أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - طبيعية الشخصيات في رواية -مقامات العشاق والتجار- أحمد رفيق عوض في هذه الرواية يقدم














المزيد.....

طبيعية الشخصيات في رواية -مقامات العشاق والتجار- أحمد رفيق عوض في هذه الرواية يقدم


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


طبيعية الشخصيات في رواية
"مقامات العشاق والتجار"
أحمد رفيق عوض
في هذه الرواية يقدم لنا الراوي مجموعة من الشخصيات التي تواكب عصر "أوسلو" والتي تندمج فيه بحث تكون احدى المعالم التي غيرت سلوك ومفاهيم المجتمع الفلسطيني، فرغم أن الرواية نشرت في عام 1997، وكان من المفترض أن تأخذ مكانتها/أهميتها عند المسؤولين الفلسطينيين، فهي تدق الخزان قبل أن نصل إلى ما وصلنا إليه، وتحذرنا من خطورة الفساد والانتهازية والتعامل مع المحتل، فهل يعقل أن نجلس اليوم مع المحتل في فنادق خمس نجوم، وبالأمس كان من نجلس معه هو السجان/المحقق/المحتل الذي اذاقنا شتى اشكال العذاب؟ فالرواية تكمن اهميتها لما تطرحه من مخاطر "أسلو" على بنية المجتمع الفلسطيني، فهي تكشف كل مظاهر الفاسد في مؤسسات المجتمع المدني، المرأة/الطفولة/حقوق الإنسان/ والشركات الخاصة.
وما يحسب لهذه الرواية أن الراوي كان حياديا تماما فيها، بحيث جعل الشخصيات تتحدث وتتصرف بحريتها ودون أي تدخل منه، لهذا نجدها على حقيقتها، تدافع عن نفسها، عن الفساد الذي تقوم به، وتبرر وتعلل لنا الدوافع لهذا السلوك القذر، لهذا لم تكن هناك نهاية للأحدث، وكأن الراوي كان على دراية بما سيكون عليه واقعنا بعد "أوسلو" والذي سيستمر إلى أن نصل إلى الحضيض ولا تقوم لنا قائمة بعده ابدا.
من المقاطع التي توضح ما وصلنا إليه بعد "أوسلو" "الفلسطينيين عنيدون وسريعو الغضب قليلو الحكمة، وتحول تاريخهم الحديث إلى عقدتهم وعقيدتهم، فهم يكفرون أو يؤمنون بها ككفرهم أو إيمانهم بالله" ص94.
"لم يعد فكر الخمسينات و الستينيات يكفي... الفكرة ذاتها تشيخ والجماهير الآن معلبة ومعقمة ... ربما تثور لارتفاع سعر الخبز ولكن ليس من أجل فكرة... لقد استولى التلفزيون على الافكار العظيمة" ص95.
وتقول المرأة المغربية الايجابية الوحيدة في الرواية التي وقفت مع زوجها المريض والذي يحمل الفكرة النقية ولكن بجسده مريض عن المحيطين بها: "وكان علي أن أساعده في كل شيء وأن أصد الطامعين دائما، صعب أن يكون المرء أنثى هنا، فقد دعاني معظم زملاء زوجي ورؤسائه إلى الفراش، كنت بالنسبة لهم جميعا صيدا مغريا وربما سهلا" ص95و96.
"فررنا جميعا من النظريات وقيل في ذلك أن العالم الثالث ماهر في تصدير النظريات ـ خاصة في هذا القرن ـ بينما العالم الأول في تصدير الآلات.
عالم بلا نظريات وآخر بلا آلات، فاحلم ما شاء لك الحلم
عالم فقد براءته تماما انتهكت كل الاشياء ولم يعد الإنسان يخاف من الطبيعة فاختلف مذاق الفن والأدب، إنه فن محكم موغل في التقنية فقير بالأسطورة، قليل الخوف من الأشياء" ص115.
وإذا ما توقفنا عند طريقة السرد سنجدها سرعة جدا، فالراوي منفعلا، لهذا وجدناه يختزل الكثير من الاحداث، ويبتعد عن الشرح الطويل، وطبعا هذا الأمر ينسجم تماما مع حيوية وأهمية الموضوع، فهل يعقل أن يكون الأديب المنتمي حياديا وهو يرى وطنه يغوص في الوحل، ويتقاسمه الانتهازيون؟، لهذه وجدنا هذه الرواية من اقصر الروايات التي كتبها "أحمد رفيق عوض" فهي بداية التنبيه للخطر المحدق بنا، ولكن بعد أن وجدنا نغرق أكثر في رمال "أوسلو" وأخذت أقوام الانتهازيين تترسخ أكثر، تحدث عن واقعنا وعن الفساد في روايته اللاحقة، لكنها كانت طويلة نسبيا، على النقيض من رواية "مقامات العشاق والتجار".
الرواية من منشورات دار الفاروق، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 1997.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة المتألقة والصوت الواحد في رواية -وداع مع الأصيل- فتحية ...
- استحضار النص الديني في ديوان -طفل الكرز- عدلي شما
- مناقشة -الاشتباك- في دار الفاروق للروائي الفلسطيني :سعادة أب ...
- المرأة والحرب في رواية -زبد الحديد- إيفان أوخانوف
- الهدهد الذي يرى في قصيدة
- أثر الواقع في ديوان -زفير- سعادة أبو عراق
- عالم السماء والأرض في قصيدة -مرايا العشق- جواد العقاد
- البياض والسواد في قصيدة -ذكريات وألم- منصور الريكان
- مناقشة بضع قصائد للشاعر مهند ضميدي
- نحن والاحتلال في قصة -الاشتباك- سعادة أبو عراق
- فاكهة الكتاب في -هذا ما أعنيه- سليم النفار
- المغالاة في رواية -رفقا بما تبقى مني- زينة إياد حلبوني
- اللقاء بين الإنجيل والقرآن
- حاجتنا إلى الإنجيل
- مصر والتحرر في كتاب -جمال عبد الناصر- اجار يشيف
- الخراب في كتاب -خريف الغضب- محمد حسنين هيكل
- الحكمة في كتاب -كهل وكهف وقول- نجاح الخياط
- حقيقة الاخوان في كتاب -سر المعبد- ثروت الخرباوي
- شعب لا يعرف كيف يفرح
- الدخول إلى قصة -العائد- إبراهيم نوفل


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - طبيعية الشخصيات في رواية -مقامات العشاق والتجار- أحمد رفيق عوض في هذه الرواية يقدم