أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد الحمّار - الليبرالية بين حُروبهم الناعمة وعقولنا النائمة














المزيد.....

الليبرالية بين حُروبهم الناعمة وعقولنا النائمة


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 21:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من السهل جدا أن نلاحظ أنه رغم حقّ مجتمعاتنا العربية الإسلامية في التقدم العلمي والتكنولوجي و تقرير مصيرها و الارتقاء الحضاري وفقا لتكوينها الذاتي وتاريخها وشخصيتها إلا أنّ مصيبة اسمها ”داعش” حلت بها فعطلت كل شيء. لكن هل أنّ هذا التعطيل ناجم مباشرة عن استشراء الداء الداعشي أم أنّ هذا الأخير كان قد وجد التربة المناسبة للضرب ثم للاستفحال في مجتمعاتنا؟

أولا وبالذات، لكي نفهم الظاهرة الداعشية بودي أن أذكّر أنّ الغرب اليهومسيحي، المتقدم، مورط في حركات وسكنات”داعش” على الأقل لِجهة كون هذه الظاهرة الغريبة والخطيرة متعلقة بالمشكلة الدينية. كنتيجة لذلك بودي أيضا أن أسلط بعض الضوء على جانب من التاريخ الديني لهذا الغرب اليهومسيحي عسى أن نستقرأ بعض العلاقة المنطقية بين الظاهرة الداعشية والغرب من جهة وبين نفس الظاهرة و العالم الإسلامي والغرب من جهة ثانية.

الكثير منا لا يعلم أن الكاثوليك والبروتستان (في ما سيصبح الغرب المتقدم) قد شنوا حروبا على بعضهم بعضا دامت بين 30 و 80 سنة. وما كان لهذه الحروب أن تنتهي إلا بشقّ الأنفس. وقد انتهت فعليا في سنة 1648 وذلك بعد إبرام ما يُعرف بـ”معاهدات واستفاليا”( وستفاليا أو واستفالن هو اسم المنطقة الألمانية التي أُبرمت فيها المعاهدات).

الملفت أنّ منذ ذلك الحين، لا فقط انقطعت الحروب الدينية في ما بين الطائفتين المسيحيتين، بل أنّ هذا الصنف من الحرب انتقل من الفضاء الثقافي والجغرافي الغربي إلى الفضاء العربي الإسلامي. أي أنه أصبحت ثمة حروب في هذا الفضاء من العالم الثالث: بين معتنقي نفس الديانة(بين سنّة وشيعة في الإسلام وحتى بين علمانيين وإسلاميين) او بين ديانات في نفس البلد (هندوس ومسلمين ؛ سيخ ومسلمين الخ. ).

في ضوء هذه النقطة الأخيرة بودي أن أتساءل: ماذا تسمى الحرب ضد ”داعش” اليوم؟ هل هي حرب:

ا. مسلمين ضد مسلمين
ب. مسلمين ضد غير مسلمين
ج. غير مسلمين ضد غير مسلمين
د. غير مسلمين ضد مسلمين؟!

حسب رأيي فإنّ (أ) هو ظاهر الأمور وما يراد له أن يكون صحيحا، وهو نتاج لحملات دعائية من الطراز الرفيع. وأعتقد أنّ (ب) هو ما يريد العالم المتقدم -اليهومسيحي- أن يوهم به العالم بأسره. بخصوص (ج) لا أشك في أنه حقيقة بنسبة عالية، تتجلى خاصة في الصراع الجغراسياسي بين الروس و الأمريكان. أما (د) فهي الحقيقة التي يسعى العالم اليهومسيحي إلى إخفائها بما أنّ مركزه الامبريالي هو الذي خطط لها وهو الذي بصدد تنفيذها بالوكالة (ما يسمى أيضا بـ”الحرب الناعمة” وكذلك بـ”حروب الجيل الرابع”).

أستنتج أولا أنّ الحروب الدينية في تاربخ الإنسانية لم تنته، ولن تنتهي. فكل ما فعله العالم اليهومسيحي هو وقاية نفسِه منها وذلك بفضل دهائه الاستراتيجي والحربي. كيف لا وهُم الأعلَون! لكن لمّا نعلم أنّ الوقاية قد تمت على حساب الغير أي على حساب مجتمعاتنا، يتبيّن لنا أنّ لهذه الأخيرة من هنا فصاعدا مشروعية التوقي مما كان قد أدى إلى توريطها في حروب لا تريدها ( إلصاق تهمة صناعة ”داعش” بها).

أستنتج ثانيا أنّ الغرب اليهومسيحي ما كان له أن ينجح في إسقاط حروبه علينا لو لم يكن يكسب الأدوات العلمية والايديولوجية التي مكنته من تحريض الغير على ضرب بعضهم بعضها مع بقائه هو بعيدا عن حلبة الصراع الدموي.

أستنتج ثالثا وأخيرا أنّ الأداة المستخدمة من طرف الغرب لا بد أن تكون خفية هي الأخرى، وغير مباشرة و ناعمة، على غرار الحروب التي تثيرها، لكي تكتمل الصورة. قد تكون الأداة الاقتصادية، وأعني بالذات الليبرالية الاقتصادية (بوجهها الإيديولوجي: الرأسمالية الأنانية و في رواية أخرى الرأسمالية المتوحشة) المعروفة بكونها أخطبوطية ومتنفذة ومهيمنة على العقول. أما الدليل فهو أنّ مجتمعاتنا تعاني من حالة استعمار عقلي قد يكون هو بعينه الذي حالَ، من بين أشياء أخرى، دون هؤلاء ودون فهمهم لحقيقة تصدير الحروب إليهم من طرف الغرب.

أخلص إلى أنّ السبيل الأفضل لتوقي مجتمعاتنا من الصراعات المفتعلة من طرف الغير هو إماطة اللثام عن المنظومة الليبرالية حتى يتبيّن لنا خيطُها الأبيض من خيطها الأسود. فالليبرالية ليست هي الشر بحد ذاتها وإنما الشر ما أُريد أن يحصل بواسطتها من تركيعٍ لمَن لم يبلغ بعدُ القدرة على انتهاجها حسب تكوينه الذاتي وشاكلته وتاريخه. ولعل من مزايا إزاحة اللثام عن الليبرالية التوقي من الحروب الداخلية و مابين الإخوة، أو في أسوأ الحالات ترك الحروب تحدث أين ينبغي أن تحدث.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث -البْرِيكَة- أم الهَبْطة اللغوية الوشيكة؟!
- ما بَعدَ العلمانية لسَترِ العَورَة التونسية
- هل مدرستنا تحذق القراءة؟
- بعد برلين، إلى أين سيُهَجّرنا الإعلام التونسي؟
- تونس بين مؤتمر الاستثمار ومدرسة الاستهتار
- هل القرآن بحاجة إلى تفسير جديد؟
- مخالفة القانون: أين الداء وما الدواء؟
- حتى تنهانا الصلاة عن الفحشاء والمنكر...
- الضحكة التي تكاد تهزم التونسيين
- تونس: خسرنا الدنيا فهل ربحنا الدين؟
- كيف أكون عربيا إسلاميا مستقبلا؟
- لا نداءَ ولا نهضةَ بلا اجتهاد، لكن أيّ اجتهاد؟
- الكدح إلى الله والكدح التاريخي
- اللهجة العامية عربيةٌ فما الذي يزعج دعاة التعريب؟
- هل فهِمنا الإسلام وطوَّرنا اللغة العربية؟
- تونس، بلد عربي؟
- كفى استخفافا بالتونسيين
- لو أصبحت تونس بلدا ديمقراطيا، لَما انتحر أرسطو وقدم ساركوزي
- هل الإسلاميون وحدهم يلعبون لعبة الغرب؟
- جريمة سوسة: لماذا بريطانيا؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد الحمّار - الليبرالية بين حُروبهم الناعمة وعقولنا النائمة