أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .















المزيد.....

المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 407 - 2003 / 2 / 24 - 02:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

حقيقة ونحن نعيش الظروف الصعبة الراهنة والقضية العراقية بكل تفرعاتها تمر في عنق الزجاجة وبما يبشر بولادة عقد عراقي جديد ومختلف يدخل معه العراق وشعبه في خضم التحديات الحضارية بعد عصور من الهيمنة المتخلفة ، لاأفهم السبب الذي يدفع بالبعض للإساءة لرموز حفرت لها تاريخا من العزة والإحترام في ضمائر العراقيين خلال مراحل الكفاح الشعبي الطويلة الصعبة ؟ ولاأدري هل هي من قيم الدين والخلق القويم أن تتقاطع سيوف الحقد ضد رجال أصبحوا في ذمة التاريخ بعد أن إختارهم الله سبحانه وتعالى لجواره ؟ وهل هي بطولة وطنية محضة أن تهاجم الموتى والراحلين من أجل تصفية حسابات معينة لاعلاقة لها بالحقائق الموضوعية ولابأقدار الرجال ولابتضحياتهم والتي يحاول البعض اليوم الإلتفاف عليها وتشويه صورتها وبأساليب هي القمة في عدم الموضوعية والإبتعاد عن المنطق القويم وبمنهج يعتمد خلط الأوراق وتشويه الوقائع والمسلمات ، والأهم من هذا وذاك الإلتفاف على الخلق الإسلامي القويم بالإبتعاد عن المقولة الكريمة ( إذكروا محاسن موتاكم )!!.

وقد فوجئت حقيقة بالهجوم الغادر الذي شنه ( أحدهم ) على الدكتور والشاعر والوجيه العراقي الراحل السيد مصطفى جمال الدين ( رحمه الله ) وفي هذا الوقت بالذات ، وبدون أية مناسبة أو مبرر ، وهو هجوم إعتمد أطنانا من الأكاذيب ليبني عليها أحقادا لاتصدر إلا عن نفوس مريضة أعماها الحقد وأكلتها الضغينة ولاتجد من ينفس عقدها وأمراضها النفسية المستعصية إلا من خلال التهجم على رموز وطنية عراقية أصيلة كان لها تاريخها الحافل البعيد عن الأضواء في خدمة العراقيين وقضاياهم وفي مرحلة زمنية كان العالم كله يقف ضد الشعب العراقي العرب والعجم والبربر والجميع وبإستثناء الرئيس السوري الراحل ( حافظ الأسد ) ولأسبابه الخاصة طبعا ، فلم يكن أي طرف مستعد لسماع مظلومية العراقيين وعويلهم وآلامهم .

لقد عرفت المرحوم د. مصطفى جمال الدين منذ أيام الطفولة حينما كنت أتفرج على تظاهرات مهرجان المربد الشعرية وكانت هيئته الوقاره وعمامته السوداء الجميلة ولغته الشعرية الراقية والمرهفة تضفي على المشهد صورا جميلة لرجل أديب ويعتمر العمامة ليؤكد التواصل بين الدين والحياة والأدب وبصورة رائعة من الشفافية والإنفتاح كانت هي السمة المميزة لشخصه الكريم حتى أخريات أيامه رحمه الله ، ثم كانت المفاجأة الكبرى حين تعرفت عليه عن كثب مستقبلا وبصورة لاتخلو من عناصر سيناريو سينمائي ودرامي غير متوقع وكان ذلك تحديدا في يوم 2/1/ 1984 وفي سجن المباحث الجنائية الكويتية حينما أقتدت بيد رجال المباحث لألقى في زنزانة مكتظة بالعراقيين المشكوك بولائهم لصدام فوقعت في حضن الراحل الكريم وكان معتقلا قبلي في هذه الزنزانة بعد أن أقتيد من بيته وأنتزع من وسط أطفاله ليعتقل ضمن القوائم التي قدمتها السفارة العراقية ( المندوب السامي العراقي البعثي في الكويت وقتذاك ) للمباحث الكويتية ومن أجل التسليم للنظام العراقي الذي حاول جاهدا إستغلال التفجيرات التي نفذتها جماعات عراقية مرتبطة بمخابرات الحرس الثوري الإيراني في الكويت للتخلص من المعارضة العراقية ورموزها في الكويت ، وقد تم لهم ماأرادوا ، فوجدت الراحل الكريم مبتسما يحمد الله رغم قسوة الإعتقال والإهانات التي كان عناصر المباحث الكويتية من ( البدون جنسية ) وبقية العناصر الناصبية الحقيرة من آل الكندري يظهرونها ضد المعتقلين العراقيين وكان وهو في الزنزانة وحوله بعض الذين تعرضوا لتعذيب بدني شنيع من المباحث الكويتية تمثل في الجلد والفلقة ونزع الأظافر والتهديد بالإغتصاب الجنسي يحاول تخفيف الجراح والآلام البدنية والنفسية ويقضي الليالي في قراءة الشعر العربي الجميل بكافة صنوفه وأغراضه وكان يشيع في أجواء الزنزانة القاتمة أجواءا من المرح والأمل في ظروف كانت هي القمة في الكآبة والتوتر والخوف ، وكان رحمه الله شجاعا لايخاف في الحق لومة لائم وفي لحظات إبعاده وتسفيره من مطار الكويت مصفدا بالأغلال حتى سلم الطائرة كان صوته مدويا ضد رجال الأمن الكويتي وضد وكيل وزارة الداخلية حينذاك اللواء يوسف الخرافي الذي جاء معتذرا عن سوء المعاملة فعنفه الراحل أشد تعنيف محذرا الحكومة الكويتية وكأنه يستشرف آفاق المستقبل بالمصير الأسود الذي يعده صدام للكويت .

وفي الشام وعلى الضد من كل تقولات أحفاد مسيلمة الكذاب لم يكن الراحل منعزلا عن العراقيين إطلاقا بل كان حاضرا دائما في كل تجمعاتهم ، وكانت زاويته الأسبوعية في صحن السيدة زينب (ع) وعلى أقصى اليسار من الباب الرئيسي موئلا لتجمع العراقيين ومكانا لحواراتهم وكانت طلعته البهية تزين المجالس العراقية بالخير والعطاء والكرم بمعناه الإنساني الشامل ، وكان دائم السؤال عن أحوال الناس متفقدا لمريضهم سائلا عن غائبهم مساعدا وبصمت هو من أخلاق أهل بيت النبوة الكريم من يحتاج المساعدة ، مستثمرا علاقاته الشخصية الواسعة بأهل القرار في الشام لحل مشاكل العراقيين وخصوصا مشاكلهم الأمنية مع أجهزة المخابرات السورية المتعددة والتي كانت هاجسا حقيقيا للعراقيين هناك ، فكلاب عبد الجبار الكبيسي في قيادة قطر العراق والقيادة القومية من أمثال فوزي الراوي وغيرهم من الفاشست البعثيين كانوا نشطين في كتابة التقارير ضد العراقيين ليعتقلوا ويعذبوا بذرائع واهية وكان دور السيد كريما في تعقب المسائل والدفاع عن من يعلم أنه معتقل ، وقد حدثت لي مشكلة مع المخابرات السورية أختطفت بسببها من الحدود التركية لأعتقل بتهمة ظالمة كان مصدرها مكتب شؤون العراق ( الكبيسي ورهطه ) ولن أنسى مواقف السيد الراحل الكريمة وهو يتصل كما علمت فيما بعد بهذا الطرف أوذاك لتوضيح الموقف ورفع الظلم وهو أمر تكرر مع الكثير من العراقيين ؟.

كما كان منزله رحمه الله مفتوحا لجميع العراقيين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية وكان صالونا أدبيا وسياسيا ، وإنني لأعجب أشد العجب من ذلك الإتهام الظالم الموجه للراحل الكريم من كونه قد إستفاد من مأساة العراقيين ؟ أي إستفادة ياترى وهو إبن الأكرمين والشاعر الفطحل والشخصية العلمية الجامعية الأكاديمية البارزة ويكفيه كما يكفي الطائفة الشيعية فخرا من أنه رفض عرضا للتدريس في جامعة الكويت لأنهم أصروا على أن ينزع العمامة ويعتمر البدلة في قاعة المحاضرات ! فرفض العرض جملة وتفصيلا رغم حاجته الماسة لذلك وفي ظرف مادي صعب ؟ وكان موقفا أصيلا لرجل كان قمة في المواقف والمشاعر الكريمة ، كان بيته الكريم كما أسلفت محجا لكل العراقيين وكان يجامل الجميع بروحيته الشفافة رغم معاناته من حالات صداع نصفي رهيبة تعصف به ، وكنت تجد في مجلسه العراقي الإسلامي والشيوعي والبعثي والقومي والسني دون إستثناء ، وكان حالة توحيد وطني عراقية بعيدا عن ضجيج الشعارات ، وأعتقد أن علاقاته القوية مع أهل الحكم في دمشق لم تكن سبة ولاعارا بقدر ماكانت تعبيرا عن الإحترام الذي يكنه أهل الرأي والحجا لكفاءة أدبية وشعرية هي من جيل الرواد التي تفتخر بهم شعوبهم وهو قد إستثمر هذه العلاقة أيضا لخدمة القطاع الأوسع من العراقيين ، فلو كان العراق يعيش أوضاعا طبيعية لكان الراحل الكريم من أبرز رجاله ولتبلور أدبه الشعري على أروع مستوى ؟ ولكن مماليك العوجة وسقط متاعها يضيرهم كثيرا رؤية الكفاءات العراقية وهي تحتضن ثرى العراق لتبدع .

ولعل قمة الإسفاف والعار هو ماجاء في إتهاميات بعض أصحاب النفوس المريضة عن الأصل الهندي للراحل الكريم ؟ وهذه نغمات نشاز أشاعها النظام المملوكي العوجوي في أدبياته الساقطة متوهما أنها تدين أهل الكرم وسليلي بيت النبوة الكريم ، وهي إدعاءات مريضة من الذين لاأصل لهم كصدام ورهطه لتشويه المواقف بإتهامات عنصرية نتنة نهانا عنها الرسول الكريم ، ولكن أنى للنفوس المريضة أن تعرف العيب ؟

إنها حملة مريضة ضد رجال كرام صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، وسيخلدهم الشعب العراقي في العراق الحر الجديد ، وسيدخلون التاريخ الكفاحي العراقي من اوسع أبوابه المضيئة ، فرحم الله الراحل الدكتور السيد مصطفى جمال الدين ، وسلام الله على الأحرار .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟
- بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟
- السيد حسن نصر الله ... والمصالحة المستحيلة ؟
- الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!
- النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .