أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟















المزيد.....

النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 387 - 2003 / 2 / 4 - 04:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                             

 

الصورة المشوشة القائمة حاليا في الشرق الأوسط على صعيد الحرب والسلام بعد صعود شارون إنتخابيا وتهديدات الحرب في العراق تضع العالم بأكمله على كف عفريت ! ، ومن أجل نزع فتيل الأزمة أو تفتيت عناصر الإنفجار شبه الحتمي فإن العملية تتطلب توفر قيادات فاعلة ومن نوع جديد تملك عقلية التعامل السياسي الحر والمفتوح وتمتلك غريزة إلتقاط الفرص ، كما تمتلك الثقافة السياسية والخلفية الأكاديمية المستندة لإنتماء جذري وصميمي بالحرص على مصالح الناس والمتخلصة من عقد وآليات العمل السياسي المريض لمراحل زمنية ماضية كانت حقبا سوداء في تاريخ المنطقة والعالم ؟.

النظام العراقي اليوم وهو يواجه تفاعلات أزمة دولية كان سببا في إشتعالها منذ عقد ونيف من السنين ولايملك حاليا السيطرة على إتجاهاتها يبدو بشكل واضح وجلي بأنه قد فقد زمام المبادرة وافلتت الأوراق من بين يديه ولم يعد عنصرا فاعلا في إدارة الأزمة ، بل بات عبئا عليها!! بكل تشنجاته وتخشباته وعجزه عن فهم مايدور في العالم وعلكه الدائم لشعارات الحرب الباردة ، وترداده المتواصل للشعارات الديناصورية التي تمثل سلعة إنتهى زمن عرضها في مسرح السياسة الدولية الذي لايخضع لأمزجة ( سياسيو القرية )! ولا لمنطق ( زعماء العشيرة وشيوخها ) الذين يريدون ( تلفزيا ) محاربة أميركا ببنادق العثمانيين!! ، وهي النغمة التي بات الرئيس العراقي وهو يواجه قدره يكثر من العزف على أوتارها! ، لدرجة أنه وقد إنتخى بشيوخ العشائر أصبح يمارس السياسة بواجهات بدائية تثير الشفقة والغثيان وتؤشر على أن أربعين عاما في ممارسة الحكم والسلطة قد ذهبت أدراج الرياح ، فلم يتعلم شيئا البتة!! ولم يرتق لمستوى العصر في التفكير الإستراتيجي ! ، بل تراجع في لحظات التاريخ الفاصلة بين عالمين ومرحلتين لقواعده العشائرية وإنتماءاته الفكرية التي إختزلت الوطن العراقي بالعشيرة وتحالفاتها وعداواتها وقيمها المتخلفة!! وفي ذلك إقرار حقيقي بالفشل في ممارسة السلطة وقيادة الشعب والتسبب بالتالي بمأساة إستراتيجية للعراقيين ودول الجوار والعالم العربي أيضا !؟.

لقد كان منظر الرئيس العراقي وهو يطلق الكلام على عواهنه في حضرة ضباطه وقادة جيشه (المرعوبين ) يمثل حصيلة نهائية لفشل سلطوي إستمر طويلا وماعاد ينفع إستمراريته والعالم على أعتاب وفي خضم متغيرات كونية هائلة ، فشلة الضباط والرتب العسكرية التي أحضرت للقاء ( القائد الأعلى ) لاتمثل هيئاتهم وتصريحاتهم وملامحهم إلا شبيها ( للجيش الإنكشاري العثماني )! فلا إبداع قيادي ! ولاجراءة أدبية ! بل ولامنطق سليم ! وكان الخوف يهز أبدانهم ويرسم صفرة الهلع والموت على وجوههم وهم يخافون من إرتشاف أقداح الشاي أو فناجين القهوة قبل أن يأمرهم قائدهم ( صدام ) بذلك ؟ فهل تتمكن زمرة الخائفين هذه من حماية نظام فقد كل أغطيته ( الدولية )!! ، لقد كانت تلك الصور التي كرر عرضها التلفزيون العراقي مرات ومرات تفضح حقيقة السلطة الفاشية ، وتؤكد على نتيجة الحرب قبل أن تبدأ ! ، فحينما يلجأ نظام كان يدعي يوما ما بأنه يمتلك خامس جيش في العالم لللإنتخاء ب ( نخوة العشيرة ) وبطلب الحماية والنصرة من ( الشيخ عنيفص ) ومن عشائر البوناصر والبوعلوان ..!؟ في مواجهة الولايات المتحدة فإن في الأمر أكبر من مهزلة كارثية !.

النظام العراقي وبرغم كل تخبطاته يبدو أنه على دراية كاملة بما ينتظره هذه المرة ، وبأن الحرب ليست من أجل هدف محدد كتحرير الكويت مثلا كما حصل في ( عاصفة الصحراء ) حينما أوقف الأميركان والحلفاء الحرب وكانت على أبواب بغداد ثم كانت خيمة (صفوان ) التي أسست لكل التنازلات وإنتزاع السيادة مقابل بقاء النظام السياسي ليتفرغ لمهمة إرهاب العراقيين وسحق إنتفاضتهم الشعبية! وهي (الأعمال الجليلة ) التي قام بها قادة النظام العراقي بجداره وتميز وحرفنة! والجرائم التي قام بها (علي كيمياوي ) و( عزة الدوري ) و( حسين كامل ) و( طه ياسين رمضان).. وغيرهم ستظل ملفاتها موثقة ليتعامل معها الحكم العراقي القادم وفقا لنصوص القوانين السماوية والوضعية وليست وفقا لروح (الفزعة العشائرية)!.

ولعل عنصر الطرافة في لقاء صدام الأخير مع إنكشاريته من كبار الضباط هي تلك الصور الكاريكاتيرية التي حفل بها ؟ فعندما كان أحد الضباط يتحدث عن الخطط الموضوعة ويسهب في شرح إتجاهات التعبئة اللوجستية والميدانية كان صدام يقاطعه بعدم إهتمام ويأمر بشرب الشاي قبل أن يبرد!! ليرتشف الجميع رشفة واحدة موحدة ليعلق الرئيس (القائد) بعدها من أن العراقيين يحبون شرب الشاي!!!، ليختتم المشهد السوريالي بموجة ضحك جماعي تنتهي مع تقطيبة الرئيس لحاجبيه!! فالرئيس يعلم مليا بأن كل الإدعاءات التي يسمعها من جنرالاته تظل حلما ئيس لحاجبيه!! فالرئيس يعلم مليا بأن كل الإدعاءات التي يسمعها من جنرالاته تظل حلما إفتراضيا ، ومن أن ساعة الحقيقة القادمة ستفرض وقائعها ، ومن أن الشيخ ( عنيفص) سيلوذ بمضيفه ولن يخرج للدفاع عن نظام لايوجد من يدافع عنه ؟ ومن أن زمام المبادرة قد فقد من الناحية الإستراتيجية وهو يكرر أخطاء هزيمة عاصفة الصحراء بشكل مستنسخ ، فالحشود من حوله تتجمع بقوة نيران لم يشهد التاريخ العسكري مثيلا لها ؟ والحرب قادمة لامحالة والعملية تقتضي بمهاجمة الخصم وهو في مرحلة الحشد!! وهو الأمر الذي لن يفعله النظام العراقي مطلقا! إذن فإن الهزيمة قد حلت قبل أن تعلن الحرب؟؟ ومابقي من الأحداث القادمة مجرد ظلال خلفية لصورة تشكلت بوضوح! ، لذلك لم يعد للنظام من سلاح سوى الترويع والإرهاب عبر تهديد الكويت كما فعل طارق عزيز ، أو عبر التلويح بكلام كبير عن هزيمة الأميركان كما صرح طه الجزراوي عبر عنترياته المعروفة!! وسلاح الإرهاب سيرتد لصانعيه والملوحين به لامحالة ؟.

 

[email protected]

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...
- هل تستطيع ( قطر ) منع الحرب الأميركية ؟
- المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟
- الكويت ... على سطح صفيح ساخن ؟
- ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟