مأساة الجبس

نبيل الخمليشي

الحوار المتمدن-العدد: 5487 - 2017 / 4 / 10 - 00:07
المحور: الادب والفن
    

سوء الظن بما كان قبل العدم
وما سوف يكون بعده، لا ينتمي للإثم
بابك لهيامك في صحراء الشك
وصية أبيك الوحيدة، أن تكون أنت
ولا تتعب نفسك طويلا في الأمسيات
خذ من الجص لونه، صفاؤه ولا تتبع عاداته
فللجبس عادات العدم وإن تزين
ليس كمثله شيء. يولد، يحيى، يموت ولا يتغير
منذ البداية، في كينونته الدائمة لا يتغير
لم تنتبه له قبائل الرحل العابرة للقارات
لم تعبده الساقطات، المنكسرات بين دروب الثكنات
لم تغيره البراكين، عند البدايات
وحده المتفرد بين بقايا آثار الزمان
وحده يؤنس وحدة الموتى في قبورهم
حفنة لدير قديم، حفنة لضريح مهجور
قبور أولياء ما عادوا صالحين
رأس تمثال شامخ في البعيد
وحده يجبر عظام أزمان منكسرة
ويخفي عنا عيوب العاهات
وله شرف الرقصة الأولى
طباشير أبيض في حضن سبورة سوداء
ذاب السكر، ذاب الثلج
وبهت ملح الصورة على الجدار
وحده الجبس ببياضه ما تغير
ستارة مسرح سيرفانتيس المتهالك ما بقيت
نسينا فرحة عيد الاسبانيات
وجبس السقف وحده يتذكر كل الآهات
الجبس لا ماض له لا مستقبل
حاضره أبدي في قلب العدم
الجبس في وحدته لم يجرب آلام الطلق
لنغفر خطايا الأمهات
ولا حزن الأب على فقدان ابنه الوحيد
لنلغي القتال على الجبهات
وحده الجبس لا يتألم
طبيعته قدره، قدره طبيعة لا تتغير
حزب تقمص ماهية الجص خذلته الانشقاقات
شخص لبس الجص شقته التجاعيد و الأمنيات
وحده الجبس ما تغير

#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل