سلة بيض

نبيل الخمليشي

الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 16:32
المحور: الادب والفن
    

إئذن لي أن أضرب عنق الزمان
عله يتوقف
أو اسمح لي بتسييج هذا المكان
كي يتلطف
دع عنك الآت و أحلامك
ولا تعده بحوضك بعدك
ولا بماء عينيك
فعطشه للانحدار أوضح
ولا تخشى عليه منك
فلن تفجري في الخصومة
مهما غدر

من كان معك منذ البداية
لن يمسح عنك دمعة النهاية
كل الأسئلة ندوب ممكنة
والأجوبة ضمادات احتمال
الم ترى ما فعل صاحبك بأمه؟
صدقني و إن لم ترى
وأنت لم ترى ولن ترى
ولن تصدقني لقوة غيابك

كما تتسكع عجوز في سوق الحمام
وتثير زغاليل الوجد
أنبياء أذكياء حد التزامهم الصمت
يتواطئون مع الوغد
ويخفون أسرار أطفال قتلة قادمين
من أعالي القدر


امرأة من ذاك الزمان
عند منحدر الجبل
طفلها يدنو
عضدها للمستقبل ينمو
كل لحظة تضع له صورة في الأثير
وترتجف جفونها وهو يكبر
في قلبها المصفح ضد كل دخيل

منذ الفجر
تجمع بيضها
بيضة، بيضة
ما بين الأشواك و الصبار
وقرب البئر المهجورة
وتحت قفير النحل
وما بين الأشجار
وعند المنحدرات
تتوجه للسوق، وسلتها ملئ
السوق غارقة في البياض
قيل بانه منتج دجاج الكهرباء
تعود وسلتها كما كانت ملئ
تسأل ابنها الذي كبر
كيف يكون للكهرباء دجاج؟ كيف؟
يضحك من جهلها و سلتها
يواصل كلامه بالهاتف الموصول بالفضاء
تقهر في داخلها وتصمت
تجهم وجهها، ثم تحدثت نفسها:
لابد من بيع كل الدجاج
دجاجة، دجاجة
ليشحن جهاز الغباء
ويواصل كلامه في السديم مع الهباء
تموت في الأسبوع الثالث بعد البيع
موتة غير طبيعية، قضاء وقدر
يضيع الفتى أكثر في عتمة تفاهته
يقرفص بجانب كرمة بلغت سن يأسها
تقابلها زيتونة عاقر تحدق في السماء
والهاتف المشحون يرن بالعزاء
ويخرج صوته عواء، عواء
عواء
عااااااااااااااااااو الووووووووووو

#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل