أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - الفكر في كتاب -جنون الخلود- انطون سعادة














المزيد.....

الفكر في كتاب -جنون الخلود- انطون سعادة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 03:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفكر في كتاب
"جنون الخلود"
انطون سعادة
هناك كتب رغم قدمها، ورغم القضايا (القديمة) التي تناولتها، إلا أنها تبقى حية، وهذا يعود إلى احتوائها مبدأ التحليل والغوص في الأعماق، لهذا نجدها وكأنها كتبت اليوم وليس قبل مائة عام، لا شك أن "سعادة" يعد ظاهرة فريدة في عصره وفي تاريخ المنطقة العربية، ليس لما قدمه من افكار سياسية فحسب، بل لربط هذه الافكار بالأخلاق، لهذا نجده دفع حياته ثمنا لأفكاره ولعقيدته التي وجدها في الأمة السورية التي ينتمي لها.
معارك "سعادة" كانت على اكثر من جبهة، داخلية وخارجية، سياسية وأدبية، دينية وفكرية، ورغم العمر القصير الذي عاشه، والهجرة القسرية التي فرضت عليه، وفترة السجن الطويلة التي قضاها فيه، والتي حدت من تقديم المزيد من ابداعاته المتنوعة والمتعددة، إلا أنه ترك لنا أعمالا يمكنها أن تعد الحل لما نعانيه الآن، وفي هذا الوقت، فمثلا مسألة الكردية، والحرب الطائفية في العراق، وعملية حرق سورية بأيدي التيار الديني السياسي المدعوم من الخليج النفطي والغرب الامبريالي، وما تتعرض له فلسطين من تمزيق لأهلها من خلال خلق اكثر من كيان يمثلهم، فهناك عرب 48، وهناك (شعب غزة) وهناك سكان الضفة، كل هذه التقسيمات السكانية والجغرافية يقدم "سعادة" لها حل من خلال رؤيته القومية للمجتمع السوري، فهو يرى الجغرافيا السورية ـ رغم التقسيمات السياسية ـ واحدة ويجب أن تكون واحدة، والأمة السورية هي واحدة، وما التعدد والنوع الديني واللغوي فيها إلا إثراء لها وتأكيد على أنها أمة تم تشكيلها عبر آلاف السنين، والتعدد والتنوع فيها يعد ميزة فريدة لهذه الأمة العريقة.
"سعادة" كتب هذا المقالات رد "رشيد الخوري" الذي حاول فيها استمالة المسلمين على حساب المسيحيين، فهو يرى في المسيحية ديانة روحية ليس أكثر، وتفتقد إلى العلم وتناول الحياة المادية كما هو حال الدين الإسلامي، لكن سعادة يعري هذا الموقف، مبينا أن الظروف التي جاء بها السيد المسيح تختلف تماما عن تلك التي جاء بها الرسول محمد (ص)، فالبيئة السورية كانت عالية الثقافة، ولا تحتاج إلى نصوص دينية تدعوها لتقدم من العلم، "نشأت المسيحية في بلاد كانت قد بلغت أوج العلم والتمدن وشبعت من الفتوحات في إفريقيا وأوروبا، بلاد لم تكن في حاجة إلى من يحبب إلى شعبها العلم، لأنها كانت أسبق الأمم عليه ومنها الإغريق والرومان، فالتبشير بمحاسن العلم في أمة العالم ما كان يكون له وقع غير وقع قولك للناس، الماء ضروري لأنه يذهب العطش والخبز يسد الجوع" ونجده يدافع عن سورية السيد المسيح من خلال الاستشهاد باللغة التي تكلم بها وخاطب به الناس، فهي اللغة السريانية وهذا رد على من يقول على أنه يهودي، فهو سوري المنبت والثقافة، "لم يكن المسيح يهوديا، ولم يكن له أباء يهود، كما يقول صاحب الحارضة هاجيا إياه، بل كان سوريا يتكلم ويخاطب الجماهير بالسريانية، وهو نفسه رفض أن يدعي "ابن داود" كما أراد اليهود" في المقابل تحدث عن لبيئة الصحراوية الفقيرة ماديا وثقافيا والتي نزلت فيها الرسالة المحمدية: "أما الإسلام فقد نشأ في العروبة التي لا عمران فيها ولا تمدن، والعرب لم يرتقوا عن مرتبة البربرية ولم يعرفوا العلم، وفنونهم مقصورة على الغزو والسلب والاحتيال ونظم الشعر" لهذا نجد القرآن الكريم يدعو إلى العلم والتفكر، وستخلص هذه النتيجة: "لو أن المسيح ومحمد تبادلا الرسالة فظهر المسيح في العروبة وظهر محمد في سورية لما كانت رسالة المسيح ابتدأت على الدرجة العالية التي ابتدأت بها في العروبة، لو كان محمد في سورية لما وجد حاجة للكرازة بأهمية العلم لأن السوريين كانوا السباقين فيه وإليهم يعود فضل تعليم العرب العلم والفلسفة"، بهذا التحليل يمكننا أن نعرف لماذا كان هناك تباين ـ في الحديث عن العلم والمادة ـ بين القرآن والانجيل، فالظرف والمكان والمجتمع يفرضوا ذاتهم على شكل تقديم الفكرة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطفاء
- تعدد المداخل في كتاب -ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة- محمود شاه ...
- القائد في رواية -قناديل ملك الجليل- إبراهيم نصر الله
- الآخر في مجموعة -القاتل المجهول- هادي زاهر
- نهضة تركيا على حساب سورية
- النبل الفلسطيني
- حيوية النص في ديوان -خربشات على جدار ميت- منصور الريكان 2
- بين حملة السيف الأولى والثانية
- واقع الشاعر في ديوان -ظبي المستحيل- بكر زواهرة (2)
- واقع الشاعر في ديوان -ظبي المستحيل- بكر زواهرة
- الشيوعي الفلسطيني في رواية -علي- حسين ياسين
- الخطاب (2) في قصيدة -جواب- جميل دويكات
- الخطاب في قصيدة -رسالة- جميل دويكات
- ضرورة الادب الاشتراكي في رواية -كونستانتين زاسلونوف- ميخائيل ...
- الفلسطيني في رواية -مصائر- ربعي المدهون
- المسافة الزمنية في ديوان -ليالي الغريب- حبيب شريدة
- التجديد في قصيدة -حتى الخلود أو الخلود - محمد أبو عون
- تقدم الروائي العراقي
- تعرية التاريخ في -يا شيخ معذرة مهند ضميدي
- تفاهة العامة بين شكسبير وأرويل


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - الفكر في كتاب -جنون الخلود- انطون سعادة