أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - المغرب : حراك ضد الجميع














المزيد.....

المغرب : حراك ضد الجميع


محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحدث فيديو الناشط ناصر الزفزافي، كما يسمى اليوم، في المغرب، نوعا من التوتر السياسي والحقوقي، إذ طرحت تساؤلات عميقة ومكرّرة: ما الجدوى من وجود هيئات حقوقية عديدة؟
تندّد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العصبة المغربية تجتمع وتنهي الاجتماع، الإنصاف تتوعد، وزارة حقوق الإنسان تعبّر عن الانزعاج، وحكومة تسكت، بل وتتهرب من أسئلة واقعية تحاصرها، بل وتحاصرنا جميعا.
منذ 20 فبراير/ تشرين الثاني 2011، استبشر المغاربة خيراً، فقد وضعت البلاد على سكة صحيحة: دستور جديد منفتح على الشعب، انتخابات تشريعية مرّت بعيدا عن أعين وزارة الداخلية الوزارة الفعلية، والتي حافظت على تسميتها "أم الوزارات".
ومنذ 20 فبراير/ شباط 2011 تراجعت القدرات الشرائية للمواطن، والتراجعات مسّت كذلك العمل الحقوقي، لتعود الدولة كما كانت من قبل، فبعد تقديمها نوعا من "الحقوق" عادت لتأخذ أكثر لأن اللغة المعمول بها هي لغة الربح والخسارة. المؤسف حقا أنّ هذه التراجعات تتم في ظل وجود تحالف حزبي، يضم خليطاً متجانساً سياسياً، متناقض فكريا، والجامع الأكبر بينهم هو المصالح .
بعد 20 فبراير 2011 لم يحدث التغيير المطلوب، وكأن عقاباً سياسياً تعرّض له الشعب المطالب بعدالة اجتماعية وسياسية واقتصادية، عوقب لاقترافه جرم دفاعه عن الشفافية والوضوح. وطبعا عندما يتذكّر أحدنا الكيفية التي مكّنت أحزابا من الارتماء في أحضان السلطة، ليس حبّاً في الدفاع عن حقوق الناس، وإنما ابتلاعاً لحلوى السلطة، وحلاوتها التي بلغت حدّا منع حزباً رئيسياً في التحالف من الوقوف إلى جانب زعيمه التاريخي. حقاً، إنها مدعاة للسخرية أن تجد حزباً يلهو ويعبث بإرادة الشعب لقناعة تحكمه، ونعني حب السلطة بل هاجس السلطة.
بعد 20 فبراير، خرج الناس في شمال المملكة ليس لطلب الخبز، كما تحاول وسائل إعلام حزبية رسم خريطة خروج الريف للخبز لا غير، ولكن يظل الرغيف آخر هم بلاد عبد الكريم الخطابي. خرجوا لأجل الكرامة ونيل الاعتراف بالذات المغربية في الريف، والتي لا تقبل المساومة، تلك المساومة التي رفضها قطاع كبير من المتظاهرين .
رفض الريفي استغلال تظاهراته حزبياً ومحاولة تقديمها كنتاج صراع نفوذ بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض.أثبت حراك الريف أنّ الأحزاب التي تحكم أعادت إنتاج نخب متزمتة ومتكاسلة، ولم تعد قادرة على حل مشكلات اجتماعية، بل إنّ أحزابا باتت عالة على المشهد السياسي الوطني، إذ تعيش معظم الأحزاب على إيقاع الصراعات الداخلية.
الصراع الحزبي في المغرب ينظر إليه كتبعات للنقمة الشبابية وقوى التغيير، بسبب ما اعتبر انحرافاً حزبياً على مطالب حركة 20 فبراير. وضع هذا الحراك الحزبي قيادة حزب العدالة والتنمية في مواقع لا تحسد عليها، فالحزب يعاني من انقسامات واضحة، والمؤتمر القادم للحزب سيخلق مفاجآت من العيار الثقيل، فالصراع الداخلي على أوجهه والصدام بين زعيم الجزب، عبد الإله بن كيران، وقيادات تتحمس لتجربة العثماني خرجت إلى العلن.
وضع حراك الريف الأحزاب في المغرب في مأزق كبير، وانتقل الصدام في الشارع إلى بيوتات الأحزاب ومقراتها، والحل دائما هو العودة إلى آليات الاستماع، فالدولة مطالبة بأن تحاور الشارع الريفي، لتضمن استقرار منطقةٍ، طالما عانت من سياسات ضيقة لأطرافٍ لا ترى في المدن والأرياف إلا خزانات انتخابية، والأحزاب مطالبة بالرشد، والعمل على إنتاج نخب منتجة ومتحرّرة، قبل أن تجد نفسها مرميةَ في شوارع التهميش وأزقته.



#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرس ونقاشات العوام
- ماكدونالدز يقتحم رمال الصحراء
- القيم الاسلامية واهتزاز الحركات الاسلامية .الاصلاح والتوحيد ...
- ابن رشد من الفقه الى الفلسفة
- بن كيران رحلة سياسية فاشلة
- تدريس مادة التربية الدينية بالمغرب : أزمة مدرس مؤدلج
- محاربة التطرّف بالمغرب
- من يحكم في المغرب؟
- الارهاب وارباح حزب العدالة والتنمية المغربي
- حركة التوحيد والاصلاح -الحاكمة- في تراجع واضح
- فكاهيات حكومة العدالة والتنمية
- ايران تهدد المغرب
- المغرب مصطلحات سياسية جديدة
- الطرق القاتلة بالمغرب الجنوبي المنسي
- هذه تجاربهم ...الاسلاميون في السلطة
- المغرب : حقوق الانسان التى تغيب ولا تحضر
- حزب العدالة والتنمية بعد وفاة باها
- موريتانيا بعد الاستقلال : عسر الانتقال الديمقراطى
- ايران استتراتيجية الانتشار
- الصهاينة العرب


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - المغرب : حراك ضد الجميع