أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سلاسة السرد وسهولته في مجموعة -الأدرد- مجدلين أبو الرب














المزيد.....

سلاسة السرد وسهولته في مجموعة -الأدرد- مجدلين أبو الرب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5573 - 2017 / 7 / 6 - 01:19
المحور: الادب والفن
    


سلاسة السرد وسهولته في مجموعة
"الأدرد"
مجدلين أبو الرب
العصر يفرض ذاته على الكاتب/ة، لهذا نجد العديد من النصوص تميل إلى السلاسة والابتعاد عن الدخول إلى العمق، فتكتفي بتناول ما هو طافً على السطح، وكأن الكاتب/ة وضع نصب عينيه أنه يكتب لفئة معينة، تميل إلى المعلومة السريعة والسهلة، عازفة عن تلك التي تدفعه للتوقف والتأمل، هذا ما جاء في مجموعة "الأدرد" للقاصة "مجدلين أبو الرب.
بما أن المجموعة كتبتها أنثى فلا بد أن يكون هناك انحياز للمرأة ولقضاياها، فهناك العديد من القصص التي تحدث عن المرأة وهمومها في مجتمع الذكورـ الذي يهيمن عليها ويفرض سلطته وحكمه على الأنثى، وهذا ما وجدنا في قصة "امرأة تسيء الفهم" التي تتحدث عن أثر الكبت والممنوعات على الأنثى بحيث نجدها تأخذ في التخيل بحيث تسيء الفهم والتحليل فتفتكر أن نظرات الإعجاب إلى تطاردها اينما كانت، حتى أنها تبتعد في تفكيرها كثيرا ليكون الأعمى قد أعجب بجمالها، وحتى تجد نفسها قد وقعت في بحر من الأوهام الخادعة.

وفي قصة " ساحة خلفية" نجد الطريقة العنيفة التي تعامل بها الفتاة من قبل الأهل، فهم قد تحالفوا ضدها، بحيث نجدهم يضربونها بقسوة، ويتعاملون معها كشيء قابل للكسر، "ضربها أخوها محمود فيما هو عائد من الجامعة" ص28، فهنا نجد الإدانة ليس للذكر العادي بل للمتعلم أيضا، فهو يمارس القمع كما هو حال الآخرين، ونجد صورة أخرى لقمع الأنثى من خلال : "وفعلا عرف أخوتي كيف يضربونني جيدا، ومنعوني حتى من إخراج قمامة المنزل" ص 29، هذا حال الفتاة العربية في ظل مجتمع الذكور.
ونجد خيانة الزوج في قصة " الرجل الجالس على الرصيف، فالكاتبة تدين في هذه القصة المجتمع الذكوري الذي يبيح لنفسه ما يحرمه على الجنس الآخر.
وفي قصة "لماذا لم يفرح مثلي" نجد كيف يقوم المجتمع/الأهل بتزويج من هو غير مؤهلا للزواج، فيكون نتيجة ذاك الخيانة الزوجة، وفي هذه القصة يمكننا أن نقول بأن الكاتبة تعمل على تحذير المجتمع من مغبة الإقدام على تزويج الفتيات ممن هم غير مؤهلين، لأن نتيجة ذلك ستكون وبالا على المجتمع.


ونجد في قصة "كائنات" تهيم بنا الكاتبة في عالم الأرض والمجتمعات الإنسانية، وكأنها تروي من خارج الأرض.
من أجمل قصص في المجموعة قصة "باب الواد" التي تأخذنا فيها من مدينة الزرقاء في الأردن والتي يحمل أحد شوارعها أسم "باب الواد" إلى مدينة القدس، فعندما تتحدث عن هذا الشارع تصفه لنا بدقة، فتذكر مسجد العرب ومسجد الشيشان وتذكر مبنى البلدية ومكتبة الرازي والتي تعد من أقدم المكتبات في الزرقاء، لكنها نسيت أن تضيف مكتبة القسطل والتي تتماثل مع الرازي في العراقة والقدم، وأعتقد أن من المعالم المهمة في هذا الشارع أيضا عمارة السبعين، ومرطبات ضبان. تذكرنا بجدها الذي خاض معركة باب الواد فتقول: "لكن والدي الذي خاض معارك كثيرة، منها معركة باب الواد، رحل بعد تسعة عقود، ظل فيها أنين القدس يوجعه، ودفن في مدينة الزرقاء، دون أن يحقق حلمه" ص71، فنجد هنا إشارة إلى ضرورة العمل لتحقيق حلم الجد الذي قضى في مكان غير الذي يحن/ينتمي له.

وفي قصة "عزف غير منفرد" تتحدث عن واقع الطفولة التي تبحث عن اختراق جاز الخوف والأوهام التي يخلقها الواقع التخلف، فنجد طفلين يقومان باقتحام غرفة الفئران المخيفة في المدرسة ليجدا فيها مستودع من الآلات الموسيقية ويأخذا في العزف على البيانو إلى أن يسمعهما الحارس والذي بدوره يخبر الشرطة التي تقوم باستدعاء والديهما، "وصل والدي وبصق في وجهي وسبني وشتمني، وصلت والدة رائد الأرملة، وكانت ترتجف وتتحدث لاهثة مؤكدة أن ابنها لا يسرق، وأن هذه شقاوة أولاد ليس اكثر، وكان والدي ينظر إليها بطرف عين يكاد الشرر يتطاير منها، ...طلب الشرطي منهما التوقيع على تعهد بأن لا نعود لمثل هذا الفعل، فوقع والدي، أما أم رائد فغمست أصبعها بالحبر الأسود وبصمت على الورقة حيث أشار الشرطي" ص20 وهنا نجد المفارقة، أب الراوي كان متعلم ويقرأ ويكتب، لكنه عاما الأبن بطريقة شرسة وقاسية، بينما نجد أم رفيقه الأمية تتميز الفهم والثقافة وتتعامل مع الموضوع عل أنه شقاوة أطفال ليس أكثر، وكأن الكاتبة أرادت من خلال هذا الطرح أن تقول أن الأمهات أكثر عقلانية وتفهما لنا نحن الأطفال من الآباء القساة.
وفي قصة العنوان "الأدرد" تحدثنا عن الإنسان الذي يصاب في حرب 1948 في فلسطين، فيفقد القدرة على التحرك رغم أنه كان ينتقل من السلط إلى درعا مشيا.
وفي قصة "كرسي، عربة، حوافر" تحدثنا عن الأثر السلبي الذي تتكره الوظيفة على الإنسان، لنجد الموظف بعد انتهاء فترة صلاحيته في الوظيفة يصعب عليه الانخراط في الحياة العامة، لكن الكاتبة أرادت أن تكون نهاية قصتها ايجابية فرسمت لنا هذا المشهد: "استقبلني الشارع، وكنت قد تركت حيرتي وعجزي مع الأخبار والفرشاة التي وهبتها للحارس، وكنت أشعر بأني قار على أن أعمل أشياء كثيرة" ص46.
وفي قصة "مكاشفة" تكشف لنا الكاتبة قسوة المعلمة التي تتعامل مع الأطفال كوحوش أو كمجرمين، بحيث لا تتوانى أن ضربهم بقسوة.
المجموعة من منشورات وزارة الثقافة، الأردن، عمان، الطبعة الأولى 2010.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبخ السياسي
- سلسة السرد في رواية -ثلاثة فلسطين- نبيل خوري
- الفكر في كتاب -جنون الخلود- انطون سعادة
- انطفاء
- تعدد المداخل في كتاب -ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة- محمود شاه ...
- القائد في رواية -قناديل ملك الجليل- إبراهيم نصر الله
- الآخر في مجموعة -القاتل المجهول- هادي زاهر
- نهضة تركيا على حساب سورية
- النبل الفلسطيني
- حيوية النص في ديوان -خربشات على جدار ميت- منصور الريكان 2
- بين حملة السيف الأولى والثانية
- واقع الشاعر في ديوان -ظبي المستحيل- بكر زواهرة (2)
- واقع الشاعر في ديوان -ظبي المستحيل- بكر زواهرة
- الشيوعي الفلسطيني في رواية -علي- حسين ياسين
- الخطاب (2) في قصيدة -جواب- جميل دويكات
- الخطاب في قصيدة -رسالة- جميل دويكات
- ضرورة الادب الاشتراكي في رواية -كونستانتين زاسلونوف- ميخائيل ...
- الفلسطيني في رواية -مصائر- ربعي المدهون
- المسافة الزمنية في ديوان -ليالي الغريب- حبيب شريدة
- التجديد في قصيدة -حتى الخلود أو الخلود - محمد أبو عون


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سلاسة السرد وسهولته في مجموعة -الأدرد- مجدلين أبو الرب