أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - بيبي في المصيدة














المزيد.....

بيبي في المصيدة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


16-8-2017
بيبي في المصيدة

يحاول بيبي دائما أن يخلق مجموعات عصبيّة غاضبة منفلتة ومهدّدة للديمقراطيّة والحريّة والعدل، لتبدو معبّرة عن رغبة وإرادة الأكثريّة، كي يقسم المجتمع الإسرائيليّ عاموديّا، ويموّه الفروق الطبقيّة بتزاوج طبقيّ، تخضع فيه الأقليّة للأكثريّة من خلال اللعبة "الديمقراطيّة"، وهكذا يتمّ تغييب السلطتين: القضائيّة والتنفيذيّة، ليؤسّس بشكل مشروع وعبر صناديق الانتخابات لدكتاتوريّة متميّزة بالاستبداد والفساد.
يعلّق الكثير من الإسرائيليّين الأمل على الانتخابات البرلمانيّة، ربّما لعدم اكتشاف أو رؤية المعارضين للفاشيّة والعنصريّة وجود سيرورة أخرى تحرّر المجتمع الإسرائيليّ من "قرف" بيبي وزمرته.
يعجّ ويضجّ التاريخ بالأمثلة على أنّ الانتخابات "الديمقراطيّة" لا تنقذ المجتمعات من أزماتها السياسيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة و...؛ بل ربّما تغدو حاملة أساليب فاشيّة، وحاضنة ودفيئة للتمييز والاضطهاد والاستغلال؛ فهي لا تؤدّي بالضرورة إلى الحريّة والديمقراطيّة،وبالتالي، فبعض الأساليب المتّبعة، وكذا بعض الأنظمة الانتخابيّة مسيئة للحريّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان. وفي أحيان كثيرة، تنمو الحريّة والديمقراطيّة والعدالة وتتطوّر بعيدًا عن صناديق الاقتراع، وقريبا من طريق الثورات أو الحروب.
ثمّة أمثلة تاريخيّة كثيرة على فشل الانتخابات في تقويض التمييز العنصريّ والاستبداد والفساد، وعلى نجاح الثورات والحروب في تثبيت الحريّة والديمقراطيّة والعدالة. لم يتحرّر العبيد في الجنوب الأمريكيّ مِن خلال صناديق الانتخابات؛ بل بحرب الشمال على الجنوب، وباعتماد تربية إنسانيّة ودستور عادل، وبفصل السلطات وحماية الحريّات الأساسيّة ( من حريّة الحياة والتعبير عن الرأي والصحافة، والتجمّع واالدين والأحزاب و...) وبتنقية السلطًتين القضائيّة والتنفيذيّة من العنصريّين ومِن بطش الأكثريّة (بقدر الإمكان).
بيبي يمجّد القوميّة وشعار الإجماع القوميّ (البقرة المقدّسة)، ويعلي شأن الهويّة اليهوديّة، والملكيّة الفرديّة، ويخدم الطغمة الرأسماليّة وناهبي الثروات، ويرتكز في سياسته على الدين والقوميّة (كما حدث مع فرانكو في إسبانيا ذات الأغلبيّة الكاثوليكيّة، ومع محمّد مرسي في مصر والإخوان المسلمين)، ويعظّم ذاته الفذّة والمتفوّقة والمتميّزة والكاسبة لثقة لأكثريّة، عن طريق التخويف والرهاب، ويعمل على تحويل مؤيّديه إلى ميليشيا مرهبة للخصوم السياسيّين.
في 10-8-2017، كتب بروفيسور التاريخ في الجامعة العبريّة "دانيال بلطمان" مقالا في صحيفة "هآرتس"، بعنوان "خطر العنف في انهيار نتنياهو"، يحذّر من مخاطر العنف المترتّبة على سقوط بيبي، ويبيّن أنّ الصراع بين حزب اليمين المتطرّف الذي يمثّله بيبي والأحزاب التي على يساره، سوف يكون عنيفا، وأشرس بكثير من الصراع الحزبيّ الذي ظهر بعد مقتل رابين (سنة 1995)، ويحذّر من فشل سيطرة القيادات السياسيّة على الصراع العنيف الناشئ جرّاء سقوط بيبي. كما سيطرت قيادة شمعون بيرس على الصراع الحزبيّ بعد مقتل رابين، وينبّه من قدرة اليمين الفاشيّ على خلق وإحداث الفوضى العارمة والرعب والتظاهر؛ كي يمنع سقوط بيبي، ويجعله حصين الاستجواب، وفوق المساءلة/التحقيقات القانونيّة، والمحاسبة والعقاب و...
من الواضح أنّ بيبي نتنياهو يفضّل السجود أمام اليمين الفاشيّ المنفلت العقال، على أن يتواضع ويطأطئ رأسه أمام السلطة القضائيّة، وينصاع لقراراتها! بيبي لن يخضع وينصاع إلّا لأحكام المتظاهرين من أجله، والرافضين للتحقيقات والشبهات والتهم ضدّه.
والحلّ؟ ممكن أن يكون افتعال حرب، لا نقدّر مداها وعقباها وجبهاتها و... ونتائجها.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعيدوا الإنسان المقاوِم
- توقّعوا العجائب
- دمقرطة القدس
- صرعة السياسة الشخصيّة، وأفول الأيديولوجيا
- قلّة ذوقكم خشّنت طعامكم
- ثمّة بديل
- مفاجأتهم متوقّعة
- تفكيك السلطة، وتنصيب دحلان
- عنف دولة استعماريّة
- حياتنا ليست لعبة حظّ
- قبضَ مالهم وقبض على زمام أمرهم
- أنا أنتظر شعبي، والحمار ينتظر ترامب
- جلعاد أردان فاشيّ صغير
- -بروتس- الفلسطينيّ
- كان جيّدا لأكون جيّدا
- ترامب واحد من السرب
- انتظرَ، لينتظر
- الجعجعة التركيّة والطحن الفلسطينيّ
- الفاشيّ الصغير
- فوكوياما يشعر بنهاية الرأسماليّة


المزيد.....




- لبنان.. 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من ...
- زاخاروفا تصف من يعتزمون تسليم الأوكرانيين في أوروبا إلى كييف ...
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- البنتاغون يكشف خططا غربية لتزويد أوكرانيا بمقاتلات -إف-16- و ...
- نجيب ساويرس يعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-
- دراسة: ظهور النظام الأبوي أدى إلى تقليل التنوع الجيني بين ال ...
- اجتماع وزاري في الرياض يؤكد حل الدولتين
- تظاهرة بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان
- حزب الله يقصف مبان بمستوطنة المطلة
- أنباء عن ترحيل المملكة المتحدة إلى رواندا طالب لجوء في أول ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - بيبي في المصيدة