أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!















المزيد.....

الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 391 - 2003 / 2 / 8 - 02:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                    

بعد أربعين عاما من الأحداث ، وبعد عقود طويلة من تكريس الطقوس الفجة للفاشية والشوفينية السياسية على صعيد مؤسسة السلطة في العراق ، لاتكون عبثية محاولات إستعادة ذكريات ماحصل ونبش الذاكرة التاريخية العراقية لذكريات أيام وسنوات أصبحت أحداثها ملكا مشاعا للشعب العراقي ، كما أضحت ملفاتها جزءا من التاريخ الدولي ، خصوصا وأن شريط الأحداث الكونية حافل بكل ماهو مريب وغريب وعجيب! وتأتي خصوصية ذلك في الحالة العراقية من واقع أن الدم العراقي الذي أسيل مع إطلالات ذلك الصباح البغدادي البارد لم يزل يروي ثرى الرافدين بدفقات لاتنتهي! كما لم تزل حكايات ذلك الماضي الدموي المؤسف تثير أمر الذكريات لدى من سنحت لهم الظروف بالمساهمة والمشاركة في صنع أحداث ذلك اليوم الذي لن يمحى من الذاكرة التاريخية العراقية لأننا كعراقيين ورغم دخولنا القرن الحادي والعشرين لم نزل نختلف على تصنيف الأمور ! كما أننا لم نزل أسرى ومرتهنين لصراعات بدأتها تيارات وتسببت بها إتجاهات لم تعد موجودة اليوم وبعضها إنكمش وتوارى فيما لايزال البعض الآخر يقود العراق بعقلية ثأرية بدائية لاتختلف عن عقلية 1963 الثأرية التي أسست لعقد الدم العراقي ، وحيث ظل العراقيون ينزفون دما عبيطا بلاطائل ولاجدوى وبصور وصيغ مختلفة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم!.

الإعلام العراقي الرسمي سيحتفل كالعادة بذكرى ( الثامن من شباط ) أو ( ثورة 14 رمضان ) وسيعيد تسمية ( عروس الثورات ) كالعادة المتوارثة! خصوصا وأن النظام العراقي اليوم متشوق وبهستيرية واضحة لتنظيم الإحتفالات والمهرجانات والإبتعاد ظاهريا عن حالة الخوف والتوتر التي تؤذن بزوال النظام وهو يتهيأ للمواجهة العسكرية القادمة والمعروفة نتائجها قبل أن تبدأ؟ كما أن هذا النظام يعتبر نفسه اليوم وريثا شرعيا لذلك اليوم وسيتم التركيز بطبيعة الحال على تشويه الأحداث وإختلاق شهادات مزورة لتاريخ الرئيس العراقي ومساهمته في ذلك الحدث! رغم أنه كان جالسا في مطعم ( جروبي ) القاهري حينما قام الإنقلاب ؟! ومع ذلك إنتظروا التزوير على أرفع مستوياته الإعلامية!! ، المعارضة العراقية وبمختلف تياراتها وإتجاهاتها مستعدة هي الأخرى لمواكبة الحدث وتكريس الذكرى لفضح النظام فيما ينصب البعض الآخر من المعارضين سرادقات كبيرة لتأبين وتقبل التعزية بالزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وبعد أربعين عاما من إعدامه بطريقة بشعة وبصورة مفزعة تخلو من كل شيم الشهامة والمروءة وقيم السماء إلى الدرجة التي لم يعد في أرض العراق كلها مكانا يتسع لدفن جثته التي أضحت من نصيب أسماك نهر ديالى! كما أقرت بذلك مذكرات قاتليه الذين تشتتوا بعد حين بين قتيل وأسير ومشرد وصريع ! ، واليوم يتسابق الجميع على تكريم الزعيم الذي لم يكرمه أحد ! وتلقى من اللعنات والشتائم وحتى الفتاوي مالم يتلقاه أحد ! ورحل عن دنيانا وليس في حوزته ( دولار عراقي مسروق ) وبإستثناء إبن خالته العقيد فاضل عباس المهداوي فإنه لم يسلط أحد من عائلته ومقربيه على رؤوس العباد ! ولم ينجب ( القبيلة الذهبية ) التي تخصصت في نهب العراق ؟ ومع ذلك لم يزل بعض العرب حتى اليوم يتكلمون بسفسطائية واضحة عن شعوبية الزعيم قاسم وشوفينيته وجنونه !! لقد كان الزعيم دمعة في تاريخ العراق المعاصر ، وكان صرخة ألم ستظل ترددها الأجيال العراقية المقبلة والتي هي بحاجة ماسة لإعادة تثقيف وتوجيه تاريخي وسياسي وغسل أدمغتها من أدران الفاشية السلطوية الحالية التي شوهت كل شيء في العراق من الأرض والمياه والناس وحتى التاريخ والأدب بعد أن سطت على الجغرافيا ذاتها !.

شخصيا لا أتذكر أحداث شباط عام 1963 لكوني كنت صغيرا وقتذاك ولكنني سمعت من الجميع بهول ذلك اليوم ودمويته المفرطة ، كما قرأت كثيرا عن الحدث وجمعتني الظروف بقيادات كانت أدوارها فاعلة في المشاركة بصنع ذلك اليوم والذي سيظل رغم إختلاف التقويمات يوما عراقيا إنجرت إليه الحركة الوطنية وهي محملة بإرث طويل من الأحقاد الدفينة إلى تصفيات دموية لم تكن ضرورية ولاحتمية ، ولكنها إرادة الآخرين من المتربصين شرا بالعراق ومن الأطراف العربية والدولية ، ولم تكن دهشتي كبيرة وأنا أستمع لتعليق بليغ ومؤثر من القيادي البعثي السابق وأحد رموز حركة شباط التاريخيين وهو الأستاذ ( عبد الستار الدوري ) قبل أيام حينما أكد وبحكمة السنين والتجارب التاريخية من أن الخطأ كان خطأ الجميع ، وأن التصفيات الدموية وتبادل الأحقاد كانت عنوانا لمرحلة من التداخل وإنفلات الضوابط وإنعدام البصيرة ، وإن أخطاء الحركة الوطنية العراقية كانت ضمن أهم الأسباب التي أوصلتنا لما حصل وإن لم تكن وحدها السبب الرئيس ! ، وقطعا فإن الشهادات التي دونها من شارك بصنع وترجمة الحدث من قيادات الماضي تظل مصدرا ومرجعا أساسيا لتعريف الأجيال العراقية الحالية والقادمة بصورة ماحصل وكما فعل المرحوم هاني الفكيكي في أوكار الهزيمة وكما فعل المرحومين أيضا طالب الشبيب والزعيم إسماعيل العارف وغيرهم ، ومع ذلك يظل العديد من أبطال ذلك اليوم صامتين ، وهو صمت لايخدم الذاكرة التاريخية العراقية ولا الأجيال العراقية القادمة وهي تستعد لوداع آخر الديكتاتوريين ولربما ليس أخيرهم ! وأخص بالذكر الأستاذ عبد الستار الدوري فلقد آن لفيض ذاكرته أن يتدفق ، وآن لرؤاه أن تنطلق لتحلل للأجيال ( الغافلة تاريخيا ) جزءا مما حصل ! ففي ذلك التوثيق التاريخي ضمان أكيد للتخلص من الديكتاتورية ولبناء عقد سياسي عراقي جديد يؤسس لعراق حر خال من العقد والأحقاد والرؤى المشوشة ، فهل سيفعل السيد الدوري ماتمليه عليه الضرورات الأدبية والسياسية ؟ وهل ستتنور الأجيال بحقائق جديدة لمآسي وقعت قبل أربعين حولا من الزمن العراقي العصيب ؟

إنها دعوة تاريخية مخلصة لكتابة التاريخ العراقي المعاصر بحكمة الشيوخ وتجربة المطاردين والمشردين! .

ومع ذلك يظل الثامن من شباط يوما كالحا في تاريخ العراق المعاصر ! .

 

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...
- هل تستطيع ( قطر ) منع الحرب الأميركية ؟
- المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟
- الكويت ... على سطح صفيح ساخن ؟
- ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟


المزيد.....




- بحافلات مهجورة على طريق سريع.. العثور على قرابة 400 مهاجر في ...
- -بمزاعم دعم إسرائيل-.. خارجية إيران تعلن فرض عقوبات على 8 أف ...
- بريتني سبيرز وسام أصغري يتوصلان إلى تسوية للطلاق بعد زواج دا ...
- تشمل 14 دولة.. فعالية -نار الذاكرة- تنطلق في قلب موسكو
- حوالي 80% من الأسلحة الموجودة في منطقة العملية العسكرية تصنع ...
- الصحفيون.. أرواحهم ثمن للخبر
- السويد ترفض فكرة الصين للتحقيق في تفجيرات -السيل الشمالي-
- مسار -يصل إلى 5 سنوات.. -نيويورك تايمز- تتحدث عن شروط السعود ...
- الأمن الروسي: القضاء على عميل للمخابرات العسكرية الأوكرانية ...
- الاستخبارات الكورية الجنوبية تتهم كوريا الشمالية بـ-التخطيط ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!