أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-في القصر-3-














المزيد.....

المغناطيس-في القصر-3-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5629 - 2017 / 9 / 3 - 14:12
المحور: الادب والفن
    


3
عندما تطرق السّعادة بابي. لا أعرف كيف أستجيب لها، يسكنني هدوء، يحضرني عدم الاعتراف بأنّه يوجد في هذا العالم مسّ من حياة، أخشى أن أعانقها-أعني السّعادة- فتخذلني، لي تجارب معها تجعلني أخشاها عندما تأتي، فلربما كانت تلبس ثياباً مموّهة. درست في كتب التّاريخ. أنّ هناك وراء الأكمة رائحة غير التي نشمّها. بتّ أخلط بين الرّوائح، أتّهمها بأنّها أتتني نتيجة تمويهها نفسها، أو تمويه أحد لها .
أهيّء نفسي لفرح قادم
على أهبة الاستعداد
أنتظر وعداً
تمرّ السنون كالأيام
وتمرّ الأيّام كالسنين
مثقلة بالحنين
أضع يدي على الوجع
يتوقف نبضي
أنظر إلى الأفق
تهدأ روحي
تسكن إلى الأنين
ويسرح قلبي في فوضى السّنين
ألفّ ذراعيّ خلف ظهري
أمشي إلى الأمام
وذهني يسير إلى الخلف
ويداي معقودتان
تنظر عيناي إلى الأفق
أشعر بالجمال
أعود مسرعة
أدير يديّ كي أحضن فرحاً
أقبض على الوهم
أخشى أن أفقده
أضعه تحت وسادتي
تعويذة
أغلق بابي
أجهش في فرح مهيب

. . .
أصبحت أعيش ضمن روتين القصر، الأمور فيه جيدة، لكن الحياة تتكرّر بشكل مملّ، فلا جديد، ولا تجديد. عشت كلّ هذه السنوات هنا، أخذني الاهتمام بشؤون سكان القصر. عندما تصبح شخصاً مسؤولاً في مكان مثل القصر عليك أن تؤدي دورك بنجاح. أشعر بالملل. يجب تغيير أمر ما.
-هل يمكننا تحسين مزاج النّاس يا صوفيا؟
أراهم لا ينظرون أمامهم، ولا يعرفون من يسير بمحاذاتهم. تصطدم أكتافهم ببعضهم البعض. علينا أن نجد طريقة نعيدهم فيها إلى أنفسهم.
-لا أعرف سوزانا! لكن دعينا نقدّم لهم بعض الأشياء المجانيّة.
-لا بأس بالفكرة. هناك أمر آخر. تعودت على الجلوس خاملة إلى مكتبي.
أخشى أحياناً أن أخرج من القصر، أرى أنّني محميّة هنا، ولو خرجت سوف أخسر كل شيء. أشعر أحياناً أنّني لست على ما يرام، وعليّ أن أغير شيئاً.

أتدري يا سوزانا؟ كأنّ النّاس في القصر لا يرغبون برؤيتي، عندما يهرعون لمصافحتي وتقديم الولاء. أشمّ منهم رائحة الكراهيّة. فسّري لي لو سمحت، فقد اختلطت عليّ الأمور. لا أعرف الصّح من الخطأ. هل أسير على طريق خاطئ، وكيف أستطيع رؤية ما يجب عليّ رؤيته؟
بعض الأحداث التي تجري تقول لي أنّ الحياة قد بنيت على وهم، لا زلت طفلة في السّابعة من عمرها. اعتقدت لوهلة أنّني أعمل على الصواب. قولي لي الحقيقة يا صوفيّا.
-أنت محقّة عزيزتي. هناك أمر ما يجري في القصر. يبدو أن القراءات النظرية تتعثّر عند أوّل حاجز، لكنّ الصراع قائم بيننا نحن البشر، وكلّ منّا يحمل نسبة من الشّر، وعندما تزداد النّسبة ، ويقوى الشّر ينتصر على الخير، ولو بشكل مؤقت. أعتقد أنّه علينا أن نفعل شيئاً جديداً. سوف نجرّب أن نمنح السّكان بعض الحقوق في إدارة المكان.
. . .
ما هو الخير، وما هو الشّر؟
لم يمرّ أمامي شخص تعاطف مع قضيّة مؤلمة لشخص آخر.
أن تضحي من أجل الآخرين ليس دائماً ينمّ عن نبل، قد يكون الشعور بالرحمة إنسانياً، لكن الإيثار والتضحية بالنّفس قد لا تكون تمثّل الخير، بل أحياناً تمثّل السذاجة. لماذا يدفعني أحد لأضحي بنفسي ويبقى هو على قيد الحياة؟ الكثير ممن لا يشعرون أن القيمة الأساسية التي يملكونها هي تحقيق رغباتهم الخاصة .
أبي ،وابن عمي في القصر أيضاً، قد يكونا اتفقا على الخبث. هما لا يرغبان أن يشاهدا على وجهي علامة رضا.
هل يمكن أن يكره الآباء أبناءهم؟
الطبيعة البشريّة تقول أنّ الآباء يضحون من أجل أبنائهم، لكن تلك الطبيعة البشرية جعلتني أرى آباء لا يهتمون لشأن أبنائهم، أبي على سبيل المثال لا يعتبر أنّني ابنته. يعتبر أنّني أصلح لرغباته، وكذلك ابن عمي.
سوف أقرأ حياة الحيوانات، وأطبّقها حول البشر، أو أنني سوف أسأل نمر خبير الحيوانات في القصر.
-هل لك أن تعطيني فكرة عن بعض الحيوانات، وعن تصرّف الأبّ والأمّ دال الأسرة الحيوانية؟
-يعجبني هذا السّؤال. نحن نجهل الكثير عن عالم الحيوان، لو سمحت لي سوف ألقي محاضرة عن هذا الموضوع في المستقبل.
انظري إلى الفيلم التّوضيحي عن الأسد ملك الغابة. انتصر على خصمه، فقتل كل أشبال الزّعيم السّابق. الأسود الآباء ليسوا جيّدين. حياتهم تقوم على الجشع، والكسل ، يقضون معظم يومهم في الظّل ، بينما الأنثى هي التي تفعل كلّ شيء. حتى الصيد هو من اختصاصها، وعندما تأتي بالفريسة فإنّ الأب هو أوّل من يأكل، ولا يترك إلا ما زاد عنه حتى لو ماتت عائلته جوعاً.
-شكراً يا نمر. فهمت شيئاً. بأنّ العدل وهم في مملكة الحيوان والإنسان، أمّا إن صادف أن عدل الإنسان فهي نتيجة نظرة ربما فردية.
. . .
كابوس يجثم على صدري. كأنّني لم أغادر منزل عائلتي، محكومة بتلك الدائرة من العجز. أشعر بأمر رهيب يجري لي, أرى ابن عمّي واقفاً أمامي، يضحك منّي، وأنا أخافه. أين أنت يا صوفيا؟
هو ليس كابوساً. يبدو أن حقيقة حدثت توقعتها. أغلب جماهير القصر تسير خلف أبي وابن عمّي.
نحن الأن خارج القصر. أنا وصوفيا وخبير الحيوان.
لا أشعر بالألم. تعوّدت على الأمر، فطالما خفت أن أضحك كي لا يحدث لي أمر مبكي.
أنا المسؤول عمّا جرى لي، فعندما صفحت عن أبي وابن عمي كنت ساذجة. أرأيت يا نمر؟ إنّهم الأسود البشريّة.
-لا عليك سوزانا! الأرض واسعة يمكننا البدء من جديد. تعودت خلال دراستي عن عالم الحيوان أن أرى الحلول.
-يبدو أنّ عالم الحيوان ، والإنسان متشابهان. فذلك الدّب الذي يأكل أولاده هو أبي.
لم يعد اسمي سوزانا. أنا فاطمة لكنّني ليست ابنة الفقير. فاطمة دون كنيّة.
-وأنا سعدون. سوف ألغي اسم نمر.
-وأنا ختام، ولست صوفيا. سمّاني أهلي ختام الأحزان. أي ختام ولادة البنات.
ثلاثة لا نعرف شيئاً عنّا. نسير في طريق مجهول.





#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتفاخر الذي طال عدة بوصات
- -مجتمعنا محطّم -: ما الذي يمكن أن يوقف وباء الانتحار بين شعب ...
- مذكّرات قلم رصاص-الجزء الأخير-
- كيفية الحد من خطر التدهور المعرفي مع التقدم في السن
- المغناطيس-في القصر-2-
- طوكيّو
- المغناطيس-في القصر-
- الضّفدعان
- مذكّرات قلم رصاص-13-14-
- المغناطيس-بيت العائلة-3-
- في الواقع: نحن مسلّون .كيف ساعد الفيكتوريون في تشكيل روح الف ...
- العريس ذو اللحية الخضراء
- الممنوع، والمسموح في الكتابة الأدبيّة
- المغناطيس-بيت العائلة-2-
- مذكّرات قلم رصاص-11-12-
- المغناطيس
- كيف يمكن للمساحات الهادئة مساعدة الناس على الشّعور بالهدوء و ...
- مذكّرات قلم رصاص -9-10-
- ماتت فدوى قبل موت جسدها
- شارلوتسفيل، فيرجينيا: تاريخ التمثال في وسط الاضطرابات العنيف ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-في القصر-3-