المرجعية الدينية والتعايش بين اتباع الأديان المختلفة / اولاً : وحدة الأصل الانساني

عمار جبار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5607 - 2017 / 8 / 12 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المرجعية الدينية والتعايش بين اتباع الأديان المختلفة
اولاً : وحدة الأصل الانساني
عمار جبار الكعبي
امتازت المرجعية الدينية العليا بأطروحاتها المختلفة ، والتي لم تتوقف عند المجالات الدينية والسياسية ، بل تعدت ذلك الى المعالجات الثقافية والمجتمعية ، لتضع رؤية واضحة تنطلق من الانسانية بأصدق تجلياتها ، وتضع أسس التعايش المجتمعي بين اتباع الديانات المختلفة ، بعيداً عن الصراعات والتزاحمات والاقصاء ، لتخلق مجتمعاً انسانياً يتسم بأعلى درجات التسامح الديني ، معرالاحتفاظ بكل الخصوصيات الدينية لكل فئة مجتمعية ، كون الاسلام وضع خارطة واضحة لآلية التعامل مع اتباع الأديان الاخرى ، ولم يبح إقصائهم او إجبارهم على اعتناق الدين الاسلامي ، وجعل ذلك من الكبائر ، لترفع المرجعية الدينية شعاراً للتعايش المجتمعي مع عدم تنازلنا عن اعتقاداتنا كما حصل في اوربا بعد ان تم ابعاد الدين عن الحياة العامة كشرط من شروط التعايش المجتمعي في تلك المجتمعات
ان مخاطر الصراع بين اتباع الأديان المختلفة ، لا تقتصر على المجال الثقافي والعقائدي ، وانما تترتب عليها مخاطر في جميع مفاصل الحياة كالجانب الامني والمجتمعي ، لتضع المرجعية الدينية العليا أسس هذا التعايش ، ليكون الأساس الاول هو وحدة الأصل الانساني ، فالقران الكريم يبين لنا في خطابه الشريف للبشرية جمعاء في قوله تعالى " يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " ، الانسانية عائلة واحدة مهما اختلفت اعتقاداتها ومتبنياتها ، الاختلاف في اللون واللغة والصفات الجسدية لا يغير من هذه الحقيقة الراسخة ، لانها أية من آيات قدرة الله العظيمة في خلقه ، فخلق الأبيض والاسود والأصفر ، وخلق من اب وأم وخلق من دونهما ( آدم "ع") وخلق من دون اب ، وكل هذه آيات لعظمة قدرة الخالق ، وليست أسباب للصراع لانه جل وعلا لم يخلقنا لنتقاتل ونقصي بعضنا ، وانما خلقنا لنعمر الارض ونكمل بعضنا
لم يشأ الله للبشرية بعد ان خلقها بهذا الكمال والتكريم الصراع والقتال ، وانما ليتعارفوا وليكون هذا التعارف سبيلاً للتعايش وفق منهج العدل ، فلا فضل لعربي على أعجمي ولا اسود على ابيض الا بالتقوى ، فمنهج العدل يجعل البشرية تبحث عن الأهداف المشتركة للانسانية ، بدل محاولة اثبات الذات على حساب الآخرين واعتقاداتهم ، فكما يقول امير المؤمنين (ع) تفسيراً لهذا الهدف ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين ، او نظير لك في الخلق ) ، ليرسم لنا لوحة غاية في الانسانية والجمال وقبول الاخر ، لم تعرفها الانسانية بهذا الشكل والعميق القائم على احترام خصوصيته وعدم إجباره عن التنازل عنها مقابل قبوله في المجموعة البشرية ، وانما قبلته بكل خصوصياته وميوله واعتقاداته .

---

لمعرفة اخر تطورات فيروس كرونا في بلدك وفي العالم كله انقر على هذا الرابط
https://ahewar.org/Corona.asp

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات