أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟















المزيد.....

هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 350 - 2002 / 12 / 27 - 15:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                            

حالات الرعب القاتلة التي إنتابت  النظام العراقي وهو يعد الأسابيع والأيام ولربما الساعات المتبقية لوجوده الثقيل   فوق صدور العراقيين قد جعلت من تصرفاته بمثابة الأصحوكة والمهزلة التي ستتناقل أخبارها الأجيال القادمة ! ، فتصميم غالبية العراقيين وبمساندة قوى الحرية في العالم على إنهاء سيطرة النظام المهزوم  على رقاب العراقيين قد جعلته يستنفر كل ( الإحتياطي المضموم ) الذي تحدث عنه كثيرا في أدبيات السلطة الهزيلة وهذا الإحتياطي الهزيل لايتعدى بضعة إنفار من المرتزقة ومن وسائل الإعلام العربية التدليسية المخاتلة سواءا من تلكم الصحف الهزيلة الصفراء الصادرة على ضفاف التيمس وفي جزيرة الكلاب اللندنية أو من خلال الفضائيات المعروفة إياها والتي تعزف على أوتار ربابة مكسورة وهي تردد الأناشيد والشعارات الديناصورية التي إنتهى عمرها الإفتراضي وباتت من متحجرات التاريخ إلا أن عقلية النظام   المتخلفة لم تزل أسيرة لها وتمضغ علكتها حتى اللحظة ولتكون بابا واسعا للإرتزاق لبعض تنابلة الصحافة الإرتزاقية العربية مطبقة الشعار الخالد ( رزق الهبل على المجانين) ! والمجانين في هذه الحالة هم أساطين النظام العراقي الذين باتوا يتوسلون بشتى الطرق والوسائل المتاحة لمنع ضياع دولتهم وإنهيار سلطانهم الذي تأسس على جثث العراقيين ومعاتاتهم ، فلقد توسلوا كثيرا حتى الإذلال بعدوهم القديم والحالي أي إيران وهم يمنون النفس في توريط الجانب الإيراني في معركة ليست معركتهم! ولكن من يعرف العقلية السياسية والسلوكية الإيرانية سيفهم على الفور من أن السياسة العراقية تحاول جاهدة   حرث البحر! فبصرف النظر عن الشعارات السائدة في أسواق طهران فإن الإيرانيين يعون جيدا أن عدوهم ليس العالم الحر بل النظام العراقي العدواني الطائفي المتخلف ، وإن الأمن القومي الإيراني سيكسب كثيرا بإنهيار البعثيين والذين هم في مبتدأهم ومنتهاهم عملاء بالوكالة لكل مصالح ومخططات الشر الدولية وإن إنقلاب رياح المعادلات الدولية وتغيير الأولويات هي العامل المساعد في إنتهاء الدور البعثي عراقيا وإقليميا وإن من مصلحة إيران الإنضمام للجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وأوكاره ومشجعيه ، وليس هنالك من هو أكثر إرهابية من النظام الذي يوفر المأوى والملاذ للجماعات الإرهابية الدولية وعلى رأسهم جماعة (مجاهدي الشعب) الإرهابية التي كانت لها أدوار سوداء مشهودة  في قمع العراقيين خلال أحداث إنتفاضة عام 1991 وكذلك بعض المنظمات الإرهابية ذات اليافطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المجاهد بريء من تلكم الحثالات الإجرامية؟

كما لجأ النظام العراقي وكسهم أخير في جعبته إلى التصريح مرارا وتكرارا وتهديد الدول العربية المجاورة ويحاول تنشيط الوصل وإعادة الحياة للعلاقات مع دمشق وهي التي تآمر عليها كثيرا وأضر بشعبها ضررا فادحا أشد من الضرر الإسرائيلي ذاته وتلك حكاية طويلة ومعروفة ولها تبعات وذيول وإمتدادات وأمور عديدة تجري من خلف الكواليس!

ولكن المهزلة الكبرى تكمن في أن تصرفات النظام وهو يتقبل نصائح أحبائه ومريديه دوليا وعربيا  دائما ماتتخذ شكلا كاريكاتيريا يعبر عن خواء العقلية البعثية وعقدة النقص الصدامية عبر الإجراءات المضحكة والتي تفضح النظام وتحرج أنصاره كحكاية ذلك الإستفتاء الرئاسي المزعوم والذي خرج بحصيلة واسعة من التندر والسخرية السياسية التي لاتسيء للنظام العراقي المهزوم وحده بل تسيء لكل العقلية العربية ولتلك الإنتليجنسيا العربية المزعومة التي تدافع عن ماتسميه ب (المشروع الحضاري العربي ) عبر النسبة المئوية الكاملة التي حصل عليها (القائد المصيبة ) ! وهي نسبة تؤكد على عمق أزمة النظام البنيوية وعزلته القاتلة وتكون مسمارا آخر سيدق في نعش النظام الذي ماعادت تنفعه المقويات ولا الفيتامينات القادمة من بيروت حيث إختتم مؤتمر المرتزقة القومي البيروتي أعماله وسط خيبة إعلامية شاملة وتراجع سياسي حاد ! والطريف أن (قناة الجزيرة القطرية ) لم تخجل وهي تشيد بنتائج الإستفتاء المهزلة وتعتبره مؤشرا على رصانة الجبهة الداخلية ؟؟

وبما أن عقلية النظام هي عقلية طفولية ساذجة في مجال السياسة الدولية وفن العلاقات العامة ، فلقد تفتق الذهن الصدامي المريض عن مبادرة إعادة الإرشيف الكويتي المسروق للسلطات الكويتية بعد إثنا عشر عاما كاملات إستنسخ فيها ماإستنسخ وشوه فيها ماشوه وعبث فيها ماعبث ثم ليعود وبراءة الأطفال في عينيه ليقدم مايعتبره (بادرة حسن نية )!!

تجاه الأشقاء العرب ؟؟ وأين غاب الحنان البعثي طيلة السنوات الماضيات ؟ وماذا يفعل الكويتيون في أكوام من الورق إستطاعوا إستعادتها عبر تخزينهم لها على أقراص الحاسوب! وماذا عن الأسرى والمغيبين من أبناء الشعب الكويتي الذين يرفض النظام مجرد مناقشة ملفاتهم بل وينكر وجودهم جملة وتفصيلا بعد أن صفاهم وأجهز عليهم في معتقلاته الرهيبة والإرهابية والتي تشكل عارا على الإنسانية جمعاء ؟ فكيف سيبرهن على حسن نيته وهو يرتكب كل تلك الجرائم الإنسانية والوطنية والقومية؟

وفي إطار نفس المسلسل المهزلة خرج النظام على الناس وفي محاولة لخلط الأوراق وإستباق أية مطالبات دولية بنبش الملف الأسود لحقوق الإنسان في العراق بحكاية فتح السجون والمعتقلات والإفراج عن السجناء عبر لقطات مسرحية كانت القمة في المهزلة من خلال رؤية مئات الآلاف من الناس وهم في حالة هرج ومرج ويحملون أمتعتهم على ظهورهم وهي أمتعة تتراوح بين الفراش الشخصي وبين أجهزة التلفاز والثلاجات!! وفي مهرجان أشبه بسوق الهرج؟؟ وهو يعلم أن التغيير الديمقراطي لايتم بهذه الطريقة البدائية البعثية وأن مسلسل إطلاق سراح المعتقلين هو مسلسل قديم كرره النظام كثيرا في مراحل سابقة وإن الإفراج عن مرتكبي بعض المخالفات لايخفي حقيقة وجود المعتقلات السرية وغرف الإعدام الجماعية وبنايات التعذيب المخابراتية السرية؟ ثم أن كل هذه الخطوات على بدائيتها وسذاجة إخراجها وزيف تزويقها لم تكن لتتم لولا مطارق الضغط الدولية على رأس النظام وتيقنه من حتمية وجدية وإستراتيجية الخطوات القادمة في طريق التغيير ؟

وتتوالى الأنباء الأخيرة وسط الحشود الأميركية الهائلة في المنطقة عن تخطيط النظام العراقي لإقامة عيد ميلاد أسطوري لرئيسه ؟ فهل هي أحلام المفلسين ؟ أم أنه اليأس والهروب بالشكل الفضائحي المعروف ؟

إنها إذن رياح الحرية والتحرير التي تدق بعنف أبواب العراق والتي ستجعل من  حكم النظام المهزوم مجرد هشيم في عالم لم يعد يتسع  لتجار الأوهام ومصدري الشعارات الهوائية الجوفاء ، إنها بشائر الحرية ونسماتها العليلة وليطبل النظام ماشاء له ... فقد جاء وقت الحساب ؟

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟
- دعوات الحوار مع نظام صدام ... اللعب في الوقت الضائع ؟
- قمة الدوحة الخليجية ... هل هي قمة الحرب التغييرية ؟
- فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي و ...
- عبد الأمير الركابي ... وحكاية المؤتمرات البديلة ؟
- عبد الأمير الركابي ... والمعارضة العراقية ... ونداء الجزيرة ...
- الجزيرة و ( الإتجاه المعاكس ) ... والتوازن المفقود
- حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ...
- المؤتمر القادم للمعارضة العراقية ! الجنازة حامية والميت ... ...
- بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟
- الخليجيون والمعارضة العراقية .. علاقة محرمة أم مصالح مشتركة ...
- البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكري ...
- برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟
- الكبيسي ... والركابي ... ومن غير ليه ؟
- أيها الباريسيون ..... إكشفوا كل أوراق التفاوض مع النظام ؟
- الكبيسيون الجدد ... حوار الخرفان ... وصمت الحملان ... وصفعات ...
- مصالحة وهمية وفرسان مزيفون ... حزب الجمهورية وآخرون ؟


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟