أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي محمد الطائي - لا أتذكر من طفولتي شيئا جميل . قصة قصيرة














المزيد.....

لا أتذكر من طفولتي شيئا جميل . قصة قصيرة


علي محمد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 01:44
المحور: الادب والفن
    


لا أتذكر من طفولتي شيئا جميل .
قصة قصيرة.
منذ أن بدأت اكبر واميز بين الأشياء والاشخاص , والحقوق والواجبات بين المخبر السري و بين الوطني وبين الخائن , بين الحرية والتحرر بين النظافة وبين الوساخة بين التخلف وبين التحضر والتمدن بين الحرب وبين السلم بين حكم الدكتاتور وبين المظلوم بين الفقر وبين الجهل بين خوف ابي وأمي وأخوتي من المجهول والحاكم المجهول .
نعم .
هناك ولدت وهناك ترعرعت هناك بدأت طفولتي بين المزابل والفقر والتخلف بين حكم العشيرة وعرف العشيرة بين العادات والتقاليد الرجعية المتخلفة ،
بين فضلات المجاري التي تخرج من بيتنا وبيوت الجيران عبر فتحة صغير من كل بيت تخرج منها تلك الفضلات إلى الشارع .
نعم .
كنت اجلس في باب الدار على تلك الصخرة الجميلة التي وضعتها امي , واشاهد كل تلك القذارات و المقززات التي تمر من أمام بيتي وكل بيت في الحي ولا أشعر ولا اهتم لتلك الرائحة ولا يبالي لها جميع سكان أهل الحي لأننا لسنا من البشر .
أما دواب حجي علي فحدث ولا حرج فلم نعد نميز بين الروائح من شدة الفضلات التي تتركها هذه الدواب في الشارع , وأحيانا و نحن جالسون في البيت نأكل الطعام أو جالسون في غرفة الضيوف وبدون أحم ولا دستور وبدون سابقة إنذار تدخل علينا خرفان و ماعز حجي علي (رحمة الله ) الى داخل الدار .
نعم .
هذا حال طفولتي الجميلة التي بدأت في تلك الاحياء الفقيرة و المنسيه .
اما حال مدرستي المهترئه الرطبه .
على ما أذكر جميع شبابيكها مكسرة البلور وجميع مراوحها معطله ولا تعمل كي تقينا من حر الصيف القاسي ودرجات الحرارة المرتفعة .
اما في الشتاء لان شبابيك مدرستي كلها مكسرة البلور ، فلا تقينا من برد الشتاء القارص و اذا امطرت السماء يدخل الينا المطر من خلال الشبابيك المكسره .
أما مدرس الاسلامية كان يشرب الخمر ويأتي إلى المدرسة ومعه عصا سوداء من البلاستيك يضربنا بها بشده على ايدينا اذا كنا لا نحفظ الواجب الذي اعطانا اياه , وحتى مدرس اللغة العربية أستاذ عبدالامير كان يأتي إلى المدرسة ومعه الخمر في داخل حقيبته السوداء الصغيرة .
هذا هو حال التدريس في المناطق المنسية و المتخلفة عقليا و نفسيا .
نعم .
هذه طفولتي وهنا كبرت وهنا ترعرعت ، فنحن لسنا من أصناف البشر وما نحن بشر فالبشر لا يعشون بين المجاري و المستنقعات و القمامة و التخلف والنسيان .

علي محمد الطائي
9.8.2017



#علي_محمد_الطائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيهات منا الذلة
- أصبحت بعض الأحزاب الأسلامية مطية المخطط الأمريكي.
- أيديولوجية الخدمة الجهادية
- فارسية التشيع وعروبة التسنن
- الموروث والرواية..
- هل ضيع العراقيين وطنهم؟؟
- السياسي الشريف¬؟؟؟
- حكاكة..
- من الدكتاتورية..(الى حزب بعد ماننطيها)
- أسوتاً بالحمير..أنتخابات مجالس المحافظات


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي محمد الطائي - لا أتذكر من طفولتي شيئا جميل . قصة قصيرة