أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟














المزيد.....

صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 373 - 2003 / 1 / 20 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

ماجاء في خطاب الرئيس العراقي في الذكرى الثانية عشر لإندلاع ومن ثم هزيمة ( أم المعارك ) التاريخية من صيغ وجمل وأساليب وعبارات وإيحاءات وتحديات يحسبها المرء حقيقة ملموسة لايعبر في حقيقة الأمر إلا عن عزف نشيد الوداع لنظام قد أدمن المبالغة وأبدع في إختراع الصياغات اللفظية وتميز في سياسة الصدمات التي تفوقت حتى على صدمات الراحل ( أنور السادات )! والتي كانت تصب في حصيلة مناشدة التاريخ والبحث عن أدوار بطولة تاريخية متقدمة ! إلا أنها في الحالة العراقية وعلى يد الرئيس صدام قد بلغت تلك الصدمات أبعادا خرافية في حدودها ونتائجها المأساوية والتي تجعل الحديث عن التجربة السلطوية العراقية في العصر الحديث إحدى مآسي التاريخ بأبشع صوره الدرامية ؟! .

في خطاب صدام إختلطت الرؤى والمنطلقات ، وبانت على الحقيقة كل صور الإهتزاز السياسي والذي لايستند لقاعدة عملية قوية ، بل أولغ الرئيس بعيدا في متاهات التاريخ ليخلط الأمور والوقائع ومعتمدا على حصيلة هشة من المعلومات التاريخية المدرسية المبسطة يبدو أنها جاءت بوحي مباشر من مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الرمضانية وفي طليعتها مسلسل ( هولاكو ) الذي عرض من على شاشة ( أبو ظبي ) وهذه ليست مزحة ولاطرفة ! فكل من تابع خطاب الرئيس وأستشف مضامينه وحلل طبيعته سيخرج بإستنتاج فوري مدعوم بالشواهد المادية عن تأثر الرئيس العراقي بالمسلسل المذكور أعلاه! رغم أن حال المواطن العراقي والذي يعاني الحروب والتفقير والتجويع والمآسي منذ عقود ليس بحاجة لأن يذكره الرئيس بسقوط بغداد على يد جحافل المغول قبل أكثر من سبعة قرون ونيف ؟ فالشعب العراقي وهو يستمع لمحاضرة الرئيس التاريخية يعيش في واد آخر لاعلاقة له بتهويمات التاريخ وتفسيراته ومقارناته الموضوعية أو المبالغ فيها ؟ والشعب تبعا لذلك يريد حسم حاله وأوضاعه ، ولم تعد تهمه كثيرا حكايات وروايات إبن الأثير وقصص الجويني عن مجازر هولاكو والتي رغم بشاعاتها لاتلغي إبداعات النظام العراقي وتجلياته في حملات الإعدام والإبادة الجماعية والحروب العبثية على مدى عشرين عاما ونيف وضحاياها بمئات الآلاف ومآسيها لم تزل مرتسمة على الجسد العراقي المثخن بالجراح المميتة ، فيتناسى الرئيس كل ممارسات البعث التترية ليتعلق بخشبة التاريخ وليحاول إطعام العراقيين من مسكناتها ؟ رغم أن الجميع وأولهم الرئيس على علم تفصيلي وتام من أن النظام قد فشل فشلا ذريعا في إدارة الصراع بشكل يبعد شبح الإبادة الجماعية عن العراقيين ! وتحديات النظام بهزيمة الأميركان وحلفائهم يدل على أن أزمة النظام البنيوية والفكرية والسلوكية قد غادرت محطة الأزمة لتدخل في نفق الكارثة!! وإذا كان الحلفاء هم مغول العصر فإن صدام وهو يقارن تاريخيا قد وضع نفسه موضع آخر خليفة عباسي وهو ( المستعصم) وحيث لاقى مصيره المحتوم جراء إهماله لتحصين ثغور البلاد والعباد ؟ وهو نفس الأمر الذي فعله النظام العراقي بدعوة العالم للتفرج على الفضائح السياسية العربية عبر مسلسل المصائب المختلقة بدءا من إشعال نار الحرب المجنونة ضد إيران والتي أسماها ( القادسية ) وجسدها في فيلم سينمائي للراحل صلاح أبوسيف مرورا بيوم ( النداء الكويتي ) ومن ثم بروز ( أم المعارك ) والتي لانزال نعيش تجلياتها وبركاتها حتى اليوم وإن طال العمر بالنظام العراقي سيكلف هوليوود بإنتاج فيلم عنها لامحالة ؟.

إن حالة الهوس التاريخية التي تلبست النظام العراقي تفضح عن الهوية الفكرية والمعلوماتية الهشة لهذا النظام فهو يتعسف في تفسير التاريخ ؟ كما يتعسف في اللجوء لمداعبة الأحاسيس والشعارات الدينية ويجيرها لحسابه وهو القومي العلماني الإشتراكي ؟ هذا غير التعسف الفظيع والتجني على اللغة العربية عبر تصريف مالايصرف نحويا؟؟ مثل كلمة (  بغداد) التي تعسف على تصريفها وأسرف رغم أنها ممنوعة من الصرف!! ولكنه أصر على تصريفها وتحريكها بمرسوم جمهوري ؟؟

خطاب أم المعارك يحمل كل مؤشرات النهاية الواضحة رغم عبارات التحدي التي تفضح أكثر مما تستر ، والنظام ينتظر معجزة من نوع ما يعلم أنها لن تتحقق ولكنه يراهن على الحظ الحسن .. والتاريخ المستلهم من ليالي رمضان التلفزيونية؟

وسيرحل المغول عن كل شبر طاهر من أرضنا كما قالت الشاعرة الكويتية سعاد الصباح خلال إحتلال الكويت من قبل صدام ؟ ولكن من هم المغول ؟

تلك هي المسألة؟ .

 

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...
- هل تستطيع ( قطر ) منع الحرب الأميركية ؟
- المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟
- الكويت ... على سطح صفيح ساخن ؟
- ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟
- دعوات الحوار مع نظام صدام ... اللعب في الوقت الضائع ؟
- قمة الدوحة الخليجية ... هل هي قمة الحرب التغييرية ؟
- فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي و ...
- عبد الأمير الركابي ... وحكاية المؤتمرات البديلة ؟
- عبد الأمير الركابي ... والمعارضة العراقية ... ونداء الجزيرة ...


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟