كيف يمكن للمساحات الهادئة مساعدة الناس على الشّعور بالهدوء والاسترخاء في المدن

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 5614 - 2017 / 8 / 19 - 14:42
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

Theconversationعن موقع:
أستاذ الصوتيات البيئية، جامعة برادفورد Greg Wattsالكاتب :
August 18, 2017
عن صفحة مدن

ترجمة: نادية خلوف

ماذا تتخيّل عندما تفكر في مكان هادئ؟ وسواء كان هذا المكان مرجاً مفتوحا على نطاق واسع، أو شاطئاً مهجوراً، أو نهراً يتدّفق بتكاسل في ظهر يوم صيف دافئ، تظهر الأبحاث أن الهدوء موجود أساسا في البيئات الطبيعية في الهواء الطلق.
هذا يعني أن الأماكن حيث الضوضاء التي هي من صنع الإنسان تكون على مستوى هدوء منخفض ، ولكن حيث الأصوات الطبيعية - مثل أغاني الطيور - يمكن أن يكون المستوى أعلى نسبيا. وقد أظهرت هذه الدراسات أيضا وجود صلة بين هذه الأنواع من البيئات ومستويات الاسترخاء، والحد من التوتر وحتى طول العمر وتخفيف الألم.
ومن الواضح إذاً أن المساحات الهادئة جيدة لصحتك ،ومع ذلك أصبح سكان العالم يتزايدون في المناطق الحضرية . هناك المزيد من الشاحنات والسيارات والدراجات النارية على الطرق من أي وقت مضى مما أدى إلى مستويات أعلى من الضوضاء والتلوث والقمامة. إذا كنت تعيش في مدينة مزدحمة، و تريد إيجاد الهدوء في حياتك اليومية يمكن أن يكون ذلك تحديا.
أقصى قدر من الهدوء
لمعرفة ما يجعل الواقع في مكان ما هادئ، وضعنا أداة للتنبؤ لتصنيف الهدوء. تقيس الأداة عاملين، مستوى الضوضاء التي هي من صنع الإنسان - عادة حركة المرور - فضلا عن نسبة الخصائص الطبيعية والمقارنة في الرؤيا . وهذا يشمل أشياء مثل ما إذا كان المكان يحتوي على ميزة المياه، والكثير من المساحات الخضراء. أو إذا كان المكان يعطيك رؤية لمبنى ديني أو تاريخي، وكل ما تظهره أبحاثنا في المساعدة على تعزيز الهدوء في المكان .
واستنادا إلى هذه العوامل، يمكن للأداة التنبؤ عن الهدوء في مكان ما على مقياس من 0-10. ويستند هذا إلى الدراسات المختبرية حيث يطلب الناس مقاطع الفيديو تبين مستويات الهدوء. وشملت هذه المقاطع إعدادات متنوعة، من سوق مزدحم إلى المواقع الساحلية الطبيعية بعيدا عن أي تطوير. وباستخدام هذه الطريقة، لا يمكننا تحديد الأماكن الهادئة فقط، أو التي يتم التغاضي عنها أحيانا، بل نقدم أيضا نصائح حول كيفية جعل المناطق الحضرية أكثر تهدئة.
وتبين أبحاثنا أن المساحات الخضراء على الطرق الجانبية، والتي غالبا ما تكون مخفية عن النظر، تميل إلى أن يكون فيها مستويات عالية من الهدوء بسبب تأثير فرز المباني من ضجيج الشوارع المزدحمة. كما تبين أن المربعات المخصصة للمشاة في المدن والبلدات تكون هادئة بشكل مقبول بسبب المسافة في حركة المرور، كما أن بعض هذه المربعات يظهر فيها أيضا العشب والأشجار.

وبالمثل، فإن الشوارع الجانبية التي تم صيانتها بشكل جيد ،وخاصة مع طرق من الأشجار ، أو المباني التراثية يمكن أن تسجل أيضا درجة عالية بسبب السمات البصرية الجيدة جنبا إلى جنب مع ضجيج حركة المرور المنخفضة. كما تبين أنّه بالقرب من المياه يكون مستوى الهدوء جيداً، لأنه من الطبيعي أن ننظر ونسترخي، ونستمع.
لتعزيز الهدوء في منطقة ما، فإن الخطوة الأولى هي الحد من الضوضاء التي يصنعها الإنسان. ومن الواضح أنه على مقياس المدينة يمكن أن يتم ذلك من خلال أشياء مثل إعادة توجيه حركة المرور، وخفض مستوى الضجيج على الطرق، فضلا عن الحواجز التي تحدّ من الضوضاء. ولكن في محيطك الخاص، أي شيء يمكنك القيام به للحد من الضوضاء غير الطبيعية يكون ذلك أفضل. الأسوار والجدران العالية والطويلة بجانب الطريق يمكن أن تساعد هنا. كما يمكن إنشاء منطقة هادئة صغيرة مع ربما صوت مياه طبيعية بالقرب منها.

زيادة نسبة الملامح الطبيعية من خلال "تخضير" المكان يمكن أن تساعد أيضا على تعزيز الهدوء في المنطقة. إدخال المزيد من الأشجار والشجيرات، أو العرائش لإخفاء واجهات المباني، يجعل الناس يشعرون بأقل قدر من التّوتر والشعور أنّهم أكثر تهدئة في محيطهم. لذا اذهب إلى البرية مع الخضرة.
وجود الأصوات "الطبيعية" يمكن أن تساعد أيضا على جعلك تشعر أنّ المكان أكثر تهدئة . ويمكن القيام بذلك عن طريق تركيب ميزة مائية أو بركة. وهذا لن يساعد فقط على الاسترخاء فقط، ولكنه سيشجع أيضا الطيور المائية والعصافير على المجيء. .
كل هذا العرض هو من أجل خلق ملجأ من دوي الحياة في المدينة ، يجب أن لا تكون المهمة ضخمة. وكثيرا ما تهمل المساحات الخضراء التي يمكن إعادة تصورها كملاذ للهدوء..

في المرات القادمة إن كنت تشعر بالضغط ،حاول العثور على مساحة هادئة، أو حتى أنّه من الأفضل أن تصنع واحدة من بنفسك . بهذه الطريقة يمكنك الحصول على القليل من الهدوء في أي وقت تريد.

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل