبّ. نقرأ عن عبلة ابنة السّيد التي حارب من أجلها عنترة ،وهنا نتحدّث عن عنترة العاشق فقط، ولو تمعّنا لرأينا أنّ أولاده الثمانية من زوجات أميرات يعني أنّه لم يكن إلا عاشقاً كاذباً، وما كان سوى مجاهداً يعشق النساء، فالجهاد قد يكون جاهليّاً من أجل سيد يبذل لك ويعطيك، أما عبلة فتلك العاشقة المولعة وهي ابنة سيد القوم لكنّها أمة عند عنترة تربي أبناءه عندما يعثر عليهم.
أما عن العدل فحدث ما شئت. سواء عن عدل الخلفاء المبشرين بالجنّة ، وأحدهم الخليفة العادل عمر بن الخطاب، وكلمة عادل هنا هي الإشكال. كأنّه كتب على أقوامنا أن يكتبوا عكس الصّفات، ومن يعود للعهدة العمرية سوف يضع كلمة ظالم بدلا من كلمة عادل.
وأما صلاح الدين. ذلك البطل الأسطوري، فما هو سوى قاتل ومدمر للأوابد الحضارية، وتشهد على ذلك أهرامات مصر.
ويمكن أن نقول: أن التاريخ في العالم قد يكتبه منتصر، ويصححه مهزوم، لكن من يكتب بين " أقوامنا" عرباً وغير عرب هم الجهلة، والأمّيون. وهؤلاء هم في النهاية عبيد المال والقوة.
الحالة السورية
انتهى زمن الفروسية والسّيف، اليوم يوجد أبطال من المعادن كالطائرة بدون طيار، وعناترة على وسائل التواصل، ولو شئت أن تسمي الفئة التي تستعمل وسائل التواصل لسميت العصر السّوري بعصر الشّتامين.
نحن نشتم عندما نكتب مقالاً سياسياً
نشتم عندما نرد على خصومنا
ننتظر الفرصة ليفتح أحد الأصدقاء فمه لنشتمه، ونلغي صداقته. وقد وصلت الشّتيمة أعلى مستوى لها بين العرب، والأكراد.
أبطال الثورة الرّقمية اليوم سوريون. ابتكروا قاموساً من الشتائم بينما الدّم يجري على الأرض.
هؤلاء الأبطال الأميون هم من يكتب التاريخ الآن، وباقي الشعب الأعزل من الثورة الرقمية، ومن القوة يقتل، ومن هو كفء لكتابة التاريخ غائب لسبب ما.
في سورية اليوم لا يوجد معارضة وموالاة. كان هناك بصيص أمل، وربما حلم أن يجري تغيير ولو بسيط عندما ثار الشباب، والحلم يبقى حلماً. انتهى بكابوس موت كل من فتح فمه بكلمة حرّية. على المستوى القريب. انتهى الحلم، وحلّ مكانه عناترة على الفيس بوك، ومجرمون على الأرض، وأحد المجرمين هو من ينتمي إلى فصيل مقاتل تحت اسم محاربة الإرهاب، أو نصرة الإسلام، أو الوطن. كل هؤلاء مجرمون. ليسوا كأشخاص، فبعضهم يرغم على حمل السلاح . بل كسلطة معينة سواء سميت إدارة ذاتية، أو جيش وطني، أو سوريا الديموقراطية، أو أسود الإسلام. كلها ديكتاتوريات تحت الدكتاتورية الأولى.
لو كنت سورياً، وبدأ يتقرب منك الأصدقاء الافتراضيون قد تكون في ورطة، فهم يرغبون في استعمالك كرقم لتقديسهم.
قد تسألون ما الحل؟
العزلة، والعمل الصامت هو الحل
العمل على بناء إنسان يجيد كتابة التاريخ
العمل على إنسان ليس في ثقافته تمّ الدعس
العمل على إنسان لا يفهم لغة التمجيد
العمل على إنسان يحترم العلم والفكر
العمل على إنسان لا يصوت مباشرة على اليوتيوب، أو غير مباشر على الفيس بوك
العمل على بناء إنسان ينتمي للإنسانية.
العمل على بناء إنسان لا يشبه عنترة، ولا يلتقي بأبنائه بالصدفة. بل إنسان يحترم المرأة والأسرة.
هل هذا ممكن؟
نعم. ممكن جداً. فهناك جيل جديد، ولن يعود التاريخ إلى الوراء.




#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكّرات متسوّل من الشّام
- المغناطيس-في الدّرب-1-
- المغناطيس-في القصر-3-
- المتفاخر الذي طال عدة بوصات
- -مجتمعنا محطّم -: ما الذي يمكن أن يوقف وباء الانتحار بين شعب ...
- مذكّرات قلم رصاص-الجزء الأخير-
- كيفية الحد من خطر التدهور المعرفي مع التقدم في السن
- المغناطيس-في القصر-2-
- طوكيّو
- المغناطيس-في القصر-
- الضّفدعان
- مذكّرات قلم رصاص-13-14-
- المغناطيس-بيت العائلة-3-
- في الواقع: نحن مسلّون .كيف ساعد الفيكتوريون في تشكيل روح الف ...
- العريس ذو اللحية الخضراء
- الممنوع، والمسموح في الكتابة الأدبيّة
- المغناطيس-بيت العائلة-2-
- مذكّرات قلم رصاص-11-12-
- المغناطيس
- كيف يمكن للمساحات الهادئة مساعدة الناس على الشّعور بالهدوء و ...


المزيد.....




- ما هي وجهة نظر ترامب عندما طرح مسألة -تغيير النظام- بإيران؟ ...
- واشنطن تتحسّب لردّ إيراني: هجمات سيبرانية محتملة قد تستهدف م ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- هجمات صاروخية إيرانية مع بدء وقف النار بين إسرائيل وإيران
- الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
- قتلى إسرائيليون بهجوم إيراني على بئر السبع
- إسرائيل وإيران.. ترامب يشعل الذاكرة بـ-حرب الأيام الـ12-
- بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- فيديو.. لحظة سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع
- وسائل إعلام إيرانية تعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار: -فُرض على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - عنتريات