نبيل الخمليشي
الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 00:07
المحور:
الادب والفن
قبل ثلاثة أشهر من اليوم
كان موحا يشكو من آلام في ظهره
ومن قدوم رمضان في غير موعده
لم يكمل صباغة الحانة آنذاك
لم يتمم تأثيث منزله
والنادل لا يتقن العمل
متوترا يستفز زبائنه
يستغفر الله مرارا
كأنه يسقيهم عنوة
لا أحد فسر غضبه حينها
ربما لقدوم رمضان صيفا
أو لسبب آخر نفسه كان يجهله
وجه في المرآة كنت تعرفه،
بعد الكأس الثامنة غاب لسبب ما
ربما ضاق به المكان
ربما غادر ليهيئ شرابا آخر
خضرا، توابل، قطاني و طحين
تتجمع وجبة واحدة لتتعبه
بعد ثلاثة أشهر بالتمام
عاد الوجه ثانية للمرآة
منتشي في بار البريد
تدخل صينية تعرض هاتفا ذكيا
ولفرط شربه تستعمل هديل الحمام لغة فتقنعه
بجانبه زليخة التي تفوح عطرا قويا
نفس العطر الذي سكن المكان
أقوى من نكهة الدخان
أقوى من الطلاء الجديد على الجدران
زليخة دوما منشغلة بمحاسبة سكير ما
يعينها النادل الودود الذي كان،
منذ ثلاثة شهور يثير غضب زبائنه
يختار لها بعيد غلق الحانة
مشوش الذاكرة الذي يفوح بالكرم
تحاوره في مآله لأجل مالها
يجادلها في شراء أضحية العيد
تصر على أن الأضحية لا تشترى
وللضحية ثمنا لا بد أن يدفعه
وتقسم بشرفها فتفحمه
تقهقه هازئة منه ومنها
ولا تطلب غير وجود الكهرباء
لترافقه لحي بئيس لا تعرفه
عند الباب عجوز درداء تستجدي مسنا
تلعن الصيف الذي فاض فتيات جميلات
تلعن الأيام التي لم تعد فيها تبهره
وفي الغد تمضي خارج أوقات العمل
صحبة الحضري لتأثيث ما لا يؤثث
وبعد غد يسألونك عن تأخرك
قل لهم حينها وصولك تم قبل قليل من موعدك
بئس الوصول و بئس استفسارهم و نعم عودتك
#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟