أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - حاجتنا إلى الإنجيل















المزيد.....

حاجتنا إلى الإنجيل


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 16:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاجتنا إلى الإنجيل
من يتوقف عند مستخدمي الدين الإسلامي اليوم وما قاموا ويقوموا به من خراب وقتل وتدمير لكل ما هو إنساني وديني يجد بأن هناك فجوة كبيرة تفصلهم/نا بين جوهر الدين وشكل التمسك/التعاطي مع الدين، وهناك تكمن المشكلة، هل يجب التعاطي مع الدين من خلال التمسك بالشكليات أم بالعمل بجوهر الدين؟.
لقد وجدت الإجابة على هذه الإشكالية من خلال الإنجيل، فالسيد المسيح عليه السلام جاء ليتمرد/ليثور على من يتعاطى مع الشكل ويتجاهل الجوهر، فهو لم يأتي بتشريع جديد، متى الاصحاح 5: "مت 5 :17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل" بل عمل على التقدم من جوهر الدين ومحاربة كل من يعمل على التمسك بالشكليات، العبادات، العمل بالعقيدة الجامدة، لهذا نجده يعطي أمثلة تنتقد كل المفاهيم السطيحة للشريعة ويقدم فكرته عن روح/جوهر الشريعة: متى الاصحاح الخامس مت 5 :21 "قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم
مت 5 :22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم" فالمسيح يعمل على التقدم أكثر من التسامح الإنساني، لهذا نجده لا يقول لا تقتل، بل لا تزعل/تغضب جارك/اخيك، فهو يرفع العلاقة الاجتماعية إلى الأمام متجاوز حالة البقاء أو القبول بما كان قبله.
ثورة المسيح والنساء
وإذا ما توقفنا عند تعامله مع النساء، اللواتي كن يعامل كمتاع وعلى أنهن مجرد "بنات الناس" والرجال اليهود "ابناء الله" فكان يباح لهم الزواج بأكثر من امرأة وأن الزنا يكون فقط من خلال الجماع، فها هو يلغي هذا المفهوم ويعطي مفهوم وجوهر الزنا فيقول في متى 5: " مت 5 :28 "مت 5 :27 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن
مت 5 :28 و اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" فهنا تجاوز السيد المسيح العلاقة الجسدية ليضعنا أمام العلاقة الروحية، العلاقة الاخلاقية التي ترفض حتى التفكير بالمرأة الأخرى بشكل غير سوي، كما أنه لم يتوقف عند هذا الأمر بل نجده يتوغل أكثر في مبادئه السامية ليحرم الطلاق المتفشي في المجتمع والذي ينعكس أثره السلبي على المرأة أكثر من الرجل، فهي بنت الناس هو ابن الله، متى 5: " مت 5 :31 و قيل من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق
مت 5 :32 و اما انا فاقول لكم ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني و من يتزوج مطلقة فانه يزني" المسيح- كان نصير الضعفاء، والمرأة كانت مقموعة ومضطهدة في ذاك الزمن، لهذا نجده يناصرها ويعطيها حقها كاملا، كما هو حال الرجل.
وإذا ما توقفنا عند قصة المرأة الزانية والطريقة التي حكم فيها السيد المسيح يتأكد لنا بأننا أمام ثورة كاملة على كل ما هو قديم وشكلي، انجيل يوحنا الاصحاح 9 " 4 قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ،
5 وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟»
6 قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ.
7 وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!»
8 ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ.
9 وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ.
10 فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»
11 فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»." وإذا ما قارنا بين قوله السابق عن الزنا والطريقة التي حكم فيها على زانية الحقيقية نجد أنفسنا أمام إشكالية، لكن هذا يبدو شكليا، أم في الجوهر فلا، فالمسيح أرادنا أن نعمل بالفكرة الأولى التي حدثنا فيها عن الزنا، لكي لا نقع في الزنا حقيقة، لهذا نجده يعفو عن المرأة ويتجاوز عن فعلتها، لأنها كانت تخضع للمفاهيم القديمة، الشكلية، ولأنها امرأة ولأنها "بنت الناس" جاءوا بها ليقيموا عليها الحد، أما الرجل "ابن الله" فهو طليق، ولم يدان كما تدان المرأة، وكما نجد فكرة أراد تقديمها لنا/لهم لكي نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الآخرين.
ثورة المسيح الاجتماعية
والمسيح لم يكن ليرضا عن تلك المفاهيم التي تقسم البشر إلى اعداء وأصدقاء، فهو يريد أن يخلص "شعب الله المختار" من هذه الفكرة، لتكون كافة المجتمعات الإنسانية متساوية المكانة أمام الله وعند الله، فهو العادل الذي لا يمكنه أن يفرق بين خلقة، لهذا قال في انجيل متى الاصحاح 5: " مت 5 :43 سمعتم انه قيل تحب قريبك و تبغض عدوك
مت 5 :44 و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم
مت 5 :45 لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار و الصالحين و يمطر على الابرار و الظالمين" طبعا هذا لم يكن ليرضي رجال الدين خاصة، لما كانوا يتمتعون به من مراكز تخولهم ليكونوا أعلى من الآخرين، لهذا نجدهم أخذوا في التآمر على السيد المسيح والعمل على قتله وإقصاءه نهائيا لما يشكله من خطر على مصالحهم وامتيازاتهم.
لهذا نجده يتعامل مع العامة متجاوزا تلك الطبقة الرفيعة، التي تعتبر نفسها أعلى وأهم من البقية، متى 9: " مت 9 :10 و بينما هو متكئ في البيت اذا عشارون و خطاة كثيرون قد جاءوا و اتكاوا مع يسوع و تلاميذه
مت 9 :11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا ياكل معلمكم مع العشارين و الخطاة
مت 9 :12 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى" وهنا أيضا تجاوز السيد المسيح مفهوم مقدس آخر احيط برجال الدين ليتقدم من العامة، فهم الغاية التي يجب العمل معها ولها، وليس تلك الفئة الرفيعة شكلا، والبعيدة بعد الأرض عن السماء جوهرا.
الثورة على المقدس الديني
أعتقد أن كل هذه الأفكار تعد تحدي ومحاربة لعقيدة رجال الدين المتنفذين، فعندما يتعلق الأمر بالمصالح لا بد ان يكون هناك مواجهة وحرب بين الطرفين، لهذا كان الصراع بين السيد المسيح ورجال الدين يأخذ شكل الحوار والنقاش في البداية، لهذا نجدهم يحاجوه في شفاء المرضى يوم السبت المقدس، والذي تدعو الشريعة إلى التفرغ فيه للعبادة وترك العمل، لوقا الاصحاح 14 "14 :1 و اذ جاء الى بيت احد رؤساء الفريسيين في السبت لياكل خبزا كانوا يراقبونه
14 :2 و اذا انسان مستسق كان قدامه
14 :3 فاجاب يسوع و كلم الناموسيين و الفريسيين قائلا هل يحل الابراء في السبت
14 :4 فسكتوا فامسكه و ابراه و اطلقه
14 :5 ثم اجابهم و قال من منكم يسقط حماره او ثوره في بئر و لا ينشله حالا في يوم السبت
14 :6 فلم يقدروا ان يجيبوه عن ذلك" فهنا أوضح السيد المسيح أن الدين وجد لخدمة الإنسان، وليس الإنسان لخدمة الدين، فالغالية من وجود الشريعة تسهيل الحياة الإنسانية والاجتماعية لا تعقيدها، لهذا نجده يتجاوز المفهوم المقدس ليوم السبت ويشفي المرضى، ويحاجج هؤلاء المتمسكين والتشبثين بالشكل، فريد عليهم بالمنطق الذي يفهمون، منطق المادة والمصلحة، فهل ضياع دابة والبحث عنها أهم من شفاء إنسان؟.
بعد كل هذا يتأكد لطبقة رجال الدين ضرورة التخلص من المسيح، وابعاده نهائيا، بحيث يعودوا إلى ما كانوا عليه، وهذا ما تم.
إذا ما توقفنا عند الحكمة اتي تعامل بها السيد المسيح مع رجال الدين والمفاهيم الدينية، يتأكد لنا حاجتنا الآن، وفي هذا الوقت تحديدا، وبعد الخراب والتدمير والقتل المتفشي في دولنا إلى مفاهيم السيد المسيح الذي جاء ثورة على التعاطي والتعامل الشكلي مع العقيدة السماوية، فالله أوجد لنا عقيدة لا يمكنها أن تكون ضد المجتمع، وتدعو إلى الخراب والتدمير والقتل، لكن هناك من هو مستفيد من هذا الخراب ويعمل لتحقيق مصالح الأشرار والأعداء ليس إلا.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والتحرر في كتاب -جمال عبد الناصر- اجار يشيف
- الخراب في كتاب -خريف الغضب- محمد حسنين هيكل
- الحكمة في كتاب -كهل وكهف وقول- نجاح الخياط
- حقيقة الاخوان في كتاب -سر المعبد- ثروت الخرباوي
- شعب لا يعرف كيف يفرح
- الدخول إلى قصة -العائد- إبراهيم نوفل
- تشابه سلوك التيارات الدينية في كتاب -الثورة البائسة- موسى ال ...
- سلاسة السرد وسهولته في مجموعة -الأدرد- مجدلين أبو الرب
- الطبخ السياسي
- سلسة السرد في رواية -ثلاثة فلسطين- نبيل خوري
- الفكر في كتاب -جنون الخلود- انطون سعادة
- انطفاء
- تعدد المداخل في كتاب -ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة- محمود شاه ...
- القائد في رواية -قناديل ملك الجليل- إبراهيم نصر الله
- الآخر في مجموعة -القاتل المجهول- هادي زاهر
- نهضة تركيا على حساب سورية
- النبل الفلسطيني
- حيوية النص في ديوان -خربشات على جدار ميت- منصور الريكان 2
- بين حملة السيف الأولى والثانية
- واقع الشاعر في ديوان -ظبي المستحيل- بكر زواهرة (2)


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - حاجتنا إلى الإنجيل