ثلاثية الإنقاذ السياسي

عمار جبار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثلاثية الإنقاذ السياسي
عمار جبار الكعبي
لكل مرحلة متطلباتها ومنطلقاتها حسب زمكانية الأحداث والبيئة المحيطة بها ، فما يعتبر ملائماً لمرحلة قد يكون ابعد ما يكون عن الملائمة لمراحل اخرى ، وما يتصف بالأصالة لفترة زمنية قد يكون رجعية لمراحل اخرى ، وكذا بقية الأسس التي تعتمدها الأحزاب ، كونها متغيرة ومتطورة لانها ترتبط بالمجتمع الذي هو اصلا متطور ومتغير تبعاً لظروفه وميول افراده وامزجتهم ، وبما ان النظام القائم ديمقراطي المظهر والجوهر ، فلا يمكن اجبار الأفراد على قبول رؤية محددة لا تنسجم مع تطلعاتهم وان لم تكن هي الرؤية المثالية !
اعتمدت الأحزاب والتيارات العراقية وخصوصاً الاسلامية منها ، مبدأ الانتماء الطائفي ضمن حلقاتها التنظيمية ، بسبب الوضع السياسي والاجتماعي الذي فرض هذه المعادلة ، بسبب التحريض وردود الأفعال غير المتزنة والانفعالية ، وبدافع الحفاظ على نفسها من الإختراق ، وان كانت منفتحة بشكل كبير على باقي الطوائف والقوميات والاعراق في علاقاتها الوطنية ، الامر الذي لم يجعل منها احزاب منغلقة على نفسها علاقاتياً ، ولكنها بالنتيجة انغلقت مادامت لم تفتح ابوابها للفضاء الوطني ، لتكون احزاب وتيارات وطنية ، تحمل مشروع يمتد على حدود الوطن ، يكون جامعاً لا مفرقاً ، كون الأحزاب الفئوية والطائفية لن تستطيع ان توسع من دائرتها تحقيقا ً لمشاريعها ، كون الأحزاب والتيارات داخل الطوائف في انقسام دائم وانشطار مستمر ، مما يقلل من مقاعدها في كل تجربة انتخابية ، لانها لن تحصل على أصوات خارج الطائفة او القومية التي تدعي تمثيلها
المواطنة والتجديد والواقعية ، تعتبر ثلاثية الإنقاذ السياسي للأحزاب السياسية العراقية ، لما يجعلها منسجمة مع التطلعات المرجعية من جهة ، والتطلعات الشعبية من جهة اخرى ، كونها تلبي جملة من الرغبات المشتركة التي ينادي بها الجميع كحل للازمات المجتمعية والسياسية المتفشية ، فالمواطنة حل لمشكلة الطائفية والفئوية والقومية ، لتكون هي المعيار الأساس في الانتماء للوطن والتيارات والأحزاب السياسية ، لتكون مدخلاً اساسياً لاصلاح بنية النظام السياسي والحزبي على حد سواء ، بينما سيكون التجديد ملازماً للبناءات الفكرية التي تنسجم مع ظروف التحرير ، فالتجديد حاجة ملحة تنهي الرفض الشعبي للأحزاب الموجودة ، وتفتح الأفق واسعاً امام اصلاح الخلل الفكري والسلوكي في عمل الأحزاب والتيارات السياسية العراقية ، وكل ما تقدم سيكون ترفاً فكرياً وتنظير لا يؤتي أكله مالم يتسم بالواقعية ، فدراسة الواقع بشكل صريح بعيد عن الأحكام المسبقة ، او المنظومات الأيديولوجية التي تضع حلولاً جاهزة من دون الاطلاع على الحقائق الموجودة ، ليكون السلوك منطلقاً مما هو كائن لما يفترض ان يكون ، ليجسد انقاذاً حقيقياً للأحزاب والتيارات السياسية العراقية التي وصلت الى الهاوية او سقطت بها ولم تكن تشعر بذلك ! .

#عمار_جبار_الكعبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل