أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-في الدّرب-1-














المزيد.....

المغناطيس-في الدّرب-1-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 18:06
المحور: الادب والفن
    


لا ألومك أيها العابث بحياتي، أستحق ما جرى لي. لم تأخذ إلا بقدر ما أعطيتك.
كنت أعرف أنّك في الدّرك الأسفل من المعرفة، وأنّك متسلّط أناني، فآمنت بقوتي السّحرية على تغييرك، تركت أولادي في مهبّ العاصفة، وسلبتَ منّي حياتي.
ختام في 1-12

هذه صورة الرّسالة التي تركتها لزوجي قبل أن أغادر مع أولادي المنزل.
لا أكذب على نفسي يا فاطمة. أنا السبب في كلّ الأمور التي جرت لي ولأولادي. عندما ضعت ضاعوا، وعندما صحوت من ذلك الاكتئاب الذي ورثته عن عائلتي، عادوا إلى الصّحوة. عندما تزوجت ذلك الرجل كانت ردة فعل، لم أحبّه، ولم أرغب به. كنت أرغب أن أنتقم من عائلتي فانتقمت من نفسي. عائلتي تضمّ من الفلاسفة، والمتسلطين الكثير، وفي داخلي عاش ذلك المستبد الذي ورثته فمنعني من رؤية العالم.
تسعدني صحوة أولادي الأربعة، ولو أنّها متأخرة، بدأناها معاً عندما غادرت المنزل. كنت في الأربعين. ثم درست كليّة التربية. طبعاً الجامعة لدينا تخرّج الأميين، وكل الاستشارات التي أقدمها هي ماورائية لا تقدّم الحلول، وحتى خبير الحيوان لا يقدم معلومات كاملة، لكنّ معلوماته أفضل من معلوماتنا. سألته مرّة، أجاب: هربت من المنزل في سن العاشرة. كان أبي يحمل سكيناً يرغب أن يقتل أمي، هربت إلى الغابة، ولم أعرف طريق العودة، فرأتني لبوة عطفت عليّ. خبأتني في وكر خوفاً من أن يأكلني زوجها، اعتنت بي. أعجبني قانون الغاب. أتمنى لو يكون عند البشر قانوناً متشابهاً.
. . . .
نثرثر ونحن على مفرق طرق
لا نعرف أين نسير
أحد الطرق قد يقود جهة المجرّة
والآخر جهة السّراب
تتشعب المتاهة
القصر أصبح خلفنا
المجهول أمامنا
غابة الزّيتون البري تناشدنا
الخبز، والزعتر اختفى من حياتنا
نمشي على اثنتين أحياناً
وعلى أربع في بعض المرّات
نتحدّث لغة الحيوان
مطرودون من القصر
مغتصبون من الأهل
نبحث عن الحياة
لا فرق بين سعدون ونمر إلا بالاسم
رأيت أمّي في الخمسين تبحث عنّي
كانت تحدّث سلحفاة
لم يكن يعرف سوى هذا الطرّيق
هو هنا
لم يمت
التقيتها والصبر يهد قامتها الجميلة
ومن فرحتها باللقاء
غادرتْ بعد أيام
. . .
أشعر بالجوع. لم نأكل منذ طردنا من القصر. مضى علينا بضع ساعات.
ما رأيكما أن نبحث عن قوت، ونرتاح قبل أن نغادر إلى مكان ما.
-لا بأس يا فاطمة. نحن رفاق الدّرب علينا أن نتشارك في السّراء والضراء. وباعتبار أنّني خبير الغابة هنا سوف أستكشف تلك البريّة .
اعطني غطاء رأسك كي أستعمله لجلب الطّعام.
-وهل تريدني أن أتعرى يا سعدون؟
-لا تكوني سخيفة. نتعلم الحياة من جديد. الحيوانات لا تعرف الله، ونحن هنا نعيش معهم، لكن لا يوجد أحد هنا سوى أنا وأنت ، وختام، والله رابعنا. هل سوف يحاسبك الله على أنّ سعدون رأى شعرك؟ اطمئني فأنا لست رجلاً تثار غرائزه. يوم تركت بيت عائلتي ماتت فيّ الذكورة. لا أعرف جنسي. يطلب منّي أن أكون رجلاً، وأهان كما تهان النّساء.
-توقف يا سعدون، وإلا ضربتك. هل تريد أن أعطيك بعض ثيابي. خذ هذا الآن.
-شكراً لك. لو اضررنا أن نخلع ثيابنا كي نعيش سوف نفعل.
. . .
صوفيا!
هل يمكننا البدء من جديد؟
بصفتي صوفيا. نعم، وبصفتي ختام. لا.
وجدت صوفيا كنسخة عن ختام اليائسة كي تقول للحياة نعم، ولكي تبتكر قصصاً مسليّة لا تمتّ للحقيقة بصلة.
بصفتي صوفيا نستطيع البدء من الصفر
وبصفتي ختام. لن تقوم لنا قائمة، فنحن ورثنا الذّل، والاستعباد، ثمّ بماذا نبدأ؟ هل نبدأ بغطاء رأسك، أو حمّالة صدري. إن اهترأت ثيابنا ولم نجد مخرجاً لأصبحنا عراة.
-كفى ! كأنّك وسعدون شخص واحد في جنسين مختلفين.
ثلاثتنا سليلو الفقر والظلم
القصر خلفنا
العجز يأكل عقولنا
الموت قاب قوس
يتربّص بنا
والأسد على بعد أمتار يفكّر في افتراسنا
لو قدر لي أن أموت قبلك، وقبل سعدون. لا تدفناني وفق الطقّوس. كلا لحمي كي تستمرا في البقاء، وارميا عظامي للكلاب.
أنا سوزانا ريتشي. لا أستطيع أن أكون فاطمة، ففاطمة ماتت عندما مات قلبها.
سوف أحيا كسوزانا، وعندما أصبح فاطمة سوف أقتل نفسي.
أنا فاطمة. أندب حظّي
هل هناك وحش ما يفترسني بلطف هنا؟
قولي لي بصفتك صوفيّا كيف أقتل نفسي؟
. . .
مالك يا نمر تجبن عند أوّل اختبار!
جلبت غطاء رأس فاطمة كي أملأه بالطّعام
هذه شجرة توت. وذلك بئر . يبدو أنّ المكان مهجور
الدلو إلى جانب البئر، والماء على السّطح
من أين أحصل على الخبز. لا أعرف كيف أكل من دونه
كانت أمّي تطعمني رغيفاً ساخناً كلّ يوم
فقط بالخبز وحده أحيا
لو عادت أمّي إلى الحياة لأطعمتني
إنّني ذلك الطفل الذي غادر منزله إلى الغابة. لم أكبر. كنت قيد الانتظار.
قبل أن أعود إلى فاطمة وختام سوف أبكي قليلاً، لا أرغب أن ترياني وأنا أبكي، فاسمي رجل مع أنّني أعرف جيداً أن ما وقع من ظلم على أمّي أفقدني رجولتي.
أشعر بأنّني غسلت ذنوبي
سوف ارتاح إلى ظل شجرة التوت قليلاً، وبعدها أعود إليهما.
أمي!
ما أجملك!
كأنّك سمعت ندائي.
-خذ رغيف خبز ساخن
-لا أصدّق. هل الأموات يسمعون النداء الخفي؟
-اجلس في حضني يا سعد
أنت سعد وليس سعدون
لكن أباك كان يدلّلك بسعدون
أرجو أن تصفح عنه
كان جاهلاً، وفقيراً، ومظلوماً. وكلّها أمراض عشّشت فيه فجعلت منه متسلّطاً.
-ما بك يا نمر؟ هل أنت على قيد الحياة. تأخرت علينا بالوصول، فأتينا نبحث عنك.
-لا توقظاني أرجوكما. دعاني قليلاً مع أمّي.








#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغناطيس-في القصر-3-
- المتفاخر الذي طال عدة بوصات
- -مجتمعنا محطّم -: ما الذي يمكن أن يوقف وباء الانتحار بين شعب ...
- مذكّرات قلم رصاص-الجزء الأخير-
- كيفية الحد من خطر التدهور المعرفي مع التقدم في السن
- المغناطيس-في القصر-2-
- طوكيّو
- المغناطيس-في القصر-
- الضّفدعان
- مذكّرات قلم رصاص-13-14-
- المغناطيس-بيت العائلة-3-
- في الواقع: نحن مسلّون .كيف ساعد الفيكتوريون في تشكيل روح الف ...
- العريس ذو اللحية الخضراء
- الممنوع، والمسموح في الكتابة الأدبيّة
- المغناطيس-بيت العائلة-2-
- مذكّرات قلم رصاص-11-12-
- المغناطيس
- كيف يمكن للمساحات الهادئة مساعدة الناس على الشّعور بالهدوء و ...
- مذكّرات قلم رصاص -9-10-
- ماتت فدوى قبل موت جسدها


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-في الدّرب-1-